[Decrease font] [Enlarge font] التقلب الجنبلاطي من ضفة إلى أخرى، تدفع بالمواطن العربي عموماً واللبناني خصوصاً الى مراقبة حركة رئيس جبهة "النضال الوطني" الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يقرأ الوضع السياسي جيداً ويراقب الأحداث بدقة، فيستطيع بحنكة وذكاء تفادي الخسارة في عالم السياسة. لهذا أرادت "اليوم" الوقوف على نظرة النائب وليد جنبلاط للمرحلة المقبلة في لبنان وسوريا، من خلال حديث مع مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريس الذي شدد على أن "الموقف الذي اتخذه وليد جنبلاط آنذاك ساهم إلى حدّ كبير في نزع فتيل الانفجار المحتوم الذي كانت تسير نحوه البلاد". جنبلاط وعلاقته بالمملكة وتناولت "اليوم" مع الريس العلاقة التي تربط آل جنبلاط بالمملكة العربية السعودية، مؤكداً أنها "علاقة قديمة ومتجذرة , موضحاً أن الحزب "التقدمي" "يحفظ للمملكة العربية السعودية دورها الكبير بالوقوف إلى جانب لبنان في كل المراحل العصيبة التي مر بها من حروب، كما أن الدعمين الاقتصادي والإنمائي الكبير اللذين قدمتهما المملكة للبنان على كل المستويات أمر لا ينسى". واشار الى ان "الزيارة الأخيرة لجنبلاط الى المملكة كانت مهمة وضرورية , ولفت الى انه "لم يكن هناك موضوع محدد للزيارة بل كانت تشاورية، جرى فيها نقاش كل الأمور بصراحة كاملة"، معتبراً أن "ليس هناك من نقاط محددة حملها جنبلاط". وشدد على ان «المملكة دائماً تحرص بشكل حاسم على استقرار لبنان وعلى السلم الأهلي»، مؤكداً أن «المملكة أثبتت في كل المراحل أنها على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين». استقرار لبنان وشدد على ان "المملكة دائماً تحرص بشكل حاسم على استقرار لبنان وعلى السلم الأهلي"، مؤكداً أن "المملكة أثبتت في كل المراحل أنها على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين". الشأن السوري واوضح الريس أن "تعاطي جنبلاط في الموضوع السوري كان تصاعديا"، قائلاً: "حين أجرى المصالحة مع سوريا في آذار 2010 كانت سوريا وشعبها في مكان واحد ولكن عندما أصبحا على طرفي نقيض كان لا بد من اختيار احد الطرفين"، لافتاً الى ان "الموقف الطبيعي هو الانحياز إلى الشعب السوري الذي ينادي بحقوقه الوطنية والسياسية المشروعة وهذا الموقف لا تراجع عنه، لأن مبدأ الحرية لا يتجزأ". لا قطيعة مع الحريري وجدد الريس التأكيد على "حصول بعض الاتصالات بين جنبلاط والرئيس سعد الحريري في بعض المناسبات، حيث كان لها طابعها وظروفها هذه حدود المسألة حتى اللحظة، دون أن تكون هناك قطيعة كاملة بين قيادة الحزب و"تيار المستقبل" وبين النواب، هناك تواصل". وقال: "لم يحدث لقاء شخصي". تقاطع انتخابي وحول الانتخابات النابية المقبلة في 2013، اجاب: "هناك تقاطع في موضوع الانتخاب مع "المستقبل"، فالتقدمي يرفض النسبية كما يرفضها "المستقبل"، ولكن هل سيترجم هذا التقاطع في تحالف انتخابي هذا سابق لأوانه". العلاقة مع "حزب الله" وعون وسألت "اليوم" الريس عما إذا كانت علاقة الزعيم الدرزي متوترة مع "حزب الله"، فرأى الريس أنها "ليست متوترة"، إنما هناك اعتراف متبادل بأن هناك تباينا في قراءة الأزمة السورية وكيفية التعاطي معها". وقال: "نحن متفقون مع "حزب الله" على حفظ الاستقرار الداخلي وحماية السلم الأهلي" . واضاف: "لدى الحزب موقفه السياسي الذي ينحاز فيه الى النظام . أما العلاقة مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، فأكد أن عون "أجهض العديد من الفرص داخل الحكومة، لكي تكون منتجة من خلال مقاربة خاصة يمتلكها للأمور". وشدد على "اننا نحبذ عدم الدخول في سجالات متواصلة ومستمرة معه لأنها لا تؤدي الا الى زيادة التوتر في البلد". الرضى على الحكومة وتحدث عن علاقة جبهة "النضال الوطني" بالوزراء في الحكومة اللبنانية، مشيراً الى "أننا أقرب في بعض الملفات الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان او رئيس الحكومة نجيب ميقاتي". ورأى انه "من الصعب في ظل حالة التشرذم الكبير التي تمر بها البلاد أن يكون هناك موقف حاسم جملة وتفصيلاً الى جانب هذا الطرف أو ذاك". واعلن "اننا ندرس كل ملف على حدة ونحاول أن نقدم فيه رأياً موضوعياً يرتكز من وجهة نظرنا الى تطابقه مع المصلحة الوطنية". وعن إمكانية الانسحاب من الحكومة، لفت إلى ان "حجم التخبط الذي تعيش فيه هذه الحكومة وما يثار من معلومات حول إملاءات سوريّة توجه الى بعض الأجهزة الأمنية، وعن صفقات تعقد لتمرير التعيينات الإدارية مقابل تسوية الإنفاق المالي، كل هذه الأمور تطرح علامات استفهام وتجعل "التقدمي" يدرس جديّاً كيفية التعاطي مع هذا المناخ بشكل عام"، كاشفاً عن "اتجاه جدي لدرس هذه التحديات والثغرات في أداء الحكومة وكيفية تعاطينا معها". ظروف والغام من جهته، علق وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي عن أداء الحكومة الميقاتية، مشدداً على ان النائب جنبلاط "يريدها أكثر فعالية وإنتاجية لكنه يعرف تماماً الظروف والألغام الداخلية وذهنية بعض الأطراف داخل الحكومة وطريقة التعاطي، لكن التمسك بالحكومة لسبب بسيط ليس ثمة بديل الآن ولا يمكن أن يدخل لبنان في الفراغ لا بد من النهاية لمركز قرار أي سلطة تنفيذية تدير الأمور في البلد، إنما القول أن الحكومة منتجة وناجحة أو ثابتة على سياسة معينة هذا الأمر مخالف تماماً لحقيقة الواقع القائم على الأرض".