دعا فنانون إلى تخليد ذكرى الفنانين المتوفين، والتعريف بهم وبجهودهم في إثراء ساحة الفن، عبر إقامة متاحف فنية كبيرة، تحتضن تاريخهم الفني من بداياته، إلى جانب أعمالهم التي قدموها للفن، فيما دعا آخرون ألا تقتصر هذه المتاحف على أعمال الفنانين المتوفين فقط ، بل طالبوا بأن تضم هذه المتاحف أعمال فنانين على قيد الحياة، تخليداً وتكريماً لهم، في المقابل رفض فنانون آخرون الفكرة من أساسها، وقالوا: إن الفن خالد، ويتحدث عن نفسه حتى بعد رحيل الفنان، داعين إلى تكريم الفنانين المؤثرين في الحركة الفنية وهم على قيد الحياة، بدلا من تكريمهم بعد الرحيل. البداية كانت من الفنان «عبد الله الرويشد» الذي أكد أن «هناك عددا كبيرا من الفنانين الذين قدموا أعمالا فنية لا يستهان بها، وكانت هذه الأعمال بمثابة محطات فنية في تاريخ الفن الخليجي أو العربي، ولكن للأسف، لم ينالوا نصيبهم من التكريم المعنوي، وماتوا في هدوء وجاءت أجيال جديدة، ولم يعرفوا عنهم ما يجب أن يعرفوه، ومن هنا أدعو إلى إقامة متاحف فنية، تضم أعمال هؤلاء الفنانين في مكان واحد، يزوره الجميع، وذلك لمعرفة تاريخ هؤلاء الفنانين، والتعرف على ما قدموه وما عانوه في مشوارهم الفني». كما أيدت هذا الرأي الفنانة «أصالة نصري» والتي قالت: إن بعض الفنانين أثروا الساحة الفنية بأعمال خالدة، وكانوا شموعا مضيئة في عالم الفن الأصيل، ويتذكرهم الناس بألف خير، مؤكدا أن هذا لا يكفي، خوفا من اندثار جزء من تاريخ هؤلاء الفنانين وما قدموه للساحة، ما يتطلب تخليد ذكراهم بإقامة متاحف لهم، تضم أعمالهم، سواء في الغناء أو التمثيل، شريطة أن تحظى هذه المتاحف بميزانيات كبيرة وضخمة لتكون متاحف فخمة تتناسب مع مكانة الفنانين وما قدموه»، ضاربة المثل بالفنانة «وردة الجزائرية» التي رحلت أخيراً، مخلفة ثروة ضخمة، أثرت الساحة الفنية العربية بأعمال لا تنساها ذاكرة أجيال كبار السن حاليا، مضيفة «علينا أن نعرف الأجيال الجديدة بأعمال هذه الفنانة الكبيرة، ولا يتم هذا إلا بإقامة متاحف فنية تضم أعمال من رحلوا عن دنيانا». وطالب الفنان «إبراهيم الحكمي» بألا يقتصر عمل هذه المتاحف على الفنانين الراحلين فقط، وإنما تضم أيضا أعمال الفنانين المعاصرين، وتساءل: كيف نغفل أعمال فنانين أمثال «رابح صقر»، أو «راشد الماجد»، أو «عبد المجيد عبد الله» أو «محمد عبده»، فهؤلاء لهم تاريخهم الكبير الذي يجب أن يكون محل تقدير واحترام من الجميع، وضم تاريخ هؤلاء إلى المتاحف الفنية، بمثابة تقدير لهم وتكريم مباشر، لأنه لا مبرر أن يموت الفنان، حتى نحيل أعماله الفنية إلى المتاحف. على المقابل، لا يرى الفنان اليمني «أحمد فتحي» فائدة من إقامة متاحف فنية، وقال: كثير من الفنانين رحلوا عن عالمنا، أمثال «طلال مداح»، و»أم كلثوم» و «عبد الحليم حافظ» و «فريد الأطرش» و «محمد عبد الوهاب»، ورغم ذلك فنهم خالد بيننا، نتذكره ونستمع إليه على الدوام، وبالتالي فالأمر لا يحتاج إلى متاحف فنية لنتذكرهم، لأنهم يعيشون في وجداننا وبيننا على الدوام، موضحاً أنه يمكن استثمار الميزانيات المخصصة لهذه المتاحف في دعم الفن بشكل أو بآخر. واتفق الفنان «رابح صقر» مع سلفه فيما ذهب إليه، وقال: «فكرة المتاحف الفنية للفنانين الذين رحلوا أو الذين هم على قيد الحياة، غير مجدية، ولن تحظى بإقبال كبير حسبما أعتقد، ولكن يمكن الاستعاضة عن فكرة المتاحف بفكرة أخرى مجربة وأثبتت جدواها، وهي تخصيص إذاعة تبث أعمال الفنانين على مدار اليوم، مثلما خصصت مصر إذاعة أطلقت عليها «أم كلثوم» تبث أعمال كوكب الشرق، وغيرها من الفنانين العمالقة، سواء من رحلوا أو من هم على قيد الحياة، ويستمع لها الكثيرون».