ظهرت بوادر أزمة جديدة في ميناء جدة الإسلامي بعد طول فترات انتظار السفن الدولية والتي وصلت إلى أسبوع كامل الأمر الذي أدى إلى تجاهل وتحاشي معظم السفن التجارية المرور من ميناء جدة أو التوقف فيها، وقدرت مصادر ملاحية خلال حديثها ل "اليوم" بأن الأزمة التي يشهدها ميناء جدة الإسلامي، والذي يعد الميناء الأكبر بين موانئ المملكة حيث يقوم بمناولة أكثر من 65 في المائة من حجم البضائع عبر الموانئ السعودية تكبد الدولة والشركات العاملة في الموانئ خسائر فادحة قدرها متخصصون بالملايين من الدولارات خاصة بعد استمرار أزمة انتظار السفن التجارية في منطقة الانتظار "الغاطس" خارج الميناء. وكشف ل "اليوم" رئيس لجنة النقل والخدمات البحرية في مجلس الغرف السعودية طارق بن عبدالرحمن المرزوقي عن رفض 12 باخرة تجارية تحوي حاويات بضائع تجارية تقدر بالملايين تستهدف السوق المحلي السعودي الدخول لميناء جدة الإسلامي خلال الشهر الماضي قادمة من دول عالمية لإنزال بضائع تجارية أبرم تجارها عقودها لتفريغها في الميناء وتوقفها في المياه الدولية السعودية بعد أن تواصلت مع برج المراقبة بأنه لا يوجد موقع خاص لها لتفريغ بضائعها الأمر الذي أدى إلى مغادرتها إلى مواني سعودية أخرى لإنزال البضائع، وقال المرزوقي ان إدارة ميناء جدة الإسلامي أصدرت قرارا عمم على كافة الوكلاء يتضمن عدم مغادرة أي سفن تجارية قادمة لتفريغ بضائعها في ميناء جدة والانتظار في منطقة الانتظار "الغاطس" دون إشعار قائدي السفن المنتظرة بموعد التفريغ الأمر الذي أدى إلى مغادرتها الميناء وتوجهها إلى موانئ أخرى لإنزال البضائع التجارية حيث إن عدم تفريغ البضائع في ميناء جدة الإسلامي كبد تجارها خسائر كبيرة نتيجة نقلها إلى جدة بعد تجاهل ميناء جدة الإسلامي، وبين المرزوقي ان عددا من الوكلاء الملاحيين رفعوا خطابات عاجلة لمدير ميناء جدة الإسلامي للإفادة عن سبب انتظار السفن التجارية التي تحوي بضائع تجارية لتجار ومستثمرين ابرموا عقودهم مع نظرائهم إلا أنه لم يتجاوب حتى اعداد هذا الخبر، وأشار المرزوقي إلى ان أسعار نقل حاويات السفن التجارية من ميناء جدة الإسلامي ارتفعت لأكثر من 80 في المائة خلال أسبوعين منذ بداية الأزمة بسبب طول فترات الانتظار وتأخر الخروج من الميناء حيث وأن الأسعار تختلف لنقل البضائع والحاويات باختلاف أحجام الحاويات ونوعية البضائع، وأضاف المرزوقي ان مزيدا من سفن الحاويات التي تحمل بضائع تجارية قادمة للمملكة معرضة لإلغاء رحلاتها نظرا لتكاليفها المرتفعة خلال فترات الانتظار والتي تصل إلى 60 ألف دولار في اليوم الواحد لأنها خلاف سفن البضائع العامة والسفن الأخرى. وأشار رئيس لجنة النقل والخدمات البحرية في مجلس الغرف السعودية إلى تأزم الأوضاع في ميناء جدة الإسلامي وتكدس السفن خارج منطقة الغاطس لعدم توافر أرصفة بحرية، وبين المرزوقي ان الأوقات المحددة لإنهاء الإجراءات وتحديد بعض البوابات تتسبب في عملية التكدس للناقلات والانتظار فترات طويلة، ويصنف ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالعزيز في الدمام بين أكبر 100 ميناء على مستوى العالم ووضعت المؤسسة العامة للموانئ خططا منها قصيرة المدى وأخرى متوسطة وطويلة المدى لزيادة القدرات الاستيعابية لمحطات المناولة في الموانئ السعودية وفي مقدمتها ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبدالعزيز في الدمام لمواجهة الطلب المتزايد على خدماتهما خلال السنوات المقبلة، وفي آخر التقارير الصادرة من المؤسسة العامة للموانئ كشف خلالها أن المؤسسة ومنذ إنشائها تتولى تنمية وتطوير وتحسين أوضاع الموانئ وإدارتها طبقا للنظم والأساليب الدولية الفعالة وإعادة تنظيم الموانئ ورفع كفاءتها حيث تتولى الآن مهام تطوير وإدارة وتشغيل تسعة موانئ تجارية وصناعية رئيسية تضم 206 أرصفة. وتؤكد التقارير أن ما نسبته حوالي 95 في المائة من صادرات وواردات المملكة يتم مناولتها عبر الموانئ "عدا النفط الخام" وبلغ مجموع ما تم مناولته من البضائع عام 2011م 165 مليون طن بزيادة 7,13 في المائة عن العام السابق كما أنه في عام 1983 كانت الصادرات تمثل أقل من 10 في المائة من مجموع حركة البضائع في الموانئ السعودية، بينما في عام 2011 وصلت النسبة إلى 55,36 في المائة.