كان السعوديون في الماضي يحلمون بأشياء لا تتجاوز بناء وامتلاك المنزل الذي قد يعيش فيه ثلاثة أو حتى أربعة عوائل كاملة يتشاركون في كل شيء ، و لقد كان امتلاك السيارة – على سبيل المثال- لا يحتاج إلى «ايجار منته بالتمليك» ولا إلى قرض يقسط بفائدةٍ منخفضةٍ ، لقد كان آباؤنا يعلمون كيف «يدخرون» ليشتروا ما يتمنون شراءه دون الحاجة لاستخدام البطاقات الائتمانية ، إذاً ما الذي تغير عن الماضي؟ ماذا نحتاج حتى نواكب هذا التغير و نعيش «ماديا» كما لو كنا في فترة الثمانينات الميلادية «الذهبية» ؟ هنالك أمور تغيرت ولا نملك فيها حولاً ولا قوة كتغير قيمة الريال مقابل السلع و العملات أو زيادة حاجات الفرد الأساسية عن الماضي مثل الجوال و الإنترنت وغيرها من أساسيات هذا العصر ، ومع تضاؤل القوة الشرائية للريال بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة فإننا بحاجة لأن نغير من نمط حياتنا وطريقة تفكيرنا تجاه العديد من الأمور ، فالشباب حاليا لا يفكرون بشراء أي شيء «تقريبا» إلا بعد زيارة البنك للاقتراض ، فالشاب يقترض للزواج ولشراء الأثاث و السيارة و للسفر و ربما حتى لشراء الهدايا ، فكيف سيشتري منزلاً لعائلته؟ خاصة مع تضخم أسعار المساكن في الفترة الحالية في ظل احتكار سماسرة الأراض على المساحة العظمى من المناطق السكنية في بلادنا ، ولذلك فبداية التغيير تكون بوضع الأهداف منذ فترة مبكرة بعيدا عن الحاجة للقروض البنكية لاحقا ، لقد كان آباؤنا يعلمون كيف «يدخرون» ليشتروا ما يتمنون شراءه دون الحاجة لاستخدام البطاقات الائتمانية ، إذاً ما الذي تغير عن الماضي؟ ماذا نحتاج حتى نواكب هذا التغير و نعيش «ماديا» كما لو كنا في فترة الثمانينات الميلادية «الذهبية» ؟ و الادخار وحده ليس بفكرة جيدة في الوقت الحالي لأن التضخم أصبح كبيراً مقارنة بالماضي ويتسارع بشكل أكبر مع ارتفاع العملات الأخرى مقابل الدولار الذي تتناقص قيمته نتيجة الفرق في معدلات النمو ، ولذلك فإن الاستثمار اصبح مطلبا لتحقيق الأهداف ونحتاج «ايضا» إلى وضع معدل ربح يتوافق مع حجم احتياجاتنا ، ولتوضيح الصورة أكثر فإن استثمار 150ألف في شركة لها «عوائدنقدية نصف سنوية» نقدية 7% يضاعف المبلغ تقريبا ليصل إلى298ألف في غضون عشر سنوات فقط مع نسبة نمو «صفر»، كما أن استثمار 1000 ريال شهريا في نفس الشركة يحقق لك مبلغا يتجاوز النصف مليون خلال 20 سنة ، و لا يقتصر الاستثمار على شراء الأسهم وحده ولكن يمتد إلى المشاركة في المشاريع الصغيرة «المدروسة» التي «غالبا» حقق في أسوأ احوالها ارباحا سنوية صافية تعادل 30% من رأس المال والتي تعني تحويل المائة ألف إلى «تقريبا» مليون وأربعمائة ألف ريال خلال عشرة أعوام مع افتراض عدم وجود فرص نمو ، ولعل من الفرص التي يمكن للفرد الاستثمار فيها هي تدعيم نفسه بالدورات و الحصول على الشهادات العلمية للوصول إلى راتب أو مميزات أفضل في مقر عمله. ختاما : إذا لم تكن اهدافك مكتوبة ويتم مراجعة التقدم فيها بشكل دوري مع تطوير الآليات للوصول للهدف المنشود فإنها ستظل أحلاما تطير حالما تستيقظ.