قدم السفراء العرب رسالة واضحة الى ممثل روسيا الخاص في الشرق الاوسط هذا الشهر بينما كان المبعوث السوري يتابع في استياء صامت.. وكان مضمون الرسالة أنكم تنحازون الى الطرف الخطأ وتقفون على الجانب الخطأ من التاريخ. واختلف المبعوث الروسي ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية في الرأي مع سفراء الدول العربية في موسكو. ويقول هو والرئيس فلاديمير بوتين ان روسيا في مهمة لمنع ارتكاب العالم خطأ تاريخيا في سوريا. واستخدمت روسيا حق النقض في مجلس الامن التابع للامم المتحدة للتصدي لمساعي الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا وأظهرت للولايات المتحدة وأوروبا أنها لن تسمح لها بتحديد مصير دول أخرى. استعراض للقوة لكن استعراض القوة السياسية في المنطقة كان له ثمنه بالنسبة لروسيا وبوتين اذ زاد من الاضرار بسمعة موسكو في منطقة أفسد فيها الصراع والاضطرابات جهوده لاحياء ثقل بلاده منذ أن تولى السلطة عام 2000 . لكن استعراض القوة السياسية في المنطقة كان له ثمنه بالنسبة لروسيا وبوتين اذ زاد من الاضرار بسمعة موسكو في منطقة أفسد فيها الصراع والاضطرابات جهوده لاحياء ثقل بلاده منذ أن تولى السلطة عام 2000 . وضع غير سار وقال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير دورية «روسيا في الشؤون العالمية» تجد روسيا نفسها في وضع غير سار على الاطلاق.. لقد وضعت نفسها حقا في معارضة للعالم العربي بأسره. وقال جورجي ميرسكي خبير شؤون الشرق الاوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو: يحتاج بوتين الى اظهار أن روسيا ليست ضد سعي العرب للديمقراطية. وأضاف: إنه يريد الحد من الآثار السلبية للربيع العربي .. ليظهر أن روسيا ليست منحازة للحكام المستبدين. لكن بوتين الذي يواجه انتقادات أمريكية وأوروبية بسبب طريقة تعامله مع المعارضة في روسيا بعد أكبر احتجاجات على حكمه من المرجح أن يمزج بين رسالة ودودة للعرب والمزيد من التحذيرات من التدخل الغربي. وساعد الاسد روسيا على الاحتفاظ بموطئ قدم في الشرق الاوسط عندما اشترى أسلحة بمليارات الدولارات واستضاف منشأة لصيانة البحرية الروسية وهي القاعدة الروسية الوحيدة في المياه الدافئة خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق. روسيا بالصورة لكن موقف روسيا من القضية السورية - حيث تقول موسكو انها لا تؤيد الاسد وان الشعب السوري وحده هو الذي يجب ان يقرر مصيره - ينبع أيضا من معارضة بوتين للمساعي الغربية لتشجيع التغيير السياسي من الخارج. وقال ميرسكي: غرض بوتين بسيط.. ان يظهر للغرب وجمهور في الداخل أن روسيا لم يتم اخراجها من الصورة لكن ما زالت تقوم بدور قوي في الشرق الاوسط وانه لا يمكن حل أي مشكلة خطيرة بدون روسيا. غير انه بالنسبة لسوريا ربما يجد بوتين من الصعب اقناع الدول العربية بأن روسيا جزء من الحل وليس من المشكلة. وفي حين أن بوتين راهن على أن ينأى بنفسه عن الاسد وقال انه ليست هناك علاقة خاصة بين موسكو ودمشق فانه ليس مستعدا للتنازل عن موقفه في سوريا مقابل الحصول على رضا الدول العربية. ومن غير المرجح أن تحرز زيارة بوتين الحالية للشرق الاوسط تقدما نحو انهاء الازمة في سوريا أو الازمة حول البرنامج النووي الايراني هذا فضلا عن الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال مسؤول اسرائيلي: لا أتوقع أنه في محادثات حول ايران أو سوريا سيتزحزح ولو ملليمتر واحد عن الخط الذي نعلمه بالفعل, لكنه ربما يحاول جعل الامر أقل وطأة. ومضى ميرسكي يقول: يحتاج الى أن يكون له ظهور في الشرق الاوسط. اذا أحجم عن الزياة فسوف يعني هذا تخلي روسيا عن الشرق الاوسط وانها تم دفعها خارجه.