يعود منتخب انجلترا للمشاركة في النهائيات الاوربية بعد غياب عن النسخة السابقة كلف المدرب السابق ستيف مكلارين وظيفته مباشرة بعد خسارته مباراة الحسم حينذاك امام كرواتيا. يدخل الانجليزي النهائيات الاوربية وليس في جعبته تاريخ متميز عدا طبعا حضوره شبه المتواصل في تلك النهائيات ولكن دون حتى بلوغ المباراة النهائية مرة واحدة خلال مشاركاته الممتدة من سبعينيات القرن الماضي. لم يخسر الانجليزي ايا من مبارياته التمهيدية حاله حال الكثير من تجاربه السابقة لكن مباراته الاخيرة في التصفيات امام الجبل الاسود قد تكلف المنتخب غاليا فتداعيات تلك المباراة سيدفعها الهجوم الانجليزي الذي سيحرم من خدمات مهاجمه واين روني الموقوف مباراتين رسميتين دوليتين بسبب اعتدائه غير المبرر على احد لاعبي الجبل الاسود وحصوله على البطاقة الحمراء حينها. يدخل الانجليزي النهائيات الاوربية مزهوا بنجوم يلعبون في اقوى دوري في العالم حسب رأي الكثير من المراقبين ويمثلون اندية نجحت هذا الموسم في ترك بصمتها واضحة على كؤوس ودروع محلية وحتى قارية والسؤال الذي يطرح نفسه دائما لماذا الاندية الانجليزية تحصد الألقاب ولا يملك المنتخب الانجليزي سوى لقب يتيم؟. الانجليز يتطلعون لكتابة تاريخ جديد مع كأس الأمم الأوروبية ليس مرجحا ان تلعب الارض لصالح الانجليز اطلاقا وهذه الحقيقة لطالما بعثرت اوراق الانجليزي رغم الأسماء الكبيرة التي يضمها في صفوفه وهذا الصيف الحال لا يختلف اطلاقا. أقوى لاعبي خط الوسط في الدوري الانجليزي يزينون تشكيلة المنتخب الذي سيقوده العائد من الاصابة ستيفن جيرارد الذي غاب تقريبا نصف الموسم لكنه استعاد لياقته سريعا وشهيته على التسجيل من تسديداته البعيدة فحظي بثقة المدرب الجديد الذي كان قد دربه يوما ما عندما اشرف على ليفربول قبل موسمين. يستقر الانجليزي سابعا في التصنيف الشهري الذي يُصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم رغم خسارته مباراته الودية امام نظيره الهولندي قبل اشهر اربعة بثلاثة اهداف لهدفين في لقاء لم يكن المدرب الحالي روي هدجسون حاضرا فيه بل انه لم يكن حينها المدرب حيث لم يتم تعيينه الا قبل اربعين يوما من بدء النهائيات. يلعب منتخب انجلترا آخر مباراة ودية له قبل بدء النهائيات على ملعب ويمبلي في العاصمة لندن في الثاني من الشهر المقبل عندما يستضيف منتخب بلجيكا وقد تشهد تلك المباراة محاولة تجربة بناء هجوم انجليزي لا يعتمد على الطريقة التقليدية في اعتماد الموقوف روني كرأس حربة وهنا تحديدا قد يكون البديل العملاق اندي كارول هو مفتاح اللعب حيث يكون الاساس الكرات الطويلة العالية والرهان ان يقتنصها كارول اهدافا تماما مثلما كان الرهان قبل ثلاثين عاما على مارك هاتلي ومؤخرا على بيتر كراوتش. رغم خوضه مبارياته في الدور الاول على الارض الاوكرانية فان المنتخب الانجليزي سيستقر في مركز تدريبي تم تحديثه خصيصا للمنتخب يقع في منطقة كراكوفا الجبلية البولندية المعروفة بعياداتها الطبية العالية الجودة. كثير من لاعبي المنتخب الانجليزي يثنون على المدرب هدجسون ويؤكدون علانية انه مستمع جيد خصوصا اذا ما قورن بسلفه الايطالي فابيو كابيللو وهذه الخاصية بالتأكيد اكسبت هدجسون احتراما كبيرا ضمن صفوف المشجعين الذين من المرجح غيابهم على الاقل في الدور الاول بسبب الأجواء العدائية التي يوفرها الجمهور الاوكراني المتعصب بصورة عامة تجاه الأجانب فكيف الحال بالانجليز الذي طالما عرف عنهم الشغب واثارة المشاكل خصوصا عندما يكون منتخب بلادهم الطرف الخاسر. رغم المصاعب الفنية التي تحيط باستعدادات الانجليزي فإن اخفاقه في بلوغ الدور الثاني سيكون بلا شك مفاجأة وتجاوزه الدور الثاني بنجاح سيكون مفاجأة اكبر .