أسفرت قرعة نهائيات كأس أوروبا 2012 لكرة القدم التي سحبت في القصر الوطني للفنون في كييف، وكما كان متوقعاً عن مجموعة نارية ضمت ألمانياوهولندا والبرتغال إضافة إلى الدنمارك. ووزع الاتحاد الأوروبي المنتخبات ال16 المشاركة على أربعة مستويات معتمداً في ذلك على النتائج المسجلة في نهائيات كأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010 إضافة إلى تصفيات كأس أوروبا 2012، بنسبة 40 في المئة من البطولتين الأخيرتين، و20 في المئة من كأس أوروبا 2008. ولم يشكل تصنيف إسبانياوهولندا في المستوى الأول افضلية لهذين المنتخبين نظراً لوجود الدولتين المضيفتين في هذا المستوى أيضاً واللتين تعتبران أضعف على الورق من القوى التقليدية، خصوصاً أن أوكرانيا تحتل المركز ال55 دوليا وبولندا المركز ال66. وصنفت ألمانيا وإيطاليا وإنكلترا وروسيا في المستوى الثاني، والبرتغال وكرواتيا واليونان والسويد في الثاني، وفرنسا والدنمارك وتشيخيا وجمهورية إرلندا في الرابع. وكان ثمن التصنيف في المركز الأول أثقل على هولندا كونها وقعت في مواجهة ألمانيا والبرتغال والدنمارك، فيما تجدد إسبانيا الموعد مع إيطاليا التي خسرت أمامها في ربع نهائي نسخة 2008 بركلات الترجيح، إذ وقع المنتخبان معاً في المجموعة الثالثة إلى جانب جمهورية ايرلندا وكرواتيا. أما إنكلترا وفرنسا فوقعتا في المجموعة الرابعة إلى جانب أوكرانيا والسويد، فيما ستكون المجموعة الأولى "الأقل إثارة" بالنسبة للجمهور الحيادي لأنها جمعت بولندا واليونان وروسيا وتشيخيا. ووُضعت بولندا على رأس المجموعة الأولى قبل القرعة وأوكرانيا على رأس الرابعة. وستكون المجموعة الثانية دون أدنى شك نارية بكل ما للكلمة من معنى كونها جمعت بين الغريمين التقليديين المنتخب الألماني وصيف نسخة 2008 الذي قد يقدّم عروضاً رائعة بتشكيلة شابة وصلت به إلى نصف نهائي مونديال 2010، والمنتخب الهولندي وصيف بطل مونديال جنوب أفريقيا. ولطالما إتسمت مواجهات العملاقين بالإثارة، وسيسعى المنتخب الألماني من دون أدنى شك إلى تحقيق ثأره من نظيره "البرتقالي" الذي تغلّب على ال"مانشافت" في نصف نهائي كأس أوروبا 1988 بهدفين لرونالدو كومان وماركو فان باستن، في مقابل هدف للوثار ماتيوس، في طريقه إلى اللقب على حساب الاتحاد السوفياتي (2- صفر). وتعود المواجهة الأخيرة بين المنتخبين اللدودين في البطولة القارية إلى الدور الأول من نسخة 1992 عندما فازت هولندا 3-صفر لكنهما تأهلا معاً الى نصف النهائي فخرج "البرتقالي" على يد نظيره الدنماركي، رفيق الدرب في نهائيات 2012، وتأهل ال"مانشافت" إلى النهائي بفوزه على السويد قبل أن يخسر أمام بيتر شمايكل ورفاقه صفر-2، وبالتالي سيسعى أيضاً لتحقيق ثأره من الدنماركيين الذين بلغوا النهائيات كأبطال للمجموعة الثامنة وأجبروا البرتغال على حجز مقعدها عبر الملحق. وسيكون الثأر العنوان الأبرز لهذه المجموعة التي ستقام مبارياتها في مدينتي خاركيف ولفيف الأوكرانيتين، وتُفتتح في التاسع من حزيران (يونيو) بمباراة هولندا والدنمارك، قبل أن تلتقي في اليوم ذاته ألمانيا مع البرتغال في أول مواجهة بين المنتخبين منذ الدور الثاني من نسخة 2008 عندما فاز الألمان 3-2. أما المواجهة المرتقبة بين الألمان والهولنديين في الجولة الثانية فموعدها في 13 منه، حيث يأمل رجال المدرب يواكيم لوف تجديد تفوقهم على "البرتقالي" بعد أن إكتسحوه بثلاثية نظيفة في المباراة الودية التي جمعت الطرفين قبل أيام. يذكر أن المانياوإسبانيا هما المنتخبان الوحيدان اللذان خرجا من التصفيات بعلامة كاملة لكن ال"مانشافت" خاض 10 مباريات في مقابل 8 ل"لا فوريا روخا"، كما كان فريق المدرب يواكيم لوف أول المتأهلين إلى النهائيات، بعد أن تغلّب على جاره النمسوي 6-2 في الثاني من أيلول (سبتمبر) الماضي. أما هولندا فقد فازت بمبارياتها كلها باستثناء واحدة خسرتها في الجولة الأخيرة أمام السويد بعد أن كانت قد ضمنت تأهلها. وكان مهاجمها كلاس يان هونتيلار الذي يلعب في هامبورغ الألماني، افضل هداف في التصفيات برصيد 12 هدفاً. وفي المجموعة الثالثة، تبدو إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم مرشحة لحجز بطاقتها إلى الدور الثاني مع إيطاليا نظراً إلى الأفضلية الفنية والتاريخية اللتين يتمتعان بهما على الورق أقله. وموعد المباراة الأولى في هذه المجموعة بينهما يوم 10 حزيران في غدانسك البولندية. ويأمل الإسبان في تجديد تفوقهم على "الآزوري" الساعي إلى تعويض خيبة الخروج من الدور الأول لمونديال 2010، وذلك بعد أن تغلبوا عليه في الدور الثاني من نسخة 2008 بركلات الترجيح بعد تعادلهما السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، علماً أن الإيطاليين الذين فازوا على "لا فوريا روخا" ودياً 2-1 في 10 آب (أغسطس) الماضي، لم يخسروا أي مباراة رسمية أمام الأخير (بعيداً من ركلات الترجيح). في المقابل، يأمل منتخب جمهورية إرلندا الذي يشرف عليه المدرب الإيطالي الفذ جوفاني تراباتوني، أن ينجح في مشاركته الثانية بعد 1988 (خرج من الدور الأول) في خلط الأوراق بعد أن تخطّى حاجز الملحق لحجز بطاقته إلى بولندا وأوكرانيا، والأمر ذاته بالنسبة لكرواتيا التي تخوض غمار النهائيات الرابعة لها عبر الملحق أيضاً، علماً أن افضل نتيجة لها كانت بلوغها ربع النهائي عامي 1996 و2008. ولن تكون الأمور سهلة على الاطلاق بالنسبة للعملاقين الآخرين في النهائيات وهما المنتخبان الإنكليزي والفرنسي إذ أن خصميهما في المجموعة الرابعة ليسا سهلين على الإطلاق، كون أوكرانيا الذي يقودها النجم المميز أندري شفتشنكو في آخر مشاركة له مع المنتخب، تعوّل على عاملي الأرض والجمهور من أجل تحقيق نتيجة مشرفة في أول مشاركة لها قارياً منذ إنحلال عقد الاتحاد السوفياتي أوائل التسعينات ومن أجل تعويض غيابها عن نهائيات مونديال 2010 بعد أن بلغت ربع نهائي مونديال 2006 في أول مشاركة له في العرس العالمي. وتأمل السويد، التي تعوّل في شكل أساسي على نجم ميلان الإيطالي زلاتان ابراهيموفيتش، في تعويض غيابها عن مونديال 2010 وتحقيق نتيجة أفضل من تلك التي سجلتها في نسخة 2008 (خرجت من الدور الأول). ومن المؤكد أن إنكلترا وفرنسا تعتبران الأوفر حظاً لبلوغ الدور الثاني نظراً إلى تاريخمها والنجوم الموجودة في صفوفها، وتبحثان أيضاً عن النسيان بعد أن فشلت إنكلترا في التأهل حتى إلى نهائيات 2008 ثم خرجت في شكل مذّل من مونديال 2010 على يد ألمانيا (1-4)، والأمر ذاته بالنسبة لفرنسا التي ودّعت كأس أوروبا 2008 ومونديال 2010 من الدور الأول. ويفتتح العملاقان هذه المجموعة بمواجهة تجمعهما في 11 حزيران على ملعب "دونباس أرينا" في دونتسك الأوكرانية، وستكون المواجهة الرسمية الأولى بينهما منذ الدور الأول لنسخة 2004 من البطولة القارية عندما فاز "الديوك" 2-1. وهي النتيجة التي إنتهى عليها اللقاء الودي الأخير بينهما في 17 تشرين الثاني (نوفمبر )2010 على ملعب "ويمبلي" في لندن. وفي ما يخص المجموعة الأولى، سيكون الصراع مفتوحاً على البطاقتين نظرا لتقارب مستويات المنتخبات الأربعة ويأمل البولنديون أن يلعب عاملا الأرض والجمهور دوراً في بلوغهم الدور الثاني للمرة الأولى، لكن المهمة لن تكون سهلة في مواجهة طموح الروس الذين يسعون لتكرار سيناريو 2008 حين بلغوا نصف النهائي، واليونان التي فاجأت العالم عام 2004 حين توجت باللقب، وتشيخيا المتجددة. وتفتتح بولندا البطولة في مواجهة اليونان في 8 حزيرانعلى الملعب الوطني في وارسو. وستقام مباريات المجموعتين الأولى والثالثة في 4 مدن بولندية، هي وارسو وفروكلاف وغدانسك وبوزنان، على أن تقام مباريات المجموعتين الثانية والرابعة في 4 مدن أوكرانية هي دونتسك ولفيف وخاركيف وكييف التي تستضيف المباراة النهائية. يذكر أن النسخة المقبلة هي الأخيرة التي ستشهد مشاركة 16 منتخباً، لان العدد سيرتفع إلى 24 في بطولة عام 2016 المقررة في فرنسا. * المجموعات: - المجموعة الأولى: بولندا واليونان وروسيا وتشيخيا - المجموعة الثانية: هولندا والدنمارك وألمانيا والبرتغال - المجموعة الثالثة: إسبانيا وإيطاليا وجمهورية إرلندا وكرواتيا - المجموعة الرابعة: أوكرانيا والسويد وإنكلترا وفرنسا