قال المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية اليكس فيشمان ان هناك ثماني علامات تشير إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد انتهى. وأورد الكاتب العلامات الثماني التي أبرزها الانشقاقات المتوالية في الجيش برتب عليا، وكذلك الضعف الذي يزداد عمقا واتساعا في ثقة الجيش بالسلطة، بالإضافة إلى أن النيران الكثيفة التي يستعملها الجيش على المدنيين جعلت المظاهرات الجماعية تختفي من الشوارع، وتحول النضال الشعبي إلى «حرب الجيش لقوات عصابات الجيش الحر». وقال فيشمان إن التقارير عن أن الجيش السوري نقل مواد قتالية كيماوية من مكان تخزينها الدائم إلى مكان آخر شهادة على أن النظام يشعر بأنه يفقد قدراته أو أنه ينوي استعمال هذه الأسلحة على المتمردين. وهذه إشارات تشهد في الحالتين على ضعف النظام. كما, ان التدريبات العسكرية التي تمت في المدة الاخيرة هي في الأساس شهادة على الضعف، وهي بمثابة طاووس ينشر ريشه ليخيف النمر الذي يوشك ان يفترسه. السلوك الروسي ولفت الكاتب إلى علامة شاهدة خارجية، لكنها لا تقل جوهرية وهي السلوك الروسي، فالروس يستعدون لإجلاء ناسهم عن سوريا في كل لحظة، وتنتظر في ميناء طرطوس سفينة مع قوات خاصة. وذكّر الكاتب بالمشهد نفسه الذي جرى في العام 1973 حينما أجلى الروس ناسهم عن سوريا، فكانت تلك علامة على حرب قريبة، وهي اليوم علامة على انهيار قريب. واضاف في مقالته: تشير الاجهزة الاستخبارية التي تجمع «علامات شاهدة» على سقوط بشار الاسد، في المدة الاخيرة الى عدد من العلامات الشاهدة على ان نهايته قريبة. والحديث عن علامات تتصل بالجيش والجهاز العام وحلفائه في الداخل والخارج ايضا. ان عشرين ضابطا برتبة عميد ومائة عقيد يوجدون اليوم في تركيا بعد ان انشقوا عن الجيش السوري. وليس هذا تقريرا للمعارضة بل هو معطى أدلاه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة مع التلفزيون الروسي، وتتحدث التقديرات في الغرب عن نحو من عشرين ألفا من العسكريين المنشقين. ضعف ثقة الجيش لكن الضعف الذي يزداد عمقا واتساعا في ثقة الجيش بالسلطة لا تعبر عنه الأعداد فقط بل تعبر عنه رُتب التاركين الرفيعة، ولا يقل عن ذلك أهمية انشقاق رموز كالجنرال مناف طلاس الذي ليس هو صديق طفولة بشار ولا ابنا لعائلة سنية رائدة، بل هو ايضا ضابط في الحرس الرئاسي وهو من أشد القوات ولاء للرئيس. وهناك ايضا مثال مهم آخر هو انشقاق الطيار العقيد حسن حمادة مع طائرته الى الاردن في الشهر الماضي.ويضاف الى ذلك انشقاق النخب عن الجهاز العام الى الانشقاق العسكري، والرمز الواضح لهذه الظاهرة هو سفير سوريا في العراق، نواف الفارس، لكن خبراء الاستخبارات يلاحظون ايضا «انشقاقا رماديا»: فالموظفون ومنهم موظفون كبار لا يأتون الى العمل ببساطة. ضائقة شديدة ان صورة قتال الاسد للمتمردين تشهد على ضائقة شديدة، فالنيران الكثيفة التي يستعملها الجيش على المدنيين جعلت المظاهرات الجماعية تختفي من الشوارع وتحول النضال الشعبي الى حرب الجيش لقوات عصابات الجيش الحر. وقد صاغ محاربو العصابات لأنفسهم خطة تسمى «ساعة الصفر»، وفي مركزها سلسلة عمليات موجهة على أهداف السلطة. ولا شك في ان نجاحات المتمردين تمس بالروح المعنوية للعسكريين الذين أصبح الكبار فيهم هدفا دائما للاغتيال. لم تتغير صورة القتال فقط بل مناطق القتال ايضا. وقد تخلى الجيش عن مدن الأرياف ويحصر عنايته في حماية كنوز السلطة، أعني دمشق وحلب وحمص مع أريافها، وهي النواة المدنية الكبيرة حيث يتركز نصف سكان الدولة، وحدود لبنان وجبل الدروز ومواقع استراتيجية عسكرية. كما, ان التدريبات العسكرية التي تمت في المدة الاخيرة هي في الأساس شهادة على الضعف، وهي بمثابة طاووس ينشر ريشه ليخيف النمر الذي يوشك ان يفترسه.