تقدَّم والد الطالبة تمارا (8 سنوات)؛ التي لقيت مصرعها قبل ثلاثة أسابيع تحت عجلات إحدى حافلات النقل المدرسي بقرية الوسقة - 45 كلم جنوبي محافظة الليث، بشكوى للمحافظ؛ مطالباً بمحاسبة السائق والشركة المشغلة والمتعاقدة مع إدارة التربية والتعليم بالليث. وقال أحمد البركاتي: إن ابنته "تمارا" تُوفيت عند باب منزل أسرتها حينما كانت في طريقها إلى مدرستها، بعد تعرُّضها للدهس من قبل سائق الحافلة المتهور - على حد قوله- وإنه يطالب بدم ابنته البريئة من السائق والشركة الناقلة، متهماً بأن حافلاتها قديمة ولم تتعرَّض للفحص الشامل للتأكّد من صلاحيتها لنقل الطالبات.
وقال "يقومون بتشغيل سائقين غير مؤهلين؛ حيث لا يحملون رخص القيادة، إضافة إلى عدم الاهتمام بفحص السائقين من حيث سلامة النظر وسلامة العقل من السموم".
وأضاف البركاتي: إن ما حدث لابنته تمارا ليس الحادث الأول من نوعه؛ بل سبق أن تعرَّضت طالبة أخرى في الحي نفسه للدهس وانتقلت إلى رحمة الله، في سيناريو تكرّر مع ابنته تمارا، مشيراً إلى أن كبر حجم الحافلات التي تقوم بنقل الطالبات وضيق الشوارع في قرية الوسقة لا يتناسبان، إذ إن القرية حي عشوائي وشوارعها ضيقة لا تتسع لمرور حافلات نقل الطالبات.
وطالب بإحضار حافلات صغيرة مهيأة لنقل الطالبات، وبقيادة مواطنين أكفاء يستطيعون تحمُّل المسؤولية والحفاظ على أرواح الطالبات وليس المساهمة في إزهاقها.
من جهته، أوضح متعهد نقل الطالبات بمحافظة الليث مروان بن حسين السليماني، ل "سبق"، رداً على شكوى المواطن، أن السائقين يعملون منذ خمس سنوات بالشركة ولديهم رخص قيادة، وتمت تغطية الحادث الذي تعرَّضت له ابنة المواطن من قِبل التأمين بالكامل. وأضاف: معظم أولياء الأمور يطالبون بنقل بناتهم من جوار منازلهم، والطرق ليست مسؤولية متعهد النقل، وأيضاً سلامة الطالبات، خصوصاً صغار السن، فهذه مسؤولية أولياء الأمور عند ركوب الحافلة أو عند النزول منها.
واستغرب المتعهد متسائلاً: كيف لسائق أن يتهوّر وهو داخل شارع غير معبدٍ وغير نافذٍ ويقع وسط بيوت عشوائية؟
وقال المتعهد: إنهم يقدّرون شعور والد الطفلة ويعملون على إيجاد حلول نفسية للأسرة ابتغاء وجه الله تعالى فقط، وعرضنا جزءاً منها على الأسرة؛ لأنهم يؤمنون بقضاء الله وقدره، مؤكداً أن هناك دورات واختبارات تسبق التعيين، وجميع السائقين يتم اختيارهم بعناية ومن القرية نفسها، وكل ذلك من أجل الحرص على تحقيق أمن وسلامة المستفيدات من النقل.
وأشار متعهد النقل إلى أن جميع الحافلات تخضع سنوياً لفحص خاص يشمل فحص السلامة والميكانيكا، وأيضاً فحص من قِبل اللجنة الفنية لمراقبة نقل الحجاج، وكذلك قبل بداية الدراسة وأثناء العام الدراسي، تخضع كل الحافلات لمراقبة وتفتيش من قِبل شركة تطوير للنقل التعليمي وتوثيق الملاحظات ومتابعة التصحيح، كما أن إدارة التعليم بالليث تشرف في بداية العام على توافر الاشتراطات كافة، والحادث - قضاء وقدر - ونقدّر أيّ اتهامات أو غضب؛ لأن الأمر جلل ويتطلب منا الصبر والتحمُّل.
كما تساءل متعهد النقل: لماذا يتنازل والد الطفلة عن السائق في اليوم نفسه الذي وقع فيه الحادث؛ ليعود ويشتكي أن الحادث نتيجة تهور؟