قد لا تبدو المساحة المشتركة بين الرياضة والثقافة مساحة كبيرة إلا أنها آخذة في الاتساع في الآونة الأخيرة حيث ظهرت اهتمام المثقفين ببطولة كأس الأمم الأوروبية 2012 عبر تعليقات عدد منهم في صفحاتهم على الفيس بوك وتغريداتهم في تويتر. في السعودية تعود علاقة الطرفين إلى أيام خالية كانت فيها رعاية الشباب مسؤولة عن النشاط الثقافي قبل أن يتم إلحاقه بوزارة الثقافة والإعلام، ويتذكر المثقفون أيام المزاوجة تلك بالكثير من التقدير لحجم مساهمة الشباب في الثقافة وانحسار آمال المشاركة بعد ذلك وقصرها على نخبة من المثقفين والفنانين. ربما لا يروق التعصّب الكروي الذي يعتبره المثقفون فارغاً ومعبراً عن تجاذبات مصطنعة إلا أنّ الناقد محمد العباس كتب بإعجاب كبير عن الكابتن ماجد عبد الله من أجمل ما كتبه مثقف عن رياضي واصفاً إياه ب « النصراوي الملتهب إلى الأعالي.. يسدّد كرته بالرأس في مرمى خالد الدايل مسجلاً هدف المباراة الوحيد» يتذكّر العباس حتى مصوّر صحيفة المدينة أحمد آدم موسى الذي خلّد تلك القفزة الهائلة، والعنوان الذي أفردت له المدينة الصفحة الأولى من ملحق (الملاعب) لماجد عبدالله وهو يحلق على علوٍ شاهق لا يحدّه سقف، مع عنوان استفزازي لا يخلو من الإعجاب والإثارة (سكان الملز يشتكون ماجد بعد أن كشف منازلهم بارتقائه). وفي كتابه “المثقفون وكرة القدم” يقول الكاتب أشرف عبد الشافي:» لا أعرف من روّج لأكذوبة كراهية المثقفين لكرة القدم وتعاليهم عليها»، ويتناول في الكتاب حكايات عن عشق كبار الكتاب والأدباء للكرة وعلاقتهم بها، ومن أشهرهم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور، و أدباء عالميين كتبوا عن الساحرة المستديرة، منهم البرتغالي خوسيه ساراماجو والشاعر الروسي يفتوشينكو.