حينما تقوم وزارة التربية والتعليم بنقل معلمات الى قرى ومدن نائية لمصلحة العملية التعليمية وتتوفر اليها وسيلة الانتقال ومقومات المعيشة فهذا أمر طبيعي لكن حينما تكون وسيلة الانتقال الوحيدة الى هذا المكان هو طائرات حرس الحدود ولا يكون أمام المعلمات المنقولات خيار آخر فهذا أمر غير منطقي وهذا ما حدث مع معلمات جدد صدر قرار بتعيينهن بقرية "ذعبلوتن" التى تقع على الحدود العمانية مما تسبب في مأساة حقيقية للمعلمات الجدد. تقول إحدى المعلمات التي لم تذكر اسمها وتم تعيينها حديثا بتلك القرية: أنا من دفعة خريجات قسم الدراسات الإسلامية بكالوريوس عام 1430-1431 ه وعدد نقاطي 70 وقدمت بياناتي من خلال نظام وزارة الخدمة المدنية "جدارة" في أول ساعات موعد التسجيل وكنت من تصنيف الدفعة الخامسة، وكان هناك مجال واسع للرغبات المكانية المتاحة فكان اختياري للمنطقة الشرقية من ضمن المناطق التي اخترتها، وكان اختياري من ضمن الرغبات الأولى لأن لدي أخا يعمل بالمنطقة الشرقية ومقر سكني في جدة ، وبعد الانتهاء من إجراءات الالتحاق والتعيين من تأكد للبيانات من خلال الأوراق الرسمية والمفاضلة ونحو ذلك تم الاتصال علي من قبل وزارة التربية والتعليم وتم ابلاغي بتعييني في المنطقة الشرقية وعندما ذهبت للمقابلة قمت بتعبئة نموذج بترتيب الرغبات فوضعتها بالترتيب تنازلي من الأقرب فالأبعد وكانت قرية "ذعبلوتن" آخر اختيار لي، وبعد فترة أدخلت الرغبات الكترونياً وأعدنا تعبئة الرغبات مرة أخرى فكانت ذعبلوتن هي الرغبة الثالثة عشرة، وأتتني رسالة على هاتفي للتوجه إلى إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية لتوجيهي إلى المكان الذي عينت به، فتفاجأت بتعييني بقرية ذعبلوتن وحينما عرفت أنها على الحدود العمانية جنوب شرق الربع الخالي، وتبعد عن مدينة الدمام بما يقارب 600 كم وأن وزارة التربية والتعليم وضعتها أمامي كأنها رغبتي الأولى والأخيرة للمباشرة بها، فلا أعلم كيف أذهب للمباشرة في قرية لا يمكن الوصول لها إلا عبر طائرات حرس الحدود من مطارها بالخرج ولا توجد بها خدمات وأنا عزباء فكيف لي بأن أباشر العمل في مكان لا يستطيع الرجل أن يعمل به فأنا بحاجة إلى هذه الوظيفة بعد انتظار عامين من أجل هذه الوظيفة فأرجو من المسئولين النظر إلى هذه المشكلة من الجانب الانساني فلا نريد الحرمان من باب رزق نستحقه علما بأنه تم ابلاغنا بأن آخر موعد للمباشرة يوم الأربعاء المقبل وإلا سيتم استبعادنا من الوظيفة . لا أعرف كيف صنفت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية بأن قرية ذعبلوتن تابعة للمنطقة الشرقية، والقرية لا يتجاوز عدد سكانها 20 منزلاوتضيف معلمة صدر لها قرار تعيين في هذه القرية قائلة: حينما بحثت على معلومات عن هذه القرية التي أسمعها لأول مرة في حياتي، فوجدت أنه من الصعب الوصول لها إلا من خلال طائرات حرس الحدود وحينما تأكدت بشكل أكبر تفاجأت بأن رحلات حرس الحدود من الخرج إلى هذه القرية غير متواصلة فهي بين كل فترة وأخرى، ولو ظهر حل آخر فهو أخطر بحيث أسكن سلطنة عمان ولكن يبدو أنه أصعب، نريد أن تعجل وزارة التربية والتعليم في مسألة نقلنا وقد تجاوز عددنا 8 معلمات مستجدات ونطالب بنقلنا إلى أي مدينة من مدن المنطقة الشرقية. وتقول المواطنة (أ.س) متزوجة وأم لطفلين أحدهما عمره سنة وثلاثة أشهر والآخر عمره 9 سنوات وتم تعيينها في قرية ذعبلوتن أنا من سكان مدينة الرياض تخرجت في عام 1425-1426 نقاطي بحسب مفاضلة الخدمة بموقع وزارة الخدمة المدنية بنظام جدارة 76.47، ووضعت رغبة المنطقة الشرقية في الاختيار الخامس بالترتيب الآتي (الرياض - الخرج - القويعية - الدرعية - الحوطة والحريق - الشرقية ....... الخ) وحينما قمت بتعبئة الأوراق الخاصة بمسوغات التعيين تفاجأنا بوجود 16 منطقة البعض منها لا نعرفها ولكن وقع تعييني بقرية (ذعبلوتن) لا أعرف كيف صنفت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية بأن قرية ذعبلوتن تابعة للمنطقة الشرقية، والقرية لا يتجاوز عدد سكانها 20 منزلا إن كان أقل وإن ذهبت إلى هذه القرية عن طريق سلطنة عمان فلا أستطيع بحكم عمل زوجي في القطاع العسكري فلا يمكن منحه إجازة مستمرة بين كل فترة وأخرى، وتعتبر الخرخير أقرب مدينة سعودية لها وتبعد 320كم، بينما أقرب قرية لها من سلطنة عمان قرية المشاش ومدينة مقشن العمانية التي تبعد 80 كم، أما لغة سكان الهجرة فيتكلمون العربية ولكن بصعوبة لأن لغتهم الأم هي "المهرية"، وتواصلت مع مسؤول توزيع المعلمات بوزارة التربية والتعليم فبعد الإلحاح عليه أكد لي بشكل تذمر أن التوزيع تم بشكل عشوائي!!. من جانبه حاولت "اليوم" التواصل مع المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم بالرياض محمد بن سعد الدخيني فلم يتم الرد، في حين تم التواصل مع المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية خالد الحماد ولم يقم بالرد حتى الآن أيضا.