تشرفت بتلقي دعوة لحضور حفل تخريج الدفعة الخامسة من مبتعثين و مبتعثات في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي. و قد كان حفل التخرج أقرب إلى كرنفال علمي و إجتماعي و توظيفي, حيث استمر الاحتفال لمدة ثلاثة أيام. و كان الحضور بالآلاف. و يبلغ عدد المبتعثين إلى أمريكا 76 ألفا من الجنسين و حوالي 2000من المرافقين. و ما شد انتباهي عندما كنت أتابع البرنامج هو التمسك الواضح لأبنائنا و بناتنا بدينهم و تقاليدهم. فقد رأينا المبتعثين و قد جعلوا سجادة الصلاة في الجامعات الامريكية هي عنوانهم. و كانت المبتعثاث تلبسن النقاب و الحجاب بكل ثقة و هن مرفوعات الرأس. و رأينا كيف أصبح السعوديون و السعوديات خير سفراء لبلادهم. رأينا كيف استطاعت مبتعثة سعودية عمرها 21 سنة ترك بصمة في جامعة (ييل). و رأينا الطبيب السعودي المبتعث و هو يشرح لنا اكتشاف أسباب و طريقة علاج أكثر الأمراض انتشارا و هو مرض (الزهايمر). رأينا كيف أبهر طلبتنا المبتعثون العلماء في جامعة (هارفارد) بتفوقهم. و الشيء الجميل هو عدد المتفوقين و المتفوقات أثناء الجولة التي قمنا بها برفقة سعادة الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى في معرض الطلبة المتفوقين. فقد رأينا إنجازات في جميع العلوم. طبية أو علمية. رأينا كيف استطاعت مبتعثة سعودية عمرها 21 سنة ترك بصمة في جامعة (ييل). و رأينا الطبيب السعودي المبتعث و هو يشرح لنا اكتشاف أسباب و طريقة علاج أكثر الأمراض انتشارا و هو مرض (الزهايمر). رأينا كيف أبهر طلبتنا المبتعثون العلماء في جامعة (هارفارد) بتفوقهم. في الحفل ضرب طلابنا وطالباتنا أروع مثال في الوطنية. رأينا و سمعنا أحاديثهم الجميلة عن مليكهم و ولي عهده و أطربونا و أسعدونا بتمثيل بلادهم أحسن تمثيل لوطنهم. و قد كان جميلا أن نرى الحضور اللافت في حفل التخرج من جميع القطاعات الحكومية و القطاع الخاص ليروا بأنفسهم ما هي قدرة الشاب أو الفتاة السعودية. و الآن جاء دور المؤسسات الحكومية و الشركات. إن عدد 6000 خريج و خريجة من أعرق الجامعات في العالم عدد صغير بالنسبة لسوق العمل السعودي. و لا بد من استيعاب المبتعثين. و لا يوجد أي مانع من المضي في إيجاد تدريبات و دورات إضافية لكي يشقوا طريقهم في حياتهم العملية و يساهموا في بناء هذا الوطن. و إذا كان هؤلاء المبتعثون و المبتعثات قد أبدعوا في جامعات أمريكية عريقة فلا بد من أن يكون لديهم القدرة على العطاء. فشكرا لكل من ساهم في نجاح برنامج التخرج و شكرا لمن قدم يد العون لأبنائنا و بناتنا في غربتهم. و يستاهل شبابنا و فتياتنا. فيكفي أن عنوانهم في الغربة هو سجادة الصلاة.