عندما تحكم منشأة ما بالمعايير المتقدمة لابد أن تكون النتيجة تحقيق هذه المنشأة الهدف المنشود في مجال عملها، ومتى ما كانت المعايير تمثل ثقافة عامة لمنسوبيها بمختلف مستوياتهم وتأثيرهم في الرسم الاستراتيجي ومراحل التنفيذ لابد أن تتعدى الإنجازات والتأثيرات الإيجابية قطاع عملها الأساسي، لتشكل محركا دافعاً ومؤثراً في محيطها لتصبح قدوة من خلال أدائها لقطاعات أخرى ليست على علاقة مباشرة بها. فلولا الحقائق الماثلة على الأرض من الصعب أن يستوعب أحد أن تكون أهم الشركات العالمية المتخصصة في قطاع النفط نموذجا ومعيارا لقطاع التطوير العقاري !، لكن الواقع يثبت ذلك ويؤكد أن شركة أرامكو السعودية وعلى مدى عقود حققت أفضل تجارب التطوير العقاري في المملكة ولا تزال تعد الأكثر تميزا وريادة، والمقياس الذي يحتكم إليه ويحاول محاكاته جميع المطورين العقاريين على المستوى المحلي. لقد استطاعت شركة أرامكو على مر السنين أن تقدم نفسها كمحرك رئيسي من محركات النمو الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، والمنصف لا يجد صعوبة تذكر في تتبع إنجازاتها في كل المجالات، لكني أود التوقف عند تجربة التطوير العقاري الذي نفذته الشركة في المنطقة الشرقية، وما تميزت به من مزايا تجهد العديد من المنشآت المتخصصة في التطوير العقاري لتحقيقها في مشاريعها، فالعديد من تجارب التطوير النموذجية التي قدمتها أرامكو في المنطقة الشرقية لا تزال تمثل معيارا قياسيا في جودة تصميم وتخطيط الأحياء بكل تفاصيلها بدأ بتقسيم القطع وملاءمة مساحاتها، ومرورا بمستوى جودة الشوارع وإنارتها، وصولا إلى شبكات تصريف مياه الأمطار التي تؤدي عملها على أكمل وجه منذ عشرات السنين، فمن يمر بشوارع الأحياء التي طورتها شركة أرامكو مثل حي الدوحة، وحي عبدالله فؤاد، وحي الدانة، لا يصدق أن الأمطار تهطل بها وسيعتقد أن السحاب لا يمطر إلا في الأحياء المجاورة، بل أن الأمر يتعدى ذلك إلى ما هو أهم حيث نلاحظ أن الأحياء التي طورتها الشركة تم تصميمها برؤية واضحة تحسب حساب المستقبل وقدرتها الاستيعابية، وهذه ميزة في غاية الأهمية في بلد مثل المملكة التي تمتاز بمعدل نمو سكاني ربما يكون الأعلى في العالم. فلولا الحقائق الماثلة على الأرض من الصعب أن يستوعب أحد أن تكون أهم الشركات العالمية المتخصصة في قطاع النفط نموذجا ومعيارا لقطاع التطوير العقاري لكن الواقع يثبت ذلك ويؤكد أن شركة أرامكو السعودية حققت أفضل تجارب التطوير العقاري في المملكة و لا تزال الأكثر تميزا و ريادة . الحقيقة أن التباين الواضح بين مستويات الأحياء التي تطورها شركة أرامكو والأحياء الأخرى بالشرقية يدعوا للاستغراب والدهشة، فالقائمون على تصميم الأحياء في الشركة ليسوا من عالم آخر، بل هم من أبناء المملكة ومن صميم نسيجها الاجتماعي، شأنهم في ذلك شأن إخوانهم في الأمانات والبلديات، لكن الفرق شاسع بين منتجات هؤلاء وهؤلاء، فالقسم الأول يقدم أحياء نموذجية تثري الوطن والمجتمع، والثاني يقدم أحياء متهالكة تمثل عبئاً وخطراً على الوطن والمواطن، ولا أجد تفسيرا لهذا كله سوى رسوخ ثقافة ومعايير الجودة عند فريق، وانعدامها أو إهمالها عند الفريق الآخر، مما مكن شركة أرامكو النفطية من أن تكون مدرسة تقدم فنون التطوير العقاري لمن أراد أن يقدم عملا مميزا لوطنه. *العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة تمكين