يوم الجمعة الرابع والعشرون من شهر أغسطس 2012 كان تاريخيا لشركة أبل (Apple) بعلامتها الشهيرة : التفاحة المقضومة، فخلال الأسبوع المنصرم وبعد وصول سعر سهم الشركة إلى أعلى مستوياته أصبحت رسميا الشركة الأكبر في تاريخ الشركات المساهمة، ولينتهي أسبوعها الحافل يوم الجمعة الماضي بانتصار الشركة قضائيا في معركة قانونية استمرت أكثر من عام كامل على حليف الأمس وغريم اليوم : شركة سامسونج (Samsung) الكورية المصنعة للإلكترونيات. أبل حصلت من هيئة المحلفين في محكمة مدينة سان جوزيه الأمريكية على حكم قضائي لصالحها يوثق قانونيا دعواها بأن شركة سامسونج قامت بنسخ وتقليد منتجاتها وانتهاك براءات اختراعها المتعلقة بأجهزة الجوال آيفون iPhone والجهاز اللوحي iPad، وقد أقرت هيئة المحلفين تعويضا لمصلحة أبل من غريمها سامسونج مقداره 1.05 مليار دولار، أي حوالي 4 مليارات ريال سعودي. الحكم القضائي لمصلحة أبل لم يأت بجديد، فتقليد جميع الشركات أجهزة أبل وسعيها للتكسب من خلال الأسواق التي سبقتهم إليها واضح للعيان متابعو هذه القضية كانوا ينتظرون على أحر من الجمر حكم المحكمة نظرا لانعكاساته على سوق الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالجوال والأجهزة اللوحية، ولتبعاته القانونية واللوجستية على سوق تقدر قيمته بأكثر من 219 مليار دولار، فهذه المعركة القضائية الشرسة التي تخوضها أبل ضد عدد من الشركات بدأتها بسامسونج ويهدف أخيرا إلى ما تراه الشركة أنه وقف لسرقة أفكارها وابتكاراتها التي غيرت عالم الاتصالات، ومع أن الخصم الرئيس لأبل في هذه المعركة هي شركة جوجل (Google) الأمريكية التي أصدرت نظام تشغيل الجوال الشهير أندرويد لمنافسة سطوة جوال أبل آيفون، إلا أن صراع الجبابرة هذا لم ولن يكون مباشرا حتى المستقبل القريب. أبل فضلت أن تقاضي الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية التي تستخدم نظام جوجل أندرويد مثل سامسونج، وشركة جوجل تقاضي أبل من خلال شركاتها المملوكة مثل موتورولا، بالإضافة لحلفائها. الحكم القضائي لمصلحة أبل لم يأت بجديد، فتقليد جميع الشركات أجهزة أبل وسعيها للتكسب من خلال الأسواق التي سبقتهم إليها واضح للعيان، لكن أهمية هذا الحكم القضائي تأتي من تبعاته على سوق صناعة الإلكترونيات بشكل عام. فشركة أبل الآن لديها سند قانوني لمنع مبيعات سامسونج بالكامل في الولاياتالمتحدة، السوق الأكبر والأهم في هذه الصناعة، بل وإنه سيشكل سندا قانونيا مهما لها في طلب تعويضات مشابهة من شركات عديدة أخرى مثل HTC و Sony و Ericson وغيرها من مصنعي أجهزة الجوال اللوحي التي تستخدم نظام تشغيل جوجل. شركة جوجل الآن في موقف صعب، فقد أصبح جميع شركائها المصنعين للجوال اللوحي في خطر نتيجة استخدامهم نظام تشغيلها أندرويد، والأيام المقبلة ستشهد تحركات قضائية كثيرة من الطرفين، لكن الأكيد أن عددا من المصنعين سيسعى إلى حماية وضعه القانوني من خلال ترخيص بعض براءات الاختراع من أبل، ولو حدث ذلك فسيكون ضربة كبيرة لسمعة ومركز جوجل التقني والقانوني، ويبدو أن التسمم سيصيب كل من قضم التفاحة دون إذن! www.alkelabi.com twitter | @alkelabi