[نصف أصحاب الارض خرجوا والبقية على الطريق!!!] عندما واجهت المانياالغربية الارجنتين على الملعب الاولمبي في العاصمة الايطالية روما في نهائيات كأس العالم الرابعة عشرة لكرة القدم قبل اثنين وعشرين عاما، كانت المرة الاولى في تاريخ تلك النهائيات يكون طرفا المباراة النهائية هما من زينا نهائي النسخة التي سبقتها. خلافا لنهائيات كأس العالم لم يتكرر نهائي بشكل متتال تماثل طرفاه قط في تاريخ النهائيات الاوروبية التي نشهد حاليا نسختها الرابعة عشرة. بالواقع في ثلاث عشرة مناسبة لم تجمع المباريات النهائية طرفين في مناسبتين الا عندما يحضر اسما المانيا وجمهورية التشيك عندما التقى المنتخبان في نهائي النسخة العاشرة على ملعب ويمبلي في لندن قبل ستة عشر عاما وهما اللذان التقيا قبل ذلك التاريخ بعشرين عاما على الاراضي اليوغسلافية عندما كان هناك المانياالغربية وكان هناك تشيكوسلوفاكيا. في الاول من الشهر المقبل على الملعب الاولمبي في العاصمة الاوكرانية كييف قد يُكسر هذا التقليد فالقرعة اولا جاءت بطريقة لن تجمع طرفي المباراة النهائية للنسخة الماضية الا عندما يحين موعد اللقاء النهائي. ثانيا أن إسبانيا وألمانيا حتى ساعة كتابة هذا التقرير هما افضل سفيرين يسعيان لانهاء المباريات بسواعد لاعبيهم لا بأخطاء منافسيهم. النهائيات الحالية رغم تقارب نتائج منتخباتها ورغم عدم ضمان أي منتخب بلوغ الدور الثاني الا عندما يُنهي كل واحد منها مسيرته في الدور الاول، رغم هذا وذاك، فإن «الطبقية» واضحة جدا، منتخبات قوية جدا ومنتخبات مجتهدة تبحث جديا عن تجنب الخسارة ولا تفكر قط بتحقيق الفوز والحديث تحديدا يدور حول أحد البلدين المنظمين، بولندا على سبيل المثال لا الحصر. للمرة الثانية على التوالي تفتح نتائج النهائيات الاوروبية أبواب التساؤل على رئيس الاتحاد الاوروبي بشأن توجهاته وتوصياته العلنية المشجعة لمنح «دول نامية» مسؤولية تنظيم النهائيات الاوروبية. قبل اربعة اعوام خرج منتخبا سويسرا والنمسا مبكرا من النهائيات وعلى الارجح سيتكرر السيناريو عندما تستضيف اوكرانيا انجلترا في المجموعة الرابعة ولا بديل لها سوى الفوز اذا ارادت تفادي مصير بولندا التي اخفقت في سادس مباراة لها على التوالي في تحقيق الفوز فودعت غير مأسوف عليها بقدر الأسف على احتمال ظهور المدرجات الفارغة عندما يحين موعد الدور الربع النهائي ومغادرة اكثر من دولة شرقية محاذية لبولندا واوكرانيا مثل روسيا على سبيل المثال لا الحصر، فتحضر الثغرات واضحة بشأن الأقبال الجماهيري على ما تبقى من مباريات. الحديث بصراحة بشأن تنظيم البطولات واجب، لأن مباريات كرة القدم مهما بلغت من جمالية فانها تبقى صماء بغياب الجماهير ومن لا يصدق كلمات هذه المقالة فلينتظر قريبا عندما يحين موعد كأس العرب فيكون في اغلب المباريات عدد المدرجات الصماء ضعف تلك التي يشغلها مشجعون لولا ان حب الكرة يسري في عروقهم لبقوا هم ايضا في بيوتهم.