أشاد قادة الولاياتالمتحدة وأوروبا يوم السبت بالاتفاق الذي توصل إليه السودان وجنوب السودان لإنهاء نزاع مستمر منذ فترة طويلة بشأن النفط أدى إلى عواقب اقتصادية وخيمة وأثار مخاوف من اندلاع حرب بينهما. وأثنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، التي زارت في الآونة الأخيرة جنوب السودان في إطار جولتها الحالية في أفريقيا، على البلدين. وقالت «نحن نثني على شجاعة قيادة جمهورية جنوب السودان في اتخاذ هذا القرار.. لقد حان الوقت لإنهاء هذه الأزمة (النفط)، من أجل مصلحة شعب جنوب السودان وتطلعاته إلى مستقبل أفضل في مواجهة التحديات المستمرة». وأشارت إلى أن هذا الاتفاق يمنح السودان «وسيلة للخروج من الضغط الاقتصادي الشديد الذي يعاني منه الآن». وأضافت كلينتون «إذا اتخذ السودان الآن أيضا خطوات لتحقيق السلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وإذا احترم حقوق جميع المواطنين، فيمكن أن يمنح شعبه أيضا مستقبلا أكثر إشراقا». كما أشاد الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالاتفاق. وأضاف أوباما في بيان «الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم لشعب السودان وجنوب السودان .. أشجع الطرفين على الاستفادة من الزخم الذي أسفر عن هذه الاختراقات لحسم قضيتي الحدود والأمن». ورحبت كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بالاتفاق بين الخرطوم وجوبا. وقالت «أثني على الحكومتين لروح التوافق التي جعلت هذا الاتفاق ممكنا، وآمل أن يمتد إلى القضايا العالقة الأخرى، بما في ذلك الحدود وأبيي والترتيبات الأمنية». وكان ثابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا السابق، كبير الوسطاء في محادثات السلام قد أعلن في وقت مبكر يوم السبت عن توصل الجانبين لاتفاق بشأن النفط. وقال للصحفيين في اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث جرى التوصل للاتفاق :»سيبدأ النفط في التدفق». وأشارت إلى أن هذا الاتفاق يمنح السودان «وسيلة للخروج من الضغط الاقتصادي الشديد الذي يعاني منه الآن». وأضافت كلينتون «إذا اتخذ السودان الآن أيضا خطوات لتحقيق السلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وإذا احترم حقوق جميع المواطنين، فيمكن أن يمنح شعبه أيضا مستقبلا أكثر إشراقا». وعقد المجلس اجتماعا لبحث كيفية تسوية الأزمة بين البلدين بعد أن فشلا في التوصل لاتفاق حول الأمن والنفط قبل انقضاء موعد نهائي حدده مجلس الأمن الدولي في الثاني من أغسطس. وقال مبيكي «توصل الجانبان لاتفاق بشأن جميع الترتيبات المالية المتعلقة بالنفط». وأضاف مبيكي «يتعين الآن أن نتفق على الموعد الذي ستستعد فيه شركات النفط لاستئناف الإنتاج والصادرات». من جهة أخرى، أكد المهندس عوض عبدالفتاح وكيل وزارة النفط في تصريح لوكالة السودان للأنباء (سونا)» توصلنا لاتفاق نهائي مع دولة الجنوب بشأن عبور النفط». وأضاف «فيما يتعلق بالملفات الأخرى قيد التفاوض مع دولة جنوب السودان نتوقع انفراجا في ملفات التفاوض الأخرى». ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم وفد السودان المفاوض مطرف صديق في تصريحات لوكالة «سونا» عقب عودة الوفد إلى الخرطوم صباح السبت أن الطرفين توصلا لتفاهمات بشأن النفط «تعد معقولة». وأوضح مطرف أن الاتفاق لا يلبي مع ذلك طموح الطرفين وكشف عن بداية تنفيذه بعد التوصل لتفاهمات بشأن القضايا الأمنية عقب عيد الفطر. وتجرى مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أن حصل جنوب السودان على انفصاله في يوليو 2011. وحصل جنوب السودان على 75 بالمائة من الموارد النفطية بالمنطقة عندما انفصل عن السودان بينما يمتلك السودان منشآت المعالجة والتصدير. وفي أواخر يناير أوقف جنوب السودان إنتاج النفط بعد أن صادر السودان نفطا خاما من أراضيه بقيمة 815 مليون دولار زعم أنه يتعلق برسوم غير مدفوعة. وفي مايو أمرت الأممالمتحدة تحت تهديد العقوبات بأن يوقف الجانبان العداءات ويسحبا القوات من منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها ويتفقا على رسوم نفطية خلال ثلاثة أشهر. ومدد الاتحاد الأفريقي مساء الجمعة الموعد النهائي حتى 22 سبتمبر حيث طلب من الجانبين العودة بشكل فوري إلى طاولة المفاوضات وإنهاء اتفاق حول أي قضايا عالقة. وقال مبيكي: «الوضع النهائي لأبيي سيتم تناوله الشهر المقبل في اجتماع قمة للرئيسين». وستتوقف أي مفاوضات أخرى حتى نهاية شهر رمضان. واندلعت اشتباكات في منطقة هجليج على الحدود بين السودان وجنوب السودان في شهر أبريل الماضي مما دفع الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلي إلغاء قمة مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت كانت تهدف لتسوية القضايا مثار الخلاف بين الطرفين.