مقدمة: أضواء على أوائل المطبوعات العربية في بلاد الهند ونماذج مختارة نادرة بدأت حركة الطباعة العربية وطبع الكتب في القطر الهندي منذ بدأ الاستعمار وخاصة عندما نزلها الانجليز واتخذوا من مدينة كلكتا مركزاً تجاريا لشركة الهند الشرقية الانجليزية. وأصبحت بذلك أهم المراكز لسلطتهم الاستعمارية في بلاد الهند فدخلت الآلات العصرية الكثيرة وما يخص فن الطباعة. وقد ثبت الآن ان المستشرق سرجارلس ولكنس استطاع أن يسبك الحروف العربية بخطيها النسنحي والنسعليق المعروف بالخط الفارسي لشيوعه بين الإيرانيين وأصحاب اللغة الأردية بالهند ثم أنشئت المطبعة التبشيرية في سيري رامفور من ضواحي كلكتا وهكذا انتشرت الطباعة العربية على الحروف المسبوكة(1) كما كانت هناك المصانع الحجرية التي انقرضت على مرور الزمن إلا في بعض المدن كمدينة ديوبند في شمالي الهند(2) وكانت الكتب تطبع على الطباعة الليتوغرافية ومن ابرز المطابع مطبعة الشركة الآسيوية الليتوغرافية في كلكتا وهي أخرجت إلى النور مثلاً الفتاوى الحّمادية سنة 1825م وطبعت في الطب العربي كتاب المغني في شرح الموجز لسديد الدين الكازروني سنة 1832م وغيرها. ومن المؤسسات العلمية التي كان لها فضل عظيم في إحياء الكتب الدينية هي دائرة المعارف في حيد آباد التي تأسست عام 1306ه 1888م ومن الشخصيات التي كان لها فضل كبير على تاريخ الطباعة العربية في شبه القارة الهندية السيد الأمير نواب صديق حسن خان أمير ولابهوبال (1248 1307ه) وكان ذا شغف بالكتب المخطوطات والنادرة والحصول عليها وله مراسلات مع علماء الجزيرة العربية من نجد والحجاز والاحساء وغيرهم وتعيين وكلاء له في أقطار العالم الإسلامي للحصول على هذه المخطوطات وانقق في سبيل هذه الشأن أموالا طائلة جعلها الله في ميزان حسناته. وكان جزءاً من اهتمامه بالمطابع إنشاء أربع منها في الإمارة وهي: 1) المطبع السكندري (2) المطبع الشاه جهاني (3) المطبع السلطاني (4) المطبع الصديقي ومن الشخصيات التي لعبت دوراً عظيماً في تاريخ الطباعة في القارة الهندية هو منشي نول كشور (1836 - 1895م) وكانت مطبعته العظيمة في مدينة لكناؤ (3) . الهوامش: 1- ندوة تاريخ الطباعة العربية حتى انتهاء القرن التاسع عشر. مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بالإمارات . 2- جهود مخلصة فى خدمة السنة المطهرة. عبدالرحمن الفريوائي. جامعة بنارس الهند . 3- ندوة تاريخ الطباعة العربية .أضواء على أوائل المطبوعات العربية في بلاد الهند - نماذج مختارة نادرة - (1) كتاب: روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام . للمؤلف: حسين بن غنام الاحسائي المتوفى عام 1225ه . وهذا الكتاب يقع في مجلدين . المجلد الأول منه ذكر ما كانت عليه الحالية الدينية في نجد والجزيرة العربية وفيه من المبالغة ما ليس صحيحاً .. والكتاب يقع في (312) صفحة. أما المجلد الثاني فخاص بأهم الحروب التي خاضتها الدولة السعودية لبناء المجتمع وتأسيس الدولة. ويقع في (280) صفحة. والكتاب بصفة عامة يتسم بصفة السجع المملة أحيانا. وهذا الكتاب سعى في طبعه الشيخ عبد المحسن بن محمد بن مرشد وهو من أهالي الرياض الذين كانوا يسافرون إلى الهند لمزاولة التجارة وغيرها ومن وكلاء الملك عبدالعزيز بها. والصحيح ان الملك عبدالعزيز هو الذي طبع الكتاب على نفقته. طبع الكتاب في نلباذار في بمبي الهند في المطبعة المصطفوية المشهورة . حيث ذكر في نهاية المجلد الأول ص 312 في إشارة لتاريخ نهاية طبعه في 20 ربيع الأول سنة 1337ه وإذا صح هذا التاريخ فانه يعتبر أقدم نسخة تطبع لهذا الكتاب. وقام بتصحيح هذا الكتاب كما ظهر في الصفحة الأولى محمد ابن المرحوم الشيخ حسين علي مالك المطبعة المصطفوية . وفي نهاية المجلد الثاني في الصفحة 280 يظهر في نهاية السطر الأخير نجد بخط مختلف عن المطبوع جاء فيه: «طبع على نفقة عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل». كما فى مجلد احتفظ به . وإذا كان هذا صحيحاً أيضا فانه ربما ان هذا الكتاب هو أول طبعة يطبعها الملك عبدالعزيز على حسابه يرحمه الله. والكتاب ظهرت له طبعات مختلفة اعتمدت على هذه الطبعة على ان الأصل المخطوط الذي طبعت منه هذه النسخة موجودة في احدى المكتبات في الهند ويظهر فيها بعض السقط عن هذه الطبعة وبعض الأخطاء المتفرقة.