وما زال مسلسل «كلام الناس» يواصل نجاحه في الاستحواذ على المشاهد السعودي، فالمسلسل يناقش قضايا الشارع السعودي في المقام الأول، لذا انفرد المسلسل بكعكة الدراما السعودية على القناة الأولى للتليفزيون السعودي، فلقد حقق المسلسل نجاحا باهرا لاسيما مع ما يواجهه يوميا من انتقادات لاذعة للمسئولين التنفيذيين الروتينيين والذين يتفننون في كيفية عرقلة مصالح المواطنين والتعسير عليهم، على الرغم من أن الجهود التي تبذلها الدولة لخدمتهم كبيرة ولكنها تضيع هباء من تعنت هؤلاء المسؤولين الذين يعطلون مصالح المواطنين، وفي حلقة «بدل سكن» استمر الفنان «حسن عسيري» في توجيه انتقاداته الشديدة السخرية للأوضاع السلبية في المجتمع السعودي، والتي طالت هذه المرة أعضاء مجلس الشورى وذلك بسبب رفضهم مقترحا لإعطاء موظفي الدولة بدل سكن بمبررات واهية، حيث جسد الفنان «خالد سامي» دور عضو مجلس الشورى المعترض على بدل السكن ببراعة، كما يوجد في المقابل أسرة سعودية متوسطة يمثلها الفنان «حسن عسيري» تعاني من غلاء الإيجارات وجشع الملاك، حيث يطرده المالك من شقته بعد أن رفض رفع الإيجار عليه مرة أخرى، مما اضطره إلى السكن في بيت واحد مع أسرة مصرية، واستعرضت الحلقة العديد من المواقف الكوميدية بين الأسرتين المصرية والسعودية اللتين تعيشان تحت سقف واحد، وعندما أصبحت الحياة بينهما مستحيلة خرج السعودي بأسرته من البيت، ونصب خيمة أمام القصر الخاص بعضو مجلس الشورى الذي رفض إعطاءه بدل سكن، ومع وضع كلمة النهاية على حلقة الأمس، تصاعدت العديد من ردود الأفعال الغاضبة، حيث أبدت العديد من الأسر المصرية امتعاضها من الزج بها في الأحداث حتى ولو كان ذلك في إطار كوميدي، بينما اعتبرت أسر أخرى ما تناولته الحلقة أمرا واقعيا ويحدث بالفعل، فيما أشار آخرون إلى المفارقة بين مواطن لا يجد مأوى وعضو مجلس شورى يعيش في قصر ويرفض إقرار بدل سكن لمحدودي الدخل، كما أشار مواطنون إلى أن المسلسل لمس معاناتهم مع أزمة السكن، واعتبروها أساس العديد من المشكلات الأخرى في المجتمع السعودي مثل العنوسة وتأخر سن الزواج، أو الزواج من غير السعوديات، بينما وجه عدد من ملاك العقارات هجوما ضاريا على حلقة الأمس، واعتبروا أنها تظهرهم بمظهر الجشعين المستغلين معدومي الرحمة، يشار إلى أن المسلسل تأليف علاء حمزة، وإخراج عمر الديني.