تجارب اقتحام الشباب السعودي لسوق العمل الحر داخل حلقة الخضار بجدة نماذج ناجحة، جعلت من شباب كثيرين مثالًا يحتذى في المبادرة الصادقة والعزيمة القوية. وخطت بهم تجربة بيع الخضار والفاكهة بعيدًا عن اللجوء لبرنامج «حافز» - الذي يقدم ألفي ريال شهريًا معونة لمدة عام للباحثين عن عمل - وعبرت بهم إلى شاطئ العمل الحر والربح الوفير الذي يصل إلى 7 آلاف ريال شهريًا.. وبالتالي فاقت ثمار ما يجنونه من ارباح اضعاف اضعاف ما يقدمه لهم «حافز» لمدة عام واحد فقط. واكد عدد من هؤلاء الشباب أن مكسبهم الحقيقي داخل الحلقة جعلهم في غنى عن برنامج «حافز» الذي وصفوا شروطه بالتعجيزية وقالوا: إن مكسبنا من السوق يغنينا عن «حافز» او اي برنامج آخر. الهروب من «حافز» في البداية يقول سلطان الحارثي احد الشباب السعودي العامل في السوق وحصل على شهادة التبريد والتكييف من المعهد المهني: بدأت اعمل في اسواق الحلقة منذ 4 سنوات من الصباح إلى قرابة صلاة العشاء،وحصلت على دعم الزبائن من المواطنين والمقيمين ومسنادتهم لي وبدأت اكتسب الخبرة التي اهلتني إلى الاستمرار بنجاح حتى بدات اكتسب وضعًا اجتماعيًا وماليًا افضل لم اكن احلم به نتيجة العمل والجهد الامر الذي جعلني لا التفت لحافز ومصاعبه. وينصح كل من بمقدوره العمل أن يعمل ويكتفي بما سيجنيه من عمله دون اللجوء لحافز او غيره من البرامج كما ينصح كل من يرغب الاستفادة من برنامج حافز أن يستغل فرصة التدريب والتأهيل حتى يستطيع العمل وتطوير الذات وتنمية القدرات الشخصية بما يؤهله للعمل في افضل المجالات. اما محمد الرشيدي فيؤكد انه منذ 8 سنوات وعندما كان طالبًا بالمرحلة الابتدائية والى أن تخرج من الثانوية وهو يعمل بسوق الخضار وتزوج وفتح منزلًا خاصًا به من حصيلة عمله بالسوق ويقول: عملي هو بسطتي داخل السوق فمعدل ربحي الشهري يتجاوز 7000 ريال فلو انني قدمت على برنامج حافز ساحصل على 2000 ريال ولو بحثوا لي عن وظيفة مرتبها لن يزيد على 3500 ريال وسأخسر وقتها عملي داخل الحقلة وسأخسر مهنتي التي تصرف علي انا وابنائي وهي السبب - بعد الله - في زواجي اما حافز فلا يهمني ولن اقدم عليه ولا على غيره لان شروطه صعبة وربما لن يصرفوا لي الاعانة لانهم يرونني غير مستحق لهذه الاعانة. ويقول الشاب بدر سلطان خريج المرحلة الثانوية: منذ سنتين عملت مع اخواني داخل الحلقة وفتحت بسطة خضار مستقلة بي تغنيني عن حافز وعن شروطه. ويضيف: على حسب درايتي أن اعداد المتقدمين بلغ مليوني مواطن والذين تم الموافقة للصرف لهم عددهم 700 الف متقدم وانا اعتقد انني من الذين لا يستحقون الصرف على حسب شروطهم التعجيزية ولن انتظر الرد من احد فدخلي الشهري سيغنيني عن حافز. ويقول احمد الجيزاني 26 عاما خريج قسم ادارة عامة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة: حين تخرجت بحثت عن عدة وظائف ولم اجد ما يناسبني ويرضي طموحي حينها نصحني احد الاصدقاء بالعمل داخل سوق الخضار وفي البداية كان الامر صعبًا ولكن بتوافد الزبائن على بسطتي وزيادة دخلي الشهري جعلني استيقظ لحالي الذي ارضاني وشرفني بالعمل داخل سوق الخضار. ويؤكد انه لا يعلم عن برنامج حافز سوى انه برنامج إعانة مؤقت بمقدار 2000 ريال شهريًا.. وينصح الشباب بألا يتقدموا لهذا البرنامج او غيره وعليهم أن يتوجهوا إلى الاسواق المفتوحة مثل الخضار والاسماك وغيرها لانه مكسب حقيقي للشاب الطموح ويحقق جميع مطالبه واحلامه مشيرا إلى انه عن قريب سيقام حفل زواجه من وراء هذه البسطة. اما الشاب سعيد يختلف عن حال البسطات هذا الشاب قصته بدأت منذ تخرجه من الثانوية وتوفي والده تاركًا خلفه 3 بنات وولدين منهم ولد معوق. العمل والدراسة ويقول سعيد: بعد وفاة والدي ذهبت لكسب المال لأعول والدتي واخوتي فعملت باحدى المؤسسات وكانت تعطيني مرتبًا بمقدار 1500 ريال وكان العمل مجهدًا ومتعبًا جدًا ولم استطع أن اكمل مسيرة دراستي الجامعية التي احلم بها فتوجهت إلى سوق الخضار وعملت باحدى البسطات مع احد الوافدين.. والذي لم يلبث أن طردني من محله.. فعملت سائق عربات خضار اتجول داخل الحلقة احمل البضائع للزبائن واتفق معه منذ البداية أن سعر التحميل والتوصيل إلى السيارة 10 ريالات والبعض منهم كان يعطيني اكثر من ذلك.. وعلمت عن برنامج حافز وتقدمت اليه لكي اعمل بوظيفة اكسب منها وتفاجات أن المبلغ الذي طرحته الوزارة 2000 ريال لمدة عام ففكرت أن اتقدم لهذا البرنامج وها انا اعمل بالحقلة من الصباح الباكر إلى بداية ساعات الليل الاولى وادرس بجامعة الملك عبدالعزيز انتساب عن طريق فاعل خير درسني على نفقته الخاصة واتمنى أن اوفق بدارستي الجامعية حتى لا أحتاج لهذه البرامج والإعانات.