إن هذه الرياح الموسمية التي غالباً ما تهب علينا في آخر فصل الربيع والتي تكون محملة بالغبار والعوالق الترابية بحيث تحجب الرؤية وتعكر الأجواء بقوة والتي لا تزول إلا بعد نفاد صبرنا جميعاً ونكون وصلنا إلى حالة توتر عصبي شديد وحساسية بسبب الغبار الكثيف من جهة وبسبب ركود الأسواق من جهة أخرى هذا بالضبط ما نشهده حالياً هذه الأيام, وما هذه المقدمة إلا مقاربة بسيطة للواقع حيث إن هذه الأيام هي موسم هبوب هذه الرياح ولكن ما تشهده أسواقنا العقارية من حالة غريبة جداً هو بسبب نوع آخر من الرياح التي ستهب عليه لتحدث تغيراً حقيقياً وجذرياً سيكون من الصعب تفسيره حتى على أكفأ الاقتصاديين لأنه من المعروف أنه في حالات الانتقال وتغيير الشكل يتطلب فهم الأمر بشكل علمي سليم اللجوء إلى أكثر من نظرية اقتصادية لاستخدامها مجتمعة لنصل لفهم حقيقة ما يجري بالضبط. الظروف العامة تشير إلى أنه يجب أن تتجه الأسعار للهبوط لأن حركة الطلب محدودة جداً إن وجدت بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني فليس هناك من يستطيع مجاراة هذا التسارع الكبير في معدلات الأسعار بالسوق العقارية. فمثلاً حالياً العالم كله يعيش أزمة اقتصادية مالية عالمية كلما خبت نارها في جهة ما من العالم شبت في ركن آخر وقد لا يكون آخر فصولها الحديثة أزمة اليونان فها هي أسبانيا تزاحمها في سرعة بروز مظاهر الأزمة فيها وهناك البرتغال وكلها اقتصاديات أوروبية كبيرة ولكن عموما قد نستطيع القول: إن الاقتصاد السعودي آمن بحمد الله وأثبت قوته وتجاوز عنق الزجاجة بأقل حد من الخسائر لذلك سيكون من الطبيعي أن نجد أن أسعار العقار مرتفعة وأنها لم تنخفض كباقي عقارات دول العالم بسبب محدودية البيع من قبل المستثمرين، بل إن بعض كبار المستثمرين سحب أمواله من الخارج ليعيد ضخها بالداخل ما سبب قوة للسوق العقارية بسبب توفير طلب إضافي لم يكن موجودا أصلاً فاتجه بالسعر في السوق للارتفاع وهذا كلام مقبول اقتصاديا بشكل عام ولكن حينما ندقق النظر نجد أن حركة التداول العقارية مع أنها محدودة إلا أن السعر العام في الأغلب ثابت بل ويرتفع أحياناً، فكيف يعقل هذا؟ فالظروف العامة تشير إلى أنه يجب أن تتجه الأسعار للهبوط لأن حركة الطلب محدودة جداً إن وجدت بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني، فليس هناك من يستطيع مجاراة هذا التسارع الكبير في معدلات الأسعار بالسوق العقارية وهنا نعود مرة أخرى لأسلوب التحليل الاقتصادي لنبحث عن مبرر منطقي لما يحدث بالسوق العقارية لا سيما أن هناك عوامل أخرى تتأثر بها السوق العقارية مثل القوة الشرائية للأفراد. فنحن نعلم أن معدل دخل الفرد العام في ارتفاع وهذا ينعكس على قوة الأداء الاقتصادي. [email protected]