اقر الرئيس الاميركي باراك اوباما بان الامل الذي كان شعار حملته الانتخابية قبل اربع سنوات "تزعزع" بفعل المصاعب ولكنه وعد الاميركيين بان التغيير لا يزال ممكنا اذا ما احسنوا الاختيار في صندوق الاقتراع. وفي خطاب حماسي القاه في شارلوت، كبرى مدن ولاية كارولاينا الشمالية (جنوب غرب) امام حوالى ستة آلاف مندوب شاركوا في المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي حيث اختاروه مرشحا رسميا عن الحزب الى السباق الرئاسي، ذكر اوباما بكل المحن الصعبة التي اجتازتها البلاد في عهده. وفي هذا الاطار عدد المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقررة في 6 نوفمبر في مواجهة الجمهوري ميت رومني اهم هذه التحديات ومنها "تكلفة الحرب، واحدى اسوأ الازمات الاقتصادية في تاريخنا، والعرقلة السياسية التي دفعتنا الى التساؤل عما اذا كان لا يزال بالامكان ان نكون على مستوى تحديات عصرنا" معتبرا ان هذه المصاعب "زعزعت" الامل لدى الاميركيين. "اوضح خيار" وامام مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي انعقد على مدى ثلاثة ايام في "تايم ورنر كيبل ارينا" في شارلوت، اكد اوباما ان الناخبين سيكونون امام "اوضح خيار" في حياة هذا الجيل، معترفا في الوقت نفسه بان الطريق التي يقترحها عليهم "لن تكون سريعة ولا سهلة". وشدد الرئيس المنتهية ولايته على انه يقول لمواطنيه "الحقيقة" و"الحقيقة اننا بحاجة الى بضع سنوات اضافية لحل المشكلات التي تراكمت على مدى عشرات السنين". واضاف "في نهاية المطاف، عندما تأخذون هذه البطاقة الانتخابية ستجدون انفسكم امام الخيار الاوضح منذ جيل. في الاعوام المقبلة، قرارات كبرى سوف تتخذ في واشنطن حول التوظيف والاقتصاد والضرائب والعجز والطاقة والتعليم والحرب والسلم وهي قرارات ستكون لها نتائج كبيرة على حياتنا وعلى حياة اطفالنا في العقود المقبلة". واوضح انه "في كل ملف، لن يكون خياركم فقط خيارا بين مرشحين او حزبين، بل سيكون خيارا بين طريقين مختلفين بالنسبة للولايات المتحدة". مشاكلنا يمكن ان تحل وبعد اربع سنوات على اندلاع الازمة المالية، اعتبر اوباما ان حل الازمة يعني بالنسبة للولايات المتحدة "جهدا مشتركا ومسؤولية مشتركة ونوعا من التجارب الشجاعة والدائمة التي قام بها فرانكلين روزفلت خلال الازمة التي كانت اسوأ من الازمة الحالية". واضاف "لكن اعلموا... مشاكلنا يمكن ان تحل. يجب ان نكون على مستوى الصعوبات. الطريق الذي نقترحه ربما هو اكثر صعوبة ولكنه يقودنا الى عالم افضل". وتابع "اطلب منكم ان تختاروا هذا المستقبل. اطلب منكم ان تلتفوا حول مجموعة اهداف من اجل بلدنا (...) للقطاع الصناعي والطاقة والتعليم والامن القومي والعجز : مشروع حقيقي هو في متناول يدنا وسوف يقودنا الى وظائف جديدة والى مزيد من الخيارات وسوف يبني هذا الاقتصاد على قاعدة اكثر صلابة". وقال ايضا "هذا ما يمكننا ان نصنعه في السنوات الاربع المقبلة وهذا هو السبب الذي انا من اجله مرشح لولاية رئاسية ثانية". وتابع "اذا ادرتم ظهركم الآن، اذا سمحتم لانفسكم بالاقتناع مع الساخرين بان التغيير الذي قاتلنا من اجله ليس ممكنا فالتغيير لن يحدث". واكد اوباما انه "اذا تخليتم عن فكرة ان صوتكم يمكن ان يحدث فرقا، فان اصواتا اخرى ستأتي لتملأ هذا الفراغ : جماعات الضغط والمدافعون عن المصالح الخاصة والناس الذين يحاولون شراء هذه الانتخابات بشيكات كل منها بعشرة ملايين دولار والساسة في واشنطن الذين يريدون ان يقرروا من يحق لكم ان تتزوجوا او ان يقرروا بانفسهم ماذا يجب على النساء ان يفعلن بانفسهن"، في اشارة واضحة الى الزواج المثلي والاجهاض، اللذين يدافع عنهما الديموقراطيون ويعتزم الجمهوريون حظرهما. وتابع "انتم وحدكم القادرون على منع حصول ذلك. انتم وحدكم لديكم القدرة على دفعنا للمضي قدما". واصبح اوباما رسميا مرشح الحزب الديموقراطي ليل الاربعاء الى الخميس عندما صوتت وفود الولايات لصالحه. وحصل ميت رومني على ترشيح حزبه قبل اسبوع في تامبا بفلوريدا، جنوب شرق البلاد. هجوم عنيف وافرد اوباما مساحة واسعة من خطابه لمهاجمة منافسه الجمهوري، اذ شن هجوما عنيفا على ميت رومني ركز فيه على ملف السياسة الخارجية متهما اياه خصوصا بانه "اهان" لندن واغضب موسكو. وقال اوباما "ربما لسنا مستعدين للدبلوماسية مع بكين اذا كنا لا نستطيع ان نذهب الى الالعاب الاولمبية بدون ان نهين حليفنا الاقرب"، في اشارة الى الزيارة التي قام بها ميت رومني نهاية تموز/يوليو الى لندن ومس خلالها البريطانيين في كبريائهم بتصريحات حول عدم تحضيرهم بشكل جيد للالعاب الاولمبية. واضاف الرئيس الاميركي "لا نصف روسيا بانها العدو الاول وليس القاعدة الا اذا كنا متحجرين في عقلية الحرب الباردة"، في اشارة هذه المرة الى تصريحات ادلى بها ميت رومني مؤخرا حول هذه المسألة واثارت حفيظة موسكو. مبتدئان في السياسة وخلص اوباما في هجومه الناري الى ان "خصمي والمرشح معه لنيابة الرئاسة (بول راين) هما مبتدئان في السياسة الخارجية". واضاف "قال خصمي ان وضع حد للحرب في العراق كان +كارثيا+ ولكنه لم يقل لنا كيف ينوي وضع حد للحرب في افغانستان. قمت بذلك وسوف اقوم به". وفي نهاية خطابه انضمت اليه زوجته ميشال وابنتاه ماليا وساشا على المنصة ثم نائبه جو بايدن وزوجته جيل، الذين حيوا الجماهير تحت وابل من قصاصات الورق البيضاء والزرقاء والحمراء، الوان العلم الاميركي. الرد الجمهوري وفي اول رد فعل رسمي من المعسكر الجمهوري على خطاب اوباما قال مات رودس مدير حملة رومني الانتخابية ان الرئيس "دافع عن نفس السياسات التي لم تنجح خلال السنوات الاربع الماضية"، مضيفا ان اوباما "قطع المزيد من الوعود ولكنه لم يف بتلك التي قطعها منذ اربع سنوات".