في كل مرة ومع نهاية كل موسم رياضي نكتشف بأننا استهلكنا طاقاتنا وأدواتنا وإمكانياتنا دون أن نساهم في تغيير ما يمكن تغييره سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات أو كل ما يتعلق بكرة القدم السعودية ، فالإخفاقات مستمرة والتعصب كذلك مستمر وظلت الخيبة تجر الأخرى حتى ودعنا موسم 2012 دون أن نحقق أي إنجاز يذكر . مشاهد متكررة.. وطقوس متنوعة .. وأحداث متسارعة .. وظروف حرجة عاشها موسم 2012 والذي شهد اكبر قدر ممكن من المشاهد المتنوعة، منها التراجيدي والدرامي والكوميدي كذلك ، وعلى هذا الأساس كانت المحصلة النهائية مزيدا من الاضطرابات ومزيدا من المشاكل ومزيدا من الفوضى والارتباك، وكل تلك المشاهد والفصول كانت تمارس تحت مسمى ( تنافس شريف) . - في موسم 2012 .. لم يتغير شيء .. فلا صوت يعلو على أصحاب الكاش ، ولا سطوة الا لمن يمتلك الملايين ولا قوة الا لمن يكثر من الصياح في الليل والنهار ، ولم يكن لاصحاب ( الملاليم ) فرصة ليقولوا كلمتهم في حضرة أصحاب رؤوس الأموال حتى اصبحت المنافسة مقسومة بين فئتين كان فيها الأغنياء هم الأقوى وهم الأفضل وهم الأجمل والأقدر على تحقيق البطولات ،بينما ظل الفقراء يحاكون أنفسهم لتحقيق طموحات متواضعة لا تتعدى ( البقاء )، والبقاء فقط بين الأغنياء. وفي موسم الاخفاقات ..سقط المنتخب السعودي ( ولم يُسمِّ عليه أحدٌ ) فظل يتلقى الصفعات من كل ( هب ودب ) حتى اصبح أشبه بالجثة الهامدة التي عبث بها ( المخرِّبون ) ، فضاعات الآمال وتبخرت الاماني والاحلام وأصبحت ( مجرد كلام ) ، وظل الواقع يرثي حال هذا المنتخب والذي أصبح بين ليلة وضحاها منتخبا بلا طعم ولا رائحة ولا لون . في موسم 2012.. نال المحلِّلون عبر القنوات الفضائية حصة الأسد من كعكة الشهرة المحلية والعربية، عندما ظلوا (يسرحون ويمرحون) في استوديوهات القنوات الفضائية وفي نفس الموسم .. استقال رئيس اتحاد الكرة وغادر موقعه سريعا بينما بقيت أدواته تمارس عملها في هذا الاتحاد وكأن شيئا لم يحدث ، فاللجان المتخبطة واصلت عملها والإدارات المعنية بالفشل ظلت تمارس هواياتها والقرارات الارتجالية والمتسرعة لا تزال تسيطر على المشهد الرياضي ، والفكر القديم بات يتحكم في التوجه العام لهذا الاتحاد وبصلاحيات مضاعفة ، ومع كل ذلك نضحك على أنفسنا ونأتي لنقول إن اتحادنا المؤقت هو من يحمل طموحا لاستعادة الأمجاد التي ذهبت مع من ذهب . - في موسم 2012 .. ما زلنا نتكلم عن مدربين وطنيين وأهمية وجودهم فعليا في الأندية المحلية ،بينما معظم هؤلاء المدربين وعلى أرض الواقع أثبتوا وبما لا يدع مجالاً للشك بأنهم لا يمتلكون الأساسيات التي تتيح لهم قيادة فِرَقٍ تتطلع للمنافسة ، ولو استثنينا اسماً او اسمين من هؤلاء ( الوطنيين ) ،سنجد أن البقية الباقية كانت مجرد تكملة عددٍ ومدربين بلا فِرق تحتضنهم وتثق فيهم. -في موسم 2012.. نال المحلِّلون عبر القنوات الفضائية حصة الأسد من كعكة الشهرة المحلية والعربية، عندما ظلوا ( يسرحون ويمرحون ) في استوديوهات القنوات الفضائية ، وكانت المحصِّلة النهائية مزيدا من الصراخ والشتائم و( الكلام البطّال ) ومزيدا من التشكيك والتعدي والدخول في ذِمم الناس بلا أدلة او براهين ، ولذلك اثبت هؤلاء بانهم هم من يصنعون القرارات وهم من أخّروا تطور رياضتنا. وفي الموسم الطويل جدا .. آهات كثيرة وأمنيات خجولة بأن يتغير الواقع وتعتدل الظروف كي نقدِّم أنفسنا بثوب جديد ومختلف في سنوات مقبلة ، وإلى أن نلتقي في مواسم جديدة ف (كل موسمٍ طويل وأنتم بخير ). وعلى المحبة نلتقي. [email protected]