كم تمنيت لو أن كلمات (الصبي البدوي) التي أحدثت صدى هائلا لدى الآلاف من طلبة جامعة لاهاي الأمريكية منذ أيام، كم تمنيت لو أنها ألقيت على مسامع طلابنا في الجامعات السعودية لعل أثرها ووقعها ينعكس على مسيرة ومستقبل أبناء الوطن ، إنها «سعودة «التجارب إن شئتم. (الصبي البدوي) كما وصف نفسه وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قدم لطلاب تلك الجامعة الأمريكية خلاصة تجربته وحياته المهنية التي إستمرت لأكثر من ثلاثين عاما كقيادي لقطاع النفط السعودي نصفها قضاها كرئيس لشركة أرامكو السعودية ونصفها الأخير واضعا لسياسات النفط الوطنية كوزير للبترول والثروة المعدنية. استحضر النعيمي كل ما أسعفه من مواقف و(عبر) عبر تاريخه المهني ليقدم الوصفة الملهمة من وجهة نظره حين استحضر كلمات ألبرت أينشتاين الذي قال « الخيال أكثر أهمية من المعرفة». لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل مسيرة الوزير النعيمي أحد الإداريين والمهنيين العصاميين على المستوى الوطني، إن استنساخ هذه التجربة الفريدة من نوعها لا يتحقق دون معرفة الخصائص والمهارات التي تجند بها «الصبي البدوي» فكان ثالوث»الذكاء والمثابرة والشغف» سببا في بزوغ نجمه ، ومع ذلك فقد سعى دائما للتغيير وإحداث الفرق، وصولا إلى كشفه لطلاب لاهاي للمزيج المثالي لشخصيته إنطلاقا من مرحلة الوظيفة حيث الهدف «لقمة العيش»، مرورا بمرحلة المهنة حيث الهدف «التقدم والإنجاز»، وصولا إلى مرحلة الرغبة المجردة في الإنجاز. ولا يتحقق ذلك أبدا دون إلتزام استحضر النعيمي كل ما أسعفه من مواقف و(عبر) عبر تاريخه المهني ليقدم الوصفة الملهمة من وجهة نظره حين استحضر كلمات ألبرت أينشتاين الذي قال « الخيال أكثر أهمية من المعرفة». ورغبة حقيقيين . وغير بعيد عن تجربة النعيمي ، كان رئيس سابك محمد الماضي وفي ذات الأسبوع متحدثا أمام خريجي جامعة كلورادو ، «مصادفة عجيبة» لكنها كشفت جانبا من الرؤية التي يتكئ عليها أحد أبرز الإداريين السعوديين في بناء تجربة لا يستهان بها أوصلت شركته لتكون إحدى أبرز الشركات على مستوى العالم، فحديثه على التعلم المستمر ومصارعة التحدي كان أمرا ملهما!! برأيي فإن الطلاب والطالبات في السعودية (أحق) بإقتفاء أثر تلكم التجارب والخبرات المتراكمة من طلاب أي دولة أخرى ، ولعلي لا ألوم وزير البترول ولا رئيس سابك في تواجدهما بهذين الحدثين ، بل إنني ألوم مؤسساتنا التعليمية في تجاهل مدرستين من مدارس الإدارة والإنجاز دون أن تنقل معارفهما إلى شباب وشابات الوطن، وعلى رأي الوزير النعيمي :» المعرفة بحد ذاتها ليست مهمة، المهم هو ما نصنعه بالمعرفة». تويتر: @Alyamik