يقول المثل اللبناني الشعبي "إذا ما كبرت ما بتصغر"، مثال ينطبق على التردي الأمني الذي تعيشه المناطق الحدودية في لبنان منذ إندلاع الثورة السورية، فبعد سنة وأربعة أشهر من خروق الجيش السوري للحدود الشمالية، قرر مجلس الوزراء اللبناني أخيراً الموافقة على خطة اعدها الجيش للانتشار على الحدود الشمالية والبقاعية، حيث جاء هذا القرار بعدما طالب أهالي المنطقة الشمالية كما أهالي البقاع بذلك منذ سنة نتيجة اعتداءات قوات بشّار الأسد على اللبنانيين في وادي خالد تحديداً. وعملاً بقرار مجلس الوزراء، اعلنت القيادة عن تسيير دوريات مكثفة واقامة حواجز متحركة والرد على مصادر اطلاق النار بالاسلحة المناسبة بعد تعرضها لإطلاق نار. واكدت تعزيز اجراءاتها الامنية لرصد مصادر اطلاق النار ومعالجتها بصورة فورية. إلا أن هذا القرار لم يردع "قوات الأسد" من التعرض حتى ساعات الفجر الأولى من الثلاثاء الى المناطق الحدودية حيث أمطرت البلدات الحدودية الشمالية عشرات القذائف التي طالت بلدات عدة بدءاً من وادي خالد وصولاً الى حكر جنين، وتساقط القذائف أجبر أهالي بلدات النورا الدبابية، الكواشرة إلى النزوح بإتجاه القرى المجاورة هرباً من القصف الذي استمر ليلا ملحقاً خسائر بشرية أدت الى مقتل لبناني يدعى وليد موسى من بلدة النورة، ومقتل ثلاثة نازحين سوريين عرف منهم محمد حسين عباس حيث نقل الى مستشفى عكار، كما نقلت جثة آخر الى المستشفى الحكومي في حلبا، ولم تعرف هوية الثالث، وتم نقل جريحين الى المستشفى ودمرت بعض المنازل، اضافة الى حصول حالات إغماء بين الأطفال. الى ذلك، هرب سكان القرى الى مناطق بعيدة عن الحدود تاركين بيوتهم الى حين توقف القصف، كما ألهبت القذائف المحاصيل الزراعية وكانت النيران تشاهد من بعيد في خراج حكر جنين. وفي هذا الإطار، اندلعت مساء الأحد واستمرت حتى فجر الثلاثاء ساعات اشتباكات عنيفة بالقرب من معبر البقيعة الحدودي الذي كان قد شهد في الأسبوع الفائت توغل وحدة سورية واختطاف اثنين من عناصره، وفيما لم تتوضح أسباب هذه الاشتباكات كانت القذائف تتساقط على الجانبين اللبناني والسوري وأحصى المواطنون عشر قذائف في خراج بلدة المقيبلة والهيشة وخط البترول. وتحدثت المعلومات عن اصابة منزلين، كما حوصر الأهالي في المنطقة المذكورة حيث ناشدوا الجيش تولي عملية اجلائهم من المنطقة إلا ان الملالتين التابعتين للجيش لم تتمكنا من الوصول الى مكان تواجد المحاصرين، ولم يعرف إذا كان هناك خسائر بشرية ، لكن شهود عيّان تحدثوا عن اصابة سيارة تعود لأحد المواطنين. أما في الجهة الحدودية الأخرى، وهي الحدود الشرقية للبنان، فقد اندلعت اشتباكات لم تعرف أسبابها وتحدثت المعلومات عن انشقاق سبعة عناصر من حاجز حالات، تبعها اشتباك عنيف. إلى ذلك، سقطت ست قذائف على الدبابية الغربيةوالشرقية ومحيط النورا فيما اختبأ الأهالي تحت الأدراج وأماكن تقيهم من القصف، واشار بعض الأهالي الى "المستقبل" اصابة منزلين جراء القصف.