أخفق طرفا التفاوض بين دولتي السودان وجنوب السودان في التوصل إلى اتفاق في شأن ملفات النفط والحدود والأمن ومواطني الدولتين، وفشلت تحركات الوساطة في تقريب مواقفهما مع انتهاء المهلة التي حددها مجلس الأمن لتسوية القضايا العالقة بينهما. وتدخلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لحض الخرطوم وجوبا على انهاء خلافاتهما. وانتهت أمس الخميس المهلة التي منحها الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي لدولتي السودان من أجل تسوية الملفات العالقة. ولم يشهد مقر المحادثات في أديس أبابا محادثات مباشرة بين الطرفين. وانخرط الوفدان بشكل منفصل مع الآلية الافريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو مبيكي لدرس الخطوات المقبلة. وألغى كبير مفاوضي الجنوب باقان اموم مؤتمراً صحافياً لإعلان موقف حكومته من المحادثات بعد انتهاء مهلة مجلس الأمن. وأكد الناطق باسم وفد دولة جنوب السودان عاطف كير وجود صعوبات في الملفات كافة، موضحاً ان الوفدين وصلا إلى طريق مسدود وبات القرار بيد الاتحاد الأفريقي باعتباره الوسيط. وقال عضو في الوفد الحكومي إن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، ورأى أن الخلافات بين الجانبين ما زالت بلا حلول. واستبعد أن يقدم وفده تنازلات في شأن منطقة «الميل 14» الحدودية التي تعرقل الاتفاق على الشريط الأمني العازل بين الدولتين. وسيعقد مجلس السلم الأفريقي اجتماعاً اليوم الجمعة لمناقشة سير المحادثات وسيطرح رئيس فريق الوساطة الافريقية ثابو مبيكي أمام المجلس تقريراً مفصلاً عن سير التفاوض لاتخاذ قرار. ودخلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على الخط، وهاتفت نظيرها السودانى علي كرتي ونقلت إليه تصميم بلادها على دعم جهود الوساطة ليتمكن السودان وجنوب السودان من الوصول إلى تسويات نهائية لكل القضايا محل الخلاف. وأبدت كلينتون اهتمام بلادها بالأوضاع الانسانية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وحضت حكومة السودان على السماح بوصول العون الانساني الى محتاجيه في الولايتين. وقالت كلينتون إنها ستنقل إلى قيادة دولة جنوب السودان موقف بلادها الداعي للانخراط بمزيد من الجدية في المفاوضات مع حكومة السودان للوصول الى سلام دائم بين البلدين. إلى ذلك، قال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف، إن حزب المؤتمر الوطني لن يتفاوض مع المتمردين الشماليين في «الحركة الشعبية-الشمال» في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، ولن يعترف بهذا الاسم الذي يشير إلى الحزب الحاكم في دولة الجنوب. وجدد يوسف رفضه خريطة الطريق التي قدمتها الوساطة الأفريقية المشتركة والتي حوت ضم الميل «14» جنوب بحر العرب في ولاية شرق دارفور إلى دولة الجنوب. من جهة أخرى، تصاعدت الأوضاع الأمنية في ولاية شمال دارفور بعد مقتل محافظ منطقة الواحة عبدالرحمن محمد عيسى برصاص مجهولين في سوق مدينة كتم مقر المحافظة. وهاجم مسلحون بعشرات السيارات مخيم كساب للنازحين الذي يعتقد ان المسلحين الذين قتلوا المحافظ يختبئون فيه. وقال شهود ل «الحياة» هاتفياً إن المسلحين، وبينهم عشرات من أسرة المحافظ المقتول أطلقوا الرصاص على مركز الشرطة في المخيم، ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة وجندي، كما قتل ثلاثة نازحين وأصيب آخرون. واعتقل المسلحون زعيماً قبلياً في المخيم للضغط لتسليمهم الجناة.