كان الشاب « بدر 24 عاماً « من سكان محافظة النعيرية منذ أيام طفولته وهو يحلم أن يكون إماماً في أحد مساجد المنطقة ، وكان سعيه حثيثاً لتحقيق ذلك الحلم فأتم حفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم وهو لم يتعدَ الثانية عشر ربيعاً . ولكن قضاء الله فوق كل شيء ،حيث تعرّض لحادث أليم نتج عنه كسر في اليد اليمنى وخلع في الحوض وتهشم في فكي الوجه ، وأُدخل على إثر ذلك الحادث أحد المستشفيات الحكومية بمدينة الدمام وبعد الفحوصات الأولية اكتشف الأطباء انفجار قرحة المعدة مما استدعى إلى قيام الفريق الطبي بعملية في المعدة ، وبعد انتهاء الأطباء من العمليات كان يدرك بدر ما حوله ويتصفح القرآن ويقلب الصحف ،ولكن لم يكن يستطيع التحدث مع الآخرين نتيجة الخرم الطبي الذي وضعه الأطباء في أسفل حنجرته للتغذية ، وبعد ما أمضى بدر خمسة وعشرين يوماً حصل تمزّق في العملية التي أجريت في معدته ،ومن هنا بدأت المعاناة حيث يقول والده :» بأنه خرج من غرفة العمليات متقلّص اليدين والأرجل ،ولا يدرك ما حوله ، ومكث قرابة العام في نفس المستشفى وبعد خروجه أصبح شخصا معاقا غير قادر على الحركة. وأضاف والد الشاب:» رغم ضعف الحال وعسره إلّا أني تمكنت من جمع مبلغ من المال لعلاج بدر في الخارج ،حيث توجهنا به إلى دولة الهند، وهناك سمعت حديثاً لم أتوقعه، حيث اخبرني الطبيب المعالج بأن خلايا المخ قد أتلفت نتيجة إهمال الطاقم الطبي المشرف على حالته في ذلك المستشفى الذي أجرى فيه العمليات بعد الحادث ،والذي نتج عن ذلك الإهمال نقص في الأوكسجين والغذاء أثنا تواجده في العناية المركزة، حيث صُعِقت بعد ذلك الخبر. وبيّن والد الشاب أنه لم ييأس قط من حيث علاج إبنه فقد ذهب بعد ذلك لأحد الدول العربية متوجهاً إلى طبيب يعالج بالصعقات الكهربائية في الرأس ولم يتحمل بدر تلك الآلام فعاد هو وإبنه بدون فائدة تذكر، وبعد تلك المحاولات الفاشلة أخذ والده التقارير الخاصة به و أرسلها لألمانيا و أمريكا وكان الرد واحداً بأن خلايا قد أتلفت . وحالياً بدر يعاني من بعض الأمراض مثل مرض السكر و التهاب في المسالك البولية، كما أنه يعاني أيضاً من عملية تنقّله الدائم من المنزل إلى المستشفى وذلك بسبب عدم امتلاكه لسيارة مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين وهو يعتمد على أهله اعتماداً كلياً في الأكل والشرب واللبس والاستحمام والجلوس وعن طريقة جلوسه فهو يربط على الكرسي كيلا يسقط ،وهذا الشيء سبّب لوالديه التعب والمشقة، فهما كبيران في السن ويعانيان بعض الأمراض . ومن خلال جريدة « اليوم» يناشد والد بدر أهل القلوب الطاهرة التي سكنتها الرحمة والأيادي البيضاء بأن يلتفتوا لإبنه في علاجه وتوفير ما يلزمه في حياته ومساعدته في اقتناء سيارة خاصة للمعاقين وهذا ما لم يستطع توفيره لابنه.