أجمل شيء بعد انتهاء مباريات كرة القدم، التصريحات!!! فيها يحدث الشيء العجب ويُقال خلالها من العبارات ما تجعل الصمت صخبا. أول التصريحات التي وقعت عليها عيناي ولم تسمعهما أُذناي ما قاله المخضرم الألماني ميروسلاف كلوزه حيث قال ما جاءت ترجمته بالعربية: "ربما احترمنا الإيطاليين اكثر من اللازم"!!!. هذا التصريح ربما فسر طبيعة ما صرح به كلوزه نفسه بالقول: "اعتقد ان لدي عامين آخرين قبل موعد الاعتزال". هذه هي الشخصية الألمانية دائما تنظر بإيجابية نحو المستقبل فما مضى قد انتهى ولن يستطيع احد تغييره. شخصيا علّي التصريح انني اخطأت بدرجة امتياز عندما توقعت مبكرا جدا ان المانيا ستكون حاضرة في النهائي. والحمد لله أنني لست قائد طائرة او طبيب جراح لربما نجحت كل عملياتي ولكن يموت فيها المسافرون والمرضى. يحاول المرء منا اعتماد اكبر قدر متوفر من المعلومات ليبني عليها اساسا لنظرياته وتوقعاته ولا ادري لماذا لم يُدرك المدرب يواكيم لوف أن لوكاس بودولسكي قد انتهى عطاؤه الذي تميز به قبل ست سنوات. ولعل ضياع شوط كامل بالاعتماد عليه لتمويل رأس الحربة الهجومية ماريو غوميز بالكرات العالية داخل منطقة الجزاء من أجل هدف رأسي كان الدليل القاطع أن رهان لوف عليه كان رهانا دفعت المانيا ثمنه غاليا جدا. الأمر الأكثر غرابة أن غوميز نفسه دفع الثمن غاليا وهو الذي بالكاد حصل على كرة او كرتين داخل منطقة الجزاء في الشوط الاول، فإذا بالمدرب يضحي به من أجل كلوزه في الشوط الثاني. أما أُم الغرائب أن أيطاليا ليست غريبة على الإطلاق عن المدرب لوف الذي كشفت الصور خلال اللقاء انه على يقين أن اللاعبين أدوا ما عليهم وأنه شخصيا أضاع المباراة قبل بدئها، فما شاهدناه مثلا ينتقد او يُقّرع لاعبيه مثلما كان يفعل في المباريات الاربع التي فازت فيها ألمانيا في هذه النهائيات. في بعض الإحيان مثلما يقول المعلق الكويتي الكبير خالد الحربان باللهجة الدارجة العامية: "الكورة ما تبي إدش"، وإذا بالمانيا فعلا لا تقوى على هزيمة الطليان، رغم الكم الهائل من الفرص الحقيقية للتسجيل ناهيك عن ضربة جزاء كان ممكن جدا احتسابها في الشوط الاول عندما ابدع المبدع اندريه بيرلو في الدفاع بكامل جسمه ومنه ذراعه الأيسر عن العرين الإيطالي بكرة المانية وهو على خط المرمى، أمام انظار الحكم الخامس. أما أجمل تصريح شاهده العالم دون حاجة ان يسمعه فكانت صورة سوبر ماريو مباشرة بعد انتهاء المباراة عندما وقف جامدا صامتا فكأنه يقول لا اتكلم سوى أهداف.