أوصى مجلس إدارة اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالمنطقة الشرقية (تراحم) في اجتماعه الثاني للعام الجاري الذي عقد مؤخراً, بتشكيل المجلس التنفيذي, وتكوين فريق بناء الخطة الاستراتيجية للجنة تراحم, والسعي في إيجاد مقر دائم للجنة, عوضاً عن المبنى المستأجر حالياً. وأوضح رئيس مجلس إدارة لجنة تراحم بالمنطقة الشرقية عبدالله بن محمد آل سليمان, أن اللجنة تعاني الكثير من العقبات في طريقها بسبب ضعف الدعم المادي من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية, مشيراً إلى أنها في أمسّ الحاجة إلى مقر يلبي احتياجاتها التي تقدمها لأسر السجناء. ورداً على سؤال، قال آل سليمان: «المقر الحالي عبارة عن فيلا صغيرة جداً ويبلغ إيجارها 45 ألف ريال سنوياً، بدعم شخصي, ويأتي هذا الدعم الذاتي دعوة محفزة لرجال الأعمال وبعض الشركات الكبرى التي تشارك بعضوية اللجنة مثل شركة أرامكو السعودية». مبيناً أن اللجنة تسعى بشتى الطرق لتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسر السجناء من خلال وضع خطط مستقبلية لخدمات اللجنة، حيث أن «اللجنة تهدف إلى زيادة الدعم المادي للفرد الواحد في الأسرة وتنميته فكرياً وتربوياً خصوصاً أن بعض هذه الأسر تحتاج إلى من يتولى حمايتهم ويلبي احتياجاتهم خلال فترة غياب عائلهم, لذلك لا بد من تعاون كافة أبناء الوطن في مد يد العون في مساعدة هذه الأسر المحتاجة من خلال اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم». من جانبه, قال المدير التنفيذي للجنة تراحم بالمنطقة الشرقية الدكتور خالد السبتي: إن «الاجتماع ناقش أعمال اللجنة في الفترة الماضية ،ومنها افتتاح مكاتب للتعقيب على معاملات السجناء بشعبة إصلاحية الدمام, وكذلك سجن محافظة الأحساء, وتعيين موظفين بهذه المكاتب التي تقوم بالتعقيب على معاملات السجناء لدى الجهات ذات العلاقة مما له علاقة بالنظر في قضايا السجناء وأسرهم», مشيراً إلى أن العمل جارٍ لافتتاح مكتب متابعة بسجن محافظة حفرالباطن. وأضاف السبتي: «من ضمن الأعمال المنجزة أيضاً افتتاح القسم النسائي للّجنة برئاسة الدكتورة هناء سنبل لتسهيل ومتابعة الاحتياجات النفسية والمادية لأسر السجناء, كما تم إبرام عدد من اتفاقيات الشراكة الاجتماعية مع بعض الجهات الحكومية والخاصة ،ومنها توقيع اتفاقية مع بنك الجزيرة لتمويل مشاريع الأسر المنتجة, وتوقيع اتفاقية مع معهد الأعمال الوطني (ريادة) لتدريب وتمويل السجناء المتوقع الإفراج عنهم قريباً والمفرج عنهم وأسرهم». لافتاً إلى أنه جرى تدريب 14 شخصاً من المفرج عنهم على كيفية اختيار مشاريعهم ودعمها, وإدراج جميع أسماء أبناء السجناء (بنين وبنات) في برنامج (تكافل) لدى إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية. مبيّناً أن مجلس الإدارة استعرض في اجتماعه برامج اللجنة الأخرى ومصروفاتها والخدمات التي قُدِّمت للأسر المستفيدة من خدمات اللجنة, والمتمثلة في (السلة الغذائية الشهري لجميع الأسر, وبرنامج الإيجارات, وتسديد فواتير الكهرباء, والحقيبة المدرسية, والسلة الكسائية, والدراسات والبحوث, وضم حالات جديدة), كما تم أيضاً استعراض الموارد المالية والتبرعات العينية الواردة للجنة, والأنشطة التوعوية والندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية التي أقامتها اللجنة وشارك بها عدد من الدُّعاة والشعراء خلال هذه الفترة. وأضاف السبتي: «ناقش رئيس اللجنة جدول الأعمال ومن ذلك توسيع قاعدة أعضاء مجلس الإدارة، وخصوصاً من رجال الأعمال وممثلي الجهات الداعمة من الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية لدعم مسيرة اللجنة في جميع برامجها, وتطبيق فكرة الداعم الدائم ،وأبدى عدد من الأعضاء من رجال الأعمال وعلى رأسهم رئيس اللجنة استعدادهم ليكونوا داعمين دائمين للجنة». يشار إلى أن اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالمنطقة الشرقية (تراحم) تُعدّ إحدى فروع الأمانة العامة لرعاية السجناء بالرياض التي تم ترخيصها عام 1421ه, حيث يبلغ عددها 15 فرعاً في المملكة بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية. وتستهدف اللجنة كلاً من (أسرة السجين, والسجناء المفرج عنهم, والسجناء داخل السجن), حيث أنها تقدم مساعدات مادية وتربوية لأسرة السجين مثل التكفّل بدفع الإيجارات والمساعدات الغذائية وتسديد الفواتير عنهم والاستشارات الأسرية والملتقيات التربوية التي تُسهِم في ارتفاع نسبة الوعي لدى السجناء وأسرهم. كما خصّصت اللجنة قسماً خاصاً لخدمة السجناء في الدوائر الحكومية، ويبلغ عدد الأسر المستفيدة من الجمعية قرابة 330 أسرة على مستوى سجون المنطقة الشرقية.