لعل اكثر شيء فعله منتخب ألمانيا في البطولة الأوروبية بعد تحقيق الانتصارات وتسجيل الأهداف، السفر والانتقال من والى اوكرانيا، فاليوم تودع الأراضي البولندية البطولة من ملعبها الوطني الذي سيشهد كتابة تاريخ جديد في اللقاءات الرسمية الإيطالية الألمانية عندما يحجز الألماني عند نهاية اللقاء حضوره السابع في نهائي البطولة الأوروبية ويسجل بقيادة مدربه المتجدد واكيم لوف اول انتصار على «الحليف المحوري» السابق منذ عشرات السنين. هذا ببساطة سيعني أن يحزم الألمان مجددا حقائبهم ويعودوا الى العاصمة الاوكرانية، كييف قبل يوم الاحد موعد المباراة النهائية. لست مصابا بجنون العظمة لكن الأداء الألماني ونضج التفاعل بين لوف ونجوم الماكينة الألمانية منذ ستة اعوام او حتى يزيد، والاستقرار في الأداء وغياب الإصابات كلها مؤشرات لا ترجح الكفة الألمانية فحسب بل تجعل التوديع الإيطالي مجرد مسألة وقت. الألماني سيزدان بعودة اكثر من اساسي في المواجهة أمام إيطاليا بعدما قرر المدرب الألماني اعطاء اكثر من تهديد لمنافسيه بتقديم اربعة أسماء لامعة عوضا عن الاساسيين في اللقاء السابق أمام اليونان. لوكاس بودولسكي قد يكون ابرز المتضررين من التجربة الألمانية فما بات حضوره كاساسي أمرا مفروغا منه على العكس تماما من توماس مولر. لم يسبق للألماني أن هزم الإيطالي في الامتحان الاوروبي ناهيك عن كأس العالم وهذه النظرية كسرها الإسباني قبل أيام عندما أذاق الفرنسي مرارة الخسارة للمرة الاولى والتوديع الإجباري. حتى هذه الورقة، «ورقة العقدة المستعصية» سقطت من أيدي المناصرين الإيطاليين دون ان يعني ذلك تقليلا من قيمة الحضور «الأزوري» حتى الآن وهو الذي وصل الى الدور النصف النهائي بنتائجه التقليدية المفضلة بالتعادل حيث بات عبر مشاركاته الاوروبية حاملا بامتياز للرقم القياسي بعدد المباريات التي تعادل فيها والبالغ عددها قبل مباراة اليوم ثلاث عشرة مباراة منذ نهائيات النسخة السادسة، متقدما بثلاث مباريات على اقرب منافسيه في تحقيق التعادل وأعني بذلك منتخب إسبانيا. لن يكون لقاء اليوم، الاول للمدرب الألماني امام الطليان فواكيم لوف كان جالسا على «مقعد من شوك» يتقلب يوم انقلبت نتيجة المباراة الألمانية امام الضيف الإيطالي في الوقت الاضافي في الدور النصف النهائي لكأس العالم قبل ستة اعوام. ولعل هذه الهزيمة من الماضي اصبحت فعلا من الماضي وبات الألماني فقط بحاجة الى توكيدها بصنع الحاضر بحروف من أسماء أوزيل وخضيرة وغوميز وهاميل وبقية «الشلة الألمانية». أرقام الاتحاد الاوروبي أشارت الى ان لقاء إيطاليا وانجلترا في الدور الربع النهائي قد يكون الأعلى مشاهدة في تاريخ النهائيات وهذا الرقم سيُكسر بلا ادنى شك ليس في اللقاء الألماني الإيطالي بل عندما تكون ألمانيا حاضرة في المباراة النهائية. وحتى ساعة كتابة هذا التقرير لا ادري إن كان الطرف الثاني برتغالي ام إسباني فكُرة القدم علمتني أن لا استعجل توقع النتائج إلا مع الألماني بقيادة لوف.