تشهد الدورة ال38 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (التي تفتتح اليوم الثلاثاء إصدارات جديدة وفعاليات ثقافية متنوعة وحضوراً ألمانياً متميزاً باعتبار أن ألمانيا هي ضيف شرف المعرض في تقليد يشهده المعرض لأول مرة. ومن الإصدارات الجديدة التي تطرحها الهيئة العامة للكتاب (الجهة المنظمة للمعرض) موسوعة «المرأة عبر العصور» في عشرة مجلدات، والتي تتناول سيرة المرأة عبر العصور المختلفة منذ بداية الخليقة، ابتداء من أمنا حواء، وصولاً إلى الكثير من الشخصيات النسائية في العصر الحديث في مختلف المجالات، وقد قام بالإشراف العام على الموسوعة الناقد الدكتور سمير سرحان، ورأس تحريرها الكاتب أنيس منصور. وقد صرح الدكتور ناصر الأنصاري رئيس الهيئة العامة للكتاب أن إصدار هذه الموسوعة يعد حدثاً ثقافياً كبيراً، حيث إن المكتبة العربية كانت في حاجة ماسة إلى مثل هذه الموسوعة التي تغطي مشاهير النساء على مر العصور، وتضم الموسوعة المعارف العامة والديانات وشروط الزواج والإحصان وإنجاب الذرية والباءة وحق الزوجة في الطلاق وتكريم المرأة والمساواة في أصل التوارث وأصل الخليقة وأصل الشهادة وتحمل المسؤولية والتكاليف الشرعية والحقوق المدنية وطلب العلم والكرامة الإنسانية ووجوب القيام بالعمل الصالح .. إلخ إلخ. كما أفردت الموسوعة عبر صفحات مجلداتها «المرأة والفنون» بداية من الأزياء في العصور الفرعونية، مروراً بالمرأة والسينما والغناء والفنون التشكيلية والفنون الجميلة والمسرح والأدب وإبداعات المرأة الأدبية في مختلف دول العالم وأبرز الكاتبات العربيات. وعلى صعيد المشاركة الألمانية المتميزة في المعرض، يشهد المعرض مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية الألمانية تدور في عدة محاور، منها: هابر ماس ومدرسة فرانكفورت، الفكر الألماني وتغيير العالم، السينما الألمانية، المدرسة الرومانسية الألمانية، المسرح الألماني، وتجارب الحوار المصري الألماني. وللأطفال والناشئة نصيب كبير في فعاليات البرنامج الألماني، كما يتم افتتاح موقع على الإنترنت مخصص للأطفال والشباب، ويفتتح معرض لرسوم كتب الأطفال المعاصرة في ألمانيا بعنوان «ليس فقط لأعين الأطفال»، وآخر بعنوان «ألمانيا 2006 كرة القدم - لغة العالم»، كما تتفاعل فرقة العرائس المتحركة وفرقة تيترا لموسيقى الشارع مع الجمهور المصري في طرقات أرض المعارض، فضلاً عن الحفل الذي تستضيفه دار الأوبرا لفرقة الآلات النحاسية الألمانية، ويشارك في المعرض العديد من الناشرين الألمان. وتدور الأنشطة الثقافية الرئيسية في المعرض حول «التنوع الثقافي في ظل العولمة»، و«ثورة المعلومات وأثرها في ثقافة الشباب»، وذلك بمناسبة صدور وثيقة اليونسكو لتدعيم التنوع الثقافي. ويشهد «المقهى الثقافي» بالمعرض تنظيم عدة ندوات لتخليد ذكرى وإنجازات ثلاثة من كبار رواد شعراء العامية المصرية، وهم بيرم التونسي الذي أحيا القصيدة العامية بعد أن كادت تندثر، وفؤاد حداد (والد الشعراء)، وصلاح جاهين (متعدد المواهب) الذي يواكب المعرض الذكرى العشرين لرحيله. ويشهد المعرض استحداث شكل جديد من أشكال الحوار والمناقشة في محاولة للوصول إلى نقاط محددة في مجموعة من القضايا، حيث يلتف عدد من المفكرين والأدباء والمهتمين بالكتاب وصناعته حول «المائدة المستديرة» لمناقشة مجموعة من القضايا المهمة، وهو أسلوب متبع في العديد من أنحاء العالم من أجل الخروج من خلال تلك المناقشات العلمية المستفيضة بحلول مؤكدة لتلك القضايا. ومن الموائد المستديرة التي يشهدها المعرض: مشكلات نشر كتب الأطفال في مصر، النشر الإلكتروني، صناعة الكتاب، الترجمة من العربية، والترجمة إلى العربية. كذلك يشهد المعرض دعوة عدد من الأدباء والمفكرين الحاصلين على جوائز الدولة ليدلوا بشهاداتهم أمام رواد المعرض في حوار مفتوح معهم يقوم بإدارته الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس هيئة الكتاب والدكتور عماد غازي وأحمد مجاهد. وقد روعي أن تخرج الأنشطة الثقافية المقامة على هامش المعرض مواكبة لما يدور في أذهان المفكرين والمثقفين والشباب من قضايا فكرية وثقافية واجتماعية، ومتلاحمة تلاحماً وثيقاً مع نبض المجتمع، بحيث تسعى هذه الأنشطة في نهاية أيام المعرض أن تقدم وجبة ثقافية متكاملة تعتمد على الحوار والمناقشة والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر، من خلال تبادل الآراء والأفكار بين جميع الاتجاهات الفكرية، على اعتبار أن التنوع الثقافي يسمح بالحوار بين الثقافات. ويشهد المعرض عقد مجموعة من الندوات، حول: «آثار العولمة في التعدد الثقافي»، «هويات الشعوب في عالم القطب الواحد»، «تداعيات هيمنة السوق على الخدمات والسلع الثقافية»، «إمكانات حماية التراث الثقافي في العالم الراهن»، «حق الاختلاف في الثقافات العالمية»، «دور الحوار الثقافي في دعم التنوع»، «أوروبا والتنوع الثقافي»، «النقد الثقافي والهيمنة»، وغيرها. ويخصص المعرض؛ الذي يشارك فيه 623 ناشراً عربياً وأجنبياً من 32 دولة؛ يوميه الأول والثاني، بعد يوم الافتتاح، للمتخصصين في مجال النشر والطباعة على غرار ما يتم في معرض فرانكفورت الدولي. ومن أبرز التحديات التي يواجهها معرض الكتاب هذا العام تزامن انعقاده مع انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تنظمها مصر بدءا من 20 يناير، ولذلك فقد تقرر اختزال عدد من أنشطة المعرض، وتقرر أن يغلق المعرض أبوابه مبكراً في الأيام التي تعقد فيها مباريات مهمة.