يبدو انه بعد مرور عدة سنوات من الآن سنكتشف ان شركة أبل العملاقة تطبق نهجا اداريا حديثا ومغايرا عما نحن تعودنا ان نشاهده في محلات التجزئة الكبرى ، وخلال الاسبوع الماضي زرت عدة فروع لشركة ابل في العاصمة الامريكيةواشنطن وغيرها من الولاياتالامريكية، وفي عدة اوقات مختلفة واللافت للنظر دائماً هو العدد الكبير الذين يزورون المحلات من عملاء شركة ابل يقابلهم تقريبا نفس العدد من من موظفي شركة ابل، ورغم الانتظار لفترات متفاوتة والحديث مع موظفين مختلفين من خدمة العملاء او البائعين المتجولين في اغلب مساحات المحل ، الا انني لم أرصد حالة او أشتبه بحالة تذمر من احد عملاء أبل في الفترة التي قضيتها هناك. ومع اختلاف طلبات عملاء أبل واختلاف سبب الزيارة للمحل، الا انك لا تشعر باختلاف التعامل فلا احد يستطيع ان يفرق بين البائع والمدير وفني الصيانة والكاشير، حيث لا توجد اقسام داخل المحل مخصصة لهؤلاء فجميع موظفي أبل يتجولون وينهون كافة الخدمات في محل وقوف العميل في المحل ، والسؤال المطروح هل أبل يعمل على ابتكار طرق جديدة للبيع تتماشى مع ابداعات شركة أبل المتواصلة ، خاصة اذا علمنا ان اجهزة الكاشير بأبل هي اجهزة اي فون بخصائص الكاشير ، وأجهزة متابعة طلبات العملاء هي من اجهزة الاي بود وأجهزة متابعة طلبات المواعيد والصيانة هي من اجهزة الاي باد . عند كتابة هذه السطور ، لم يكن المقصود هو التسويق للشركة العملاقة أبل ، فهذه الشركة غنية جداً عما اكتبه لكم ، ولكني على يقين ان منهجية شركة أبل في إدارة أعمالها. نحن نتحدث في مجتمعنا عن قضايا حقوق وحماية المستهلك ، وعلى الصعيد الاخر يبدو ان عملاء شركة أبل أفرطوا في ثقتهم بخدمات أبل قبل وبعد عملية البيع ، فالثقة العالية تبدو على وجوه الزائرين واستمتاعهم بالتسوق داخل محلات أبل , وهنا نتساءل ، ما الأسباب والعوامل التي أوصلت ثقة عملاء أبل ، بمنتجات الشركة وخدماتها الى الحد الذي يصل الى مستوى الثقة المفرطة في ان الشركة ستلبي كافة طموح وتطلعات عملائها دون اي عناء، وفي هذا الوقت من الزمن تحديدا ليس بالبساطة الى ان تصل الى حد رضى العميل كما حققته شركة أبل وهنا تجدر الأهمية بمكان دراسة هذه الحالة، من الناحية التشريعية وكذلك من الناحية التطبيقية. عند كتابة هذه السطور ، لم يكن المقصود هو التسويق للشركة العملاقة أبل ، فهذه الشركة غنية جداً عما اكتبه لكم ، ولكني على يقين ان منهجية شركة أبل في إدارة أعمالها ، سيكون له شأن كبير على القطاع الاكاديمي وكذلك قطاع الاعمال، فشخصيا اتوقع ان منهجية هذه الشركة ستكون متطلبا بحثيا لدارسي علم الادارة والتسويق خلال السنوات القادمة ، ومن جهة اخرى فاتوقع ان الشركات المنافسة ستعمل على فك شفرة شركة أبل في اسرع وقت، حتى لا تكون بعيدة عن مجال المنافسة وقبول منتجاتها للسوق والمستهلك . هل سنرى أبل سعودية قريبا؟ لا يوجد مستحيل ؟ [email protected]