أكد عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهوية أن حركة التغيير في العالم العربي تسير في اتجاه واحد. سوف يحدث تغيير إن عاجلا أو آجلا وسوريا تقع في قلب المنطقة وما يحدث فيها يؤثر في دول كثيرة والحركة فيها لها تأثيرات وإشعاعات. وأوضح أن البلاد تحتاج إلى جهد شاق خلال المائة يوم الأولى من عمر الرئاسة وأن نعيد النظر في كل الأمور التي تهم المواطن وعلى رأسها الأمن والتعليم والصحة والبيئة والصناعة وكل هذه الخدمات يجب أن تبدأ بالتوازى، وقال : مشكلة الأمن مشكلة أساسية يرتبط بها الاقتصاد وأن مشكلة الأمن ثقافة وسياسة. «اليوم» التقت مع عمرو موسى، وكان الحوار التالي: الأصلح من الرئيس الأصلح لمصر في هذه الفترة ؟ إن الرئيس الأصلح لمصر في هذا التوقيت هو رجل دولة ذو توجه ليبرالي قومي ما سيوجد نوعا من التوازن بين الأغلبية البرلمانية (كسلطة تشريعية) وبين الرئيس (كسلطة تنفيذية). إن الشعب لا يريد الرئيس الذي يأتي كي يتعلم أولا متطلبات هذا المنصب، ثم يكمل باقي مدته، وإنما هناك حاجة إلى رجل دولة معروف جيدا لدى الشعب ويحظى بتأييد الأغلبية. أسرع وقت في حال فوزك بمقعد الرئيس.. ماذا تفعل ؟ سوف أبذل قصارى جهدي بدعم من أغلبية الشعب المصري بما في ذلك حقوق المرأة وتحديث مصر وإعادة بنائها وإعادة العلاقات مع سائر دول العالم وأن مصر لديها فرصة سانحة لتحقيق ذلك الآن أفضل من ذي قبل. نحن أمام تحد كبير لإعادة بناء مصر وهذا رهان كبير سوف نقوم به بإذن الله وسوف تعود مصر الكبيرة وليس أمامنا إلا أن نتقدم للأمام وننبذ كل ما نستطيع. آن الأوان أن تتحول مصر من القهر والديكتاتورية إلى الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ولو حالفني الحظ ونجحت في انتخابات الرئاسة سأسعى جاهدا نحو إعادة الأمن بأسرع وقت وإعلاء كلمة القانون بعد حالة التردي التي شهدتها مصر وانهيار خدماتها. إن ذلك هو التحدي الأكبر الآن أمام الجميع من أجل البناء واستعادة قوة مصر ونفوذها، وإننا سوف ننجح في ذلك ونعيد مصر إلى ريادتها بالاعتماد على الكوادر الشبابية وأهل الخبرة. إن البلاد تحتاج إلى جهد شاق خلال المائة يوم الأولى من عمر الرئاسة وأن نعيد النظر في كل الأمور التي تهم المواطن وعلى رأسها الأمن والتعليم والصحة والبيئة والصناعة وكل هذه الخدمات يجب أن تبدأ بالتوازي. سوف نهزم المخاطر التي نعيشها والمخاوف التي تراودنا على مصير بلادنا، وسوف ننجح في إعادة بناء بلادنا طالما وقفنا معًا صفًا واحدًا والانطلاق إلى الأمام على طريق الديمقراطية وبناء الدولة الوطنية الدستورية الحديثة. وأوضح أن البلاد تحتاج إلى جهد شاق خلال المائة يوم الأولى من عمر الرئاسة وأن نعيد النظر فى كل الأمور التى تهم المواطن وعلى رأسها الأمن والتعليم والصحة والبيئة والصناعة وكل هذه الخدمات يجب أن تبدأ بالتوازى. نحو المستقبل ماذا عن احتياجات الشعب المصري في المرحلة المقبلة وواجبات الرئيس القادم ؟ إن النظام السابق ترك البلاد في وضع لا تحسد عليه، والإحصائيات والمؤشرات عن معدلات الفقر والجهل والبطالة مقلقة للغاية، لذلك فإن الشعب المصري في حاجة إلى من يرى فيه الجدية وأن يكون معروفا وله تجارب سابقة وأن يكون لديه قدرة على مخاطبة الشعب والشعوب الأخرى في المنطقة وفي العالم بأكمله ويستطيع أن يقود المسيرة نحو المستقبل. استقرار الأوضاع ما النظام الذي سوف تقوم عليه عندما تصبح رئيسا ؟ - أنا مع النظام الرئاسي وأرى أن المرحلة تحتاجني وهناك فرق بيني وبين الديكتاتوري، وأتقبل النظام الرئاسي البرلماني، وأرى أن الساحة السياسية لم تنضج وتتكون أغلبية ومعارضة، ولم تكتمل الأرضية المناسبة لإنتاج النظام البرلماني خصوصا مع الانفلات الواضح في البلد الذي يحتاج لسلطة الرئيس وممكن اضافة أحكام انتقالية تتيح تعديل الدستور في مدة الرئيس الثالث مثلا بعد استقرار الأوضاع ونضوجها. دول كثيرة ما رأيك في حركة التغيير بالعالم العربي ؟ حركة التغيير في العالم العربي تسير في اتجاه واحد، وسوف يحدث تغيير إن عاجلا أو آجلا وسوريا تقع في قلب المنطقة وما يحدث فيها يؤثر في دول كثيرة والحركة فيها لها تأثيرات وإشعاعات. الدور المحوري ما أبرز نقاط برنامجك الانتخابي؟ معالجة الخلل المجتمعي في ظل السياسات الخاطئة في الفترة الماضية، وأهمية تغيير شكل السياسة الخارجية وتحسين صورة المواطن المصري في الداخل والخارج عبر الارتقاء بعمل السفارات المصرية واستعادة الدور المحوري والمهم الذي كانت تقوم به مصر باعتبارها الدولة الرائدة الأولى في العالم العربي، ورؤيتي لمستقبل مصر ولجمهوريتها الثانية كما عبرت عنها في برنامجي الانتخابي تتمثل في دولة قوية فتية تضم أبناءها مسلمين وأقباطا رجالا ونساء بلا تمييز أو تهميش أو إقصاء وتقضي على الفقر عدونا الأول وتكسر الحلقة المفرغة للبطالة والأمية والمرض ويأمن فيها كل مواطن على حياته ورزقه ومستقبل أولاده واقتصاد يحقق عدالة اجتماعية تضمن أن ينعم الجميع بخيره من خلال برنامج إمكانية تجاوز الأزمة الحالية في مصر للوصول إلى مصر جديدة مزدهرة آمنة نشيطة ومتحركة ومبادرة مع رئيس لديه الرؤية والبرنامج للتحرك بمصر إلى الأمام ولديه القدرة والإرادة لإنجاز هذه المهمة، وأرى مصر دولة يتحقق فيها العدل ويجتث فيها الفساد من جذوره وتصان كرامة المواطن وحقوق الإنسان وتقوم على شؤونها حكومة تخدم الشعب ويراقبها الشعب ويحاسبها. دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الحياة السياسية المصرية بعد انتخاب الرئيس ؟ إنه بعد تنصيب الرئيس الجديد في الثلاثين من يونيو المقبل فإن السلطة سوف تنتقل بالكامل من المجلس العسكري إلى الرئيس الجديد، والرئيس القادم سيكون رئيسا مدنيا لا عسكريا وحينما يتم تسليم السلطة إليه فسيكون هو الرئيس الحاكم وسيكون هو المسئول عن جميع شئون الحكم وإدارة البلاد وطبيعة النظام الحاكم لن تكون كما كانت من قبل. قبول فكرة وعن العلاقات المصرية الإسرائيلية في حال فوزك بمقعد الرئاسة ؟ لابد من احترام اتفاقية السلام التي تم توقيعها بين مصر وإسرائيل وهذا الاحترام لابد أن يكون من الطرفين، ومع ذلك يختلف مع العديد من أوجه السياسة الإسرائيلية وبخاصة السياسة التي تتبعها إسرائيل إزاء أبناء الشعب الفلسطيني وقبول فكرة أن تكون هناك دولة فلسطينية وتعامل إسرائيل مع قضايا الاحتلال والاستيطان وما شابه. تحقيق السلام وما قولك عن العلاقات المصرية الأمريكية؟ إن مصر في حاجة إلى أن تكون علاقتها بالولاياتالمتحدة على أحسن ما يكون وأنه لا يؤيد أية مغامرات سياسية يمكن أن تؤدي إلى أي تدهور في العلاقات بين البلدين، وأن ما تنشده مصر من الولاياتالمتحدة في الوقت الراهن هو أن تسعى القيادة الأمريكية نحو تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة السعي لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. قضية عادلة وعن القلق الإسرائيلي من صعود نجمك كرئيس لمصر ؟ إسرائيل لا ترغب في أن يتولى رئاسة مصر شخص يدرك القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. كما لا ترغب في شخص يستطيع أن يقول: لا، وحينما يقول: نعم تكون وفقا لشروطه وليس لشروط مفروضة عليه من قبل أطراف أخرى، وعلينا اتباع سياسة متزنة في المنطقة. إننا نريد أن نعيد بناء وطننا وهذه أولوية، لكن ذلك لا يعني أننا سنتخلى عن الفلسطينيين، فلديهم قضية عادلة لها صلة وثيقة بالأمن القومي المصري. جيل جديد ما دور الشرطة في تأمين وحماية الشعب؟ - الشرطة مهمتها حماية وتأمين الشعب وليس قهره لحساب النظام ، ولابد ألا يسمح الأمن بفرصة لانتشار البلطجة وعودة الشرطة من خلال إعادة تأهيل أقسام الشرطة المحروقة والمهدمة وقيام رجال الشرطة من خلالها، ولابد أن يؤدي كل هذا إلى احترام الشرطة مرة أخرى، بالإضافة إلى احتياج الشرطة الى جيل جديد ثوري يتفهم دور الشرطة الحقيقي في الشارع المصري. خدمة الشعب كيف نعيد الأمن للمواطن المصري؟ مشكلة الأمن مشكلة أساسية يرتبط بها الاقتصاد وأن مشكلة الأمن ثقافة وسياسة، لأن الأمن هو فكر النظام ولابد ان يكون الأمن هو أمن المواطن والبلاد وليس أمن النظام. والمواطن يريد أن يعرف أين نحن ؟ أود أن أقول: إننا يجب أن نبدأ الحكم الجديد بإعادة الأمن للمواطن وعلى الشرطة أن تقوم بواجبها وهي بدأت وعليها إعلاء شعارها في أن تكون في خدمة الشعب وليس تعذيبه وعلى الشعب مبادلتها ذلك بالاحترام، وأن نقل السلطة لحكم مستقر منتخب يلبي مطالب الثورة ويحقق الاستقرار والأمن ويضمن إعادة البناء واستدعاء الاستثمارات وطمأنة المستثمرين وتحقيق العدالة الاجتماعية. ضرورة ضبط وهيكلة الأجهزة الأمنية بأقصى سرعة حتى تكون في خدمة الشعب وحفظ أمنه وحماية سلامته. أمن البلاد ماذا عن تصورك تجاه دور القوات المسلحة خلال المرحلة الانتقالية ؟ إن القوات المسلحة وقفت موقفًا وطنيًا ولولا ذلك لما نجحت الثورة، ونستطيع أن نتفق أو نختلف مع إدارة الأمور في المرحلة الانتقالية ونحن على بعد أسابيع قليلة من نقل السلطة للرئيس المدني المنتخب وعودة الجيش الى ممارسة مهامه في حفظ أمن البلاد بعيدًا عن الحكم ليبدأ التاريخ في تقييم كل ما حدث سواء من أصاب أو أخطأ. الأحوال الشخصية ما تعليقك على المناظرة التي تمت بينك وبين أحد رموز الاخوان؟ لست استغرب من مناظرة أحد رموز الاخوان لأن هناك ثورة في مصر وأنا مؤمن بأنها أنهت وضعا كانت فيه مصر خاملة وأتت الثورة وأعطت عنفوانا مختلفا، ونحن جميعا مسلمون ولدينا جميعا قاعدة ثقافية أساسها الإسلام، وإنني مؤمن بالمادة الثانية من الدستور التي تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع وهي تطمئني من ناحية التشريع وتطمئن أيضاً شركاءنا في الوطن بإضافة الاحتكام إلى شرائعهم في الأحوال الشخصية. غير مقبول هل هناك خلاف بينك وبين مرشحين إسلاميين؟ عدم وجود مكان للمزايدة بالشريعة، لأننا كلنا مسلمون ولا يعقل أن يقال صوت لفلان كي تدخل الجنة هذا غير مقبول وهناك منافسة بيني وبين مرشحين إسلاميين وليس هناك عداء وأنه لا توجد لديه حساسية تجاه الإخوان، بل على العكس فقد دعيت لافتتاح المقر الجديد لهم والتقيت بالمرشد العام. كرامة المواطن ما المشكلة الأولى في مصر؟ - الفقر ولقمة العيش هما المشكلة الأولى في مصر ويتوازى معها كرامة المواطن وضرورة التقدم واستعادة القوة والعزة والكرامة المصرية وأن شعار حملته «إحنا أد التحدي» المقصود به المصريين جميعا.
أرفض بشدة رؤيتك المستقبلية تجاه الإعلام الحكومي عند فوزك رئيسا للجمهورية؟ الإعلام يجب أن يكون في خدمة الناس وليس لسانا للحكومة والحزب الحاكم وأنا مع وجود قناة حكومية واحدة تذيع أخبار الدولة فحسب، وأرفض بشدة وجود ما يسمى الإعلام الحكومي وما يمثله من توجهات حكومية بعيدا عن الشعب ومخاوفه واهتماماته.
مناخ عمل ما خطتك لتطوير الصناعة في مصر ؟ هناك أوضاع تبعث على القلق يقابلها تفاؤل كبير بالمستقبل وفرص لإعادة البناء وعلاج التراجع الحادث ومصر ستعود للموقع الذي بلغته سنوات التقدم والنفوذ، والصناعة ستتيح فرص العمل والتقدم التكنولوجي وتغيير المجتمع وتطويره وهي معبرة عن حضارة الدولة وجودتها ومصر في حاجة إلى صناعة تحقق تراكم الثروة والقيمة المضافة وليس تحقيق الربح السريع، وضرورة التزام الدولة برعاية الصناعة وليس الحماية والنص على ذلك تشريعياً وتهيئة مناخ عمل سليم وصحي لأطرافها لتنمو في إطار مطمئن، ومصر خرجت من حالة إحباط، ويجب أن تكون هناك أولوية لرعاية الصناعة، ومحافظة السويس يجب أن تكون منطقة صناعية وتجارية ضخمة خاصة أنها أهم ممر مائي مع ضرورة البدء بمشروع إعادة تأهيلها وتطويرها لتصل لأهم مناطق الصناعة الملاصقة للخدمات البحرية.
العدالة الاجتماعية ما الدستور الجديد من وجهة نظرك ؟ إن الدستور الجديد لابد أن يعبر عن إرادة الشعب مع ضرورة مساهمة جميع فئات المجتمع في وضعه والاستفادة من الطاقات المعطلة ومواجهة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وجذب الاستثمارات الوافدة لدعم الاقتصاد الوطني. سارية المفعول ما موقفك من اتفاقية كامب ديفيد ؟ - اتفاقية كامب ديفيد اتفاقية إطارية وأصبحت جزءا من التاريخ ومعاهدة السلام جزء من الاتفاقيات الدولية وهي اتفاقية مصرية إسرائيلية سارية المفعول ونحن سنحترمها، لكن بقاءها مرتبط باحترام الطرف الآخر لها.