[الطائفية ..الجمرة الخبيثة] كلما ادلهمت الأحداث تكشفت عن وجوه كالحة، عليها غبرة تاريخية تعيسة، تعيش على دماء الآخرين، تمضغ أيامها.. بل دقائقها لتحقق أحلامًا طائفية توسعية، في الزمن الذي تدعو فيه كل الطوائف إلى التعايش تحت مظلة (وطن). ما يحدث في سوريا لم يعد يحتمل تأجيل إزالة الحجب عن مفاصل مأساته، فهناك من يبارك ويدعم ويحارب ويشارك بكتائبه وأسلحته في تدمير الكائن البشري هناك؛ طفلًا أو امرأة أو رجلًا.. لا فرق، سوى أنهم ينتمون إلى أهل السنة والجماعة، شيخ يتظاهر في الشارع، أو شاب يقاتل في الجيش الحُر أو طفلة كالفراشة تلعب في زاوية من بيتها الخرب، أو طفل أشعث يركض ليشتري خبزًا لتأكلها أم ثكول لم يتبق لها سواه، كلهم في النظر الطائفي سواء!! إن (بشار الأسد) خاسر في كل حال، ولن يبقى رئيسًا لسوريا بإذن الجبار المنتقم ولو أباد الشعب السوري كله، ومن يقفون معه الآن من الدول الكبرى؛ مثل الصين وروسيا وإسرائيل، يتخذونه أداة لتحقيق مصالحهم القومية البحتة، ومن يساندونه من الطائفيين يعدّونها فرصة للمشاركة في الذبح؛ ليشفوا به غليلهم التاريخي الذي لا يزال يُوقد من شجرة خبيثةٍ كلما مرّت ذكرى منتقاة. الكتائب الحاقدة تنفذ المذابح، والإعلام السوري المجرم يحاول أن يجيرها في صفاقة وحماقة لصالح موقفه المهترئ المتداعي، تكاد تصريحات المسؤولين تسبق المذبحة أو تتزامن معها؛ لأن الخطة واحدة!! (الدم) يجذب (الدم)، وإن عقلاء الطائفة العلوية في سوريا ليعلموا بأن إبادة الأسر بأكملها في القرى البعيدة عن مرأى العالم، لن تذهب هدرًا، وأن التوسّع في (الذبح) لن يولد إلا (ثأرًا)، ولن تستطيع سوريا أن تلملم جراحها ولو بعد قرن إذا لم يتحرّكوا لإيقاف التدخل الإيراني والتدخل الحزبي، بل إن اللحظة التاريخية التي يعيشونها تحتم عليهم أن يصفوا مع أطياف الشعب السوري الأخرى في وجه الظلم الطاغي، فإن السفينة واحدة، وعليهم أن يعلموا بأن كل ما تتناقله وسائط الظلام من أن الثورة السورية إذا نجحت فسوف يقتل العلويون بأيدي الثور، لا يمكن أن يكون صحيحًا أبدًا، فقد شبع الجميع دمًا وقيحًا وصديدًا، ولم يعد أمام هذا الوطن الشهيد إلا أن ينسج له خيوطًا جديدة من الحياة، وأن يلقي عن كاهله أسمال الحرب، وأوضارها، وأثقالها، ولا قتل إلا لمن قتل، وتلك سنة معلومة من سنن الكون، (بشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين). إن (بشار الأسد) خاسر في كل حال، ولن يبقى رئيسًا لسوريا بإذن الجبار المنتقم ولو أباد الشعب السوري كله، ومن يقفون معه الآن من الدول الكبرى؛ مثل الصين وروسيا وإسرائيل، يتخذونه أداة لتحقيق مصالحهم القومية البحتة، ومن يساندونه من الطائفيين يعدّونها فرصة للمشاركة في الذبح؛ ليشفوا به غليلهم التاريخي الذي لا يزال يُوقد من شجرة خبيثةٍ كلما مرّت ذكرى منتقاة.