لم تمهله الحياة لأن يتمتع بطفولته ولا بشبابه كبقية الشباب، حيث جعلته وفاة والده يتحمل صنوف المعاناة وألوان الأسى بعد أن ترك له قرابة العشرة إخوة بين أبناء وبنات معاقين في منزل متهالك تعود ملكيته لمدرسة مستأجرة من أقدم مدارس الرياض، حيث إنها وبشهادة لجان وزارة التربية غير مهيأة للبقاء فيها وآيلة للسقوط، لكنّ حاجة أسرة أحمد لمنزل يأويهم جعلتهم يرضون بالبقاء في هذا المنزل المتهالك. لا يستطيع مغادرة المنزل ولا الذهاب مع زملائه فهو حبيس معاناة بدأت بوفاة والده ولم تنته، بل تفاقمت بعد أن تكدّس المنزل بالأطفال والمعاقين. يقول أحمد : من أين أبدأ معاناتي؟ وكيف أشرحها ؟ لا يهنأ لي النوم بعد أن توفي والدي وترك لي هذه الأمانة التي عجزت عن الوفاء بها فقد كان والدي يعمل حارساً في مدرسة مستأجرة في أحد أحياء الرياض وتوفي وأنا في المرحلة الابتدائية ما جعلني أترك التعليم وألتحق بوظيفة حارس بعد مساع طيبة من أهل الخير من المدير والمعلمين, ويضيف قائلاً: لدي عشرة إخوان الكبير منهم معاق إعاقة شديدة ولا يقوم بأموره الشخصية بمفرده. كما أن لدي أخا صغيرا هو الآخر معاق ولا يستطيع المشي بطلاقة، إضافة إلى أخت معاقة مطلقة ولديها أبناء وكلهم يسكنون معي في نفس الشقة. وعن الأوضاع الصحية لأسرته يقول: فينا المعاقون والمرضى ولا أعلم كيف أوفق بين هذه الظروف التي تكالبت علي من كل مكان فأنا متزوج أيضاً وأصبحت أعول مع زوجتي أمي وأخوتي وأختي المطلقة وأبناءها ولا نستطيع الذهاب لأي مكان سواء للتنزه أو للزيارة، وأشار إلى أن حلمه الوحيد هو أن يجد له ولأسرته منزلا يحفظ له كرامته وكرامة أسرته، حيث إن الشقة التي يسكنها الآن قديمة ومتهالكة، وقد طالب الشاب أحمد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة بأن يقفوا معه في مأساته التي تحملها وهو طفل وأنهكت قواه وهو شاب ولا يعلم ماذا ينتظره من مستقبل في ظل هذه الظروف السيئة سواء الأسرية أو الصحية التي تعيشها أسرته.