على عجل دخلت هذا المحل فكان بين الفخامة والغرابة..لم أتوقف كثيرا عند تفاصيله..أجد أي زبون..وكان هناك عدد من العاملين يجلسون في إحدى الزوايا يشاهدون برنامجا على قناة بلادهم ..لم (يفزّ)أويقف أحدهم ليسألني عن مبتغاي..وفي الزاوية الأخرى محاسب يقف خلف الكاشير..ويقبع في عمق المحل على احد الكراسي شاب صغير ينظر إلى جواله..تهت قليلا.. والتفتُّ إلى المجموعة الجالسة..وقلت: أريد ان احلق رد احدهم: لايوجد احد(فاضي) دهشت وقلت: انتم جالسون بلا عمل قال: لدينا مواعيد مع عملاء .. موعد وعملاء(كلمة فخمة تحول الزبون إلى عميل) رددت تلك الكلمة مرارا داخلي..سألته موعد على ماذا؟رد قال:مع احدنا.. قلت:لماذا اخذ موعدا وهل أنا في عيادة طبيب أنا في محل حلاقة رد بتجهم قال:هذا مركزعناية للرجل(كلمة فخمة)قلت له لاأرى شيئا مختلفا فكراسي الحلاقة وأدواتها هي نفسها لايفرق إلا هذا التضليل الأسود على زجاج المحل..تركني ورجع لمكانه..وجاءني المحاسب قال:ان كنت تريدحلاقةبسيطة فتفضل معي..اتجهت معه إلى ذاك الشاب وطلب الجلوس معي.. حقيقة وصل بعض شبابنا إلى متاهات ترفيه مزعجة وصاروا يتأثرون بصناعة اجواء فخمة حولهم تجعلهم يدفعون الكثير من أموالهم وأنفسهم وينخدعون بعقول تنازلية تأثرا بالشكليات، وتضخيم الأنا وينساقون خلف ترتيبات بعض العمالة التي ترغب في جيوبهم قبل كل شيءووافقته رغبةمني لمعرفةبقية التفاصيل حين بدأ تنفيذ ماطلبته قلت له لماذا؟ليس لديك موعدمثلهم قال:انا جديدوصغير قلت في نفسي سيتدرب علي وسألته لماذا نظامكم هكذا قال لي أقولك بصراحة لاني اريد ان تكون عميلي قلت:(اصيرعميلك )قال: من يأتي بموعد يدفع (فلوس)إضافيةقيمة الموعدتصل إلى خمسين وسبعين ريالا قلت له:وهل هذا مسموح من البلدية قال الله اعلم ولكني أجدهم لايبالون وسألته:هل يعلم صاحب المحل عن ذلك قال:لا..ثم أكمل ان كل عامل هنايعرف طلبات مرتاديه (وكمان) هناك إكرامية..قلت يا سلام..انتظرت قليلا ودخل احد الشباب وفز له احدهم اهلا فلان قال:أهلا بك كيف..وجلس على كرسيه بكل توقير والعامل يحيي ويرحب به كثيرا ..سمعت الشاب يتحدث عن انه تأخرلمشاهدته فيلما وبدا يقص بعض الفيلم على العامل ثم اعطاه جواله ليشاهدمقطعا ما والعامل يتبسم والشاب يزهو بطريقةغريبةبتمتمة بعض مغامراته واحداثه للعامل..تعجبت لهذه الحميمية..وسألت الحلاق الذي تكفل بي هل هذا الأمر يحدث كذلك يوميا قال نعم وأكثر من ذلك..انتهى الحلاق مني وخرجت بماخرجت به من مشاعر متموجة مضمرا داخلي أني زبون حلاق ولست عميل مركزعناية بالرجل ختام القول:حقيقة وصل بعض شبابنا إلى متاهات ترفية مزعجة وصاروا يتأثرون بصناعة اجواء فخمةحولهم تجعلهم يدفعون الكثيرمن أموالهم وأنفسهم وينخدعون بعقول تنازلية تأثرا بالشكليات، وتضخيم الأنا وينساقون خلف ترتيبات بعض العمالة التي ترغب في جيوبهم قبل كل شيء وعليهم ألاّ يجعلوا من هؤلاء أصدقاء لهم يفضوا عليهم بخصوصايتهم.. وعلى أصحاب مثل تلك المحلات الانتباه لما يجري خلفهم وأتمنى حقا إن كان للبلدية دورا أن تقف بحزم لمنع مثل تلك الممارسات المزعجة والعابثة بمشاعر وافكارالمواطنين وذلك بمراقبةالاسعار وضبط التعاملات مع الزبائن وتوجيه مثل تلك المحلات لاحترام مرتاديهم وزبائنهم بما يستحقونه. [email protected]