منذ التسعينات ونجمه يتصاعد في سماء الساحة الفنية الخليجية، استطاع رغم قلة أعماله الدرامية والمسرحية أن يحصد جماهيرية عريضة وهو من الأسماء الكوميدية التي تحظى بمساحة كبيرة من إعجاب الجماهير العربية والخليجية، وجمهور الكرة الخليجية لا يزال يتذكر قفشاته ونكاته الساخرة التي قدمها في مسرحية «الكورة مدورة» والتي قدمته للجمهور الرياضي على طبق من ذهب في بداية التسعينات الميلادية حين كان وقتها نجما يشار إليه بالبنان بين نجوم الكوميديا في منطقة الخليج العربي، مشواره الحافل يمتد لأكثر من 30 عاما قضاها متنقلا بين العديد من الدول مثل الكويت وقطر وألمانيا مقر إقامته الحالي، انه باختصار عبدالناصر درويش النجم صاحب الضحكة المميزة وهو في هذا الحوار يتحدث عن علاقته بالرياضة وهواياته والكثير من الأسرار المرتبطة بعمله كممثل وغيرها من الأمور الأخرى التي تطالعونها من خلال هذه الأسطر. تمارين خفيفة • ما علاقتك بالرياضة؟ كأي شخص آخر احرص على متابعة مباريات كرة القدم لكن يكون ذلك في نطاق ضيق خاصة لكثرة ارتباطاتي الفنية أو الاجتماعية وبصفتي متواجدا في ألمانيا أقوم بمتابعة بعض مباريات الدوري الألماني والذي يتميز بالمنافسة والندية في غالبية مباريته وأحاول ممارسة الرياضة بشكل شبه متواصل من خلال أداء بعض التمارين بين فترة وأخرى. متابعة دوري زين • هل تقوم بمتابعة دوري زين أو المنافسات الكروية في السعودية؟ أتابعه بالطبع متى ما وجدت الفرصة المناسبة وأنا معجب كثيرا بفرق الهلال وأتعاطف كثيرا مع المنتخب السعودي والذي اعتقد بأنه مازال أفضل المنتخبات على المستوى الخليجي ولا يزال يحافظ على مكانته على المستوى القاري والدولي رغم الإخفاق الأخير في عدم الوصول إلى النهائيات المؤهلة للوصول إلى مونديال البرازيل وأثق بأن المنتخب السعودي سيعود للتميز والتقدم للمراكز الأولى فلديه كل الطاقة والقدرة على ذلك ولكن يجب أن يمنح القائمون على المنتخب السعودي الوقت والدعم المادي والمعنوي حتى يتحقق ذلك كما أن الدوري السعودي يحظى بمتابعة الجماهير العربية ومن خلال جولاتي في العديد من الدول العربية ألاحظ ذلك ولا استغرب فالأندية في السعودية حققت العديد من الانجازات على المستوى القاري والعربي والآسيوي وهي حديث الجميع في الخليج وغيره من الدول العربية والآسيوية وشخصيا يعجبني العديد من نجوم الكرة السعودية مثل ماجد عبدالله وياسر القحطاني ويوسف الثنيان وغيرهم من النجوم المميزين والذين تشهد لهم الكرة الخليجية والآسيوية بتحقيق العديد من الانجازات. أجر مرتفع • عرفت بأنك تصر كثيرا على رفع أجرك لحدود مبالغ فيها فما تعليقك على ذلك؟ لو كنتُ أشارك في أربعة أعمال خلال العام، لكان من المؤكد أن الأجر لن يكون مرتفعاً واعتقد بأن تاريخي الفني يشفع لي بالحصول على أي مبلغ ارغب في نيله مقابل المشاركة في أي عمل درامي وعموما لا أرى ان المبلغ الذي أتقاضاه مقابل المشاركة في أي عمل مبالغ فيه لدرجة كبيرة ولا يمكن أن اقبل وساطة احد في تخفيض اجري فأنا أعتبر أن الصداقة بعيدة تماماً عن العمل الجاد، وأنا مؤمن بهذه المقولة وأرى أنها أمر جيد. برامج المنوعات • عرفت بتقديم برامج المنوعات ألا ترى أن تكاليف الأعمال المنوعة وراء عزف القنوات عن إنتاج مثل هذه البرامج؟ صدقني القائمون على الفضائيات ليسوا أغبياء، فهم يدركون أن كل شيء له أجره، ومن يرد عملاً قوياً فعليه أن يدفع ومثل هذه الأعمال تحظى عموما بمتابعة جماهيرية كبيرة من قبل الجمهور وتهتم الفضائيات باستقطابها لعرضها وهي قادرة على جذب الإعلانات التي من خلالها يمكن تغطية التكلفة الإنتاجية لمثل هذه الأعمال والجمهور يحبّ الأعمال التي تترك أثراً جيداً، وهذه البرامج تحمل في مضمونها لمسة كوميدية. الأعمال التراجيدية • يقال في كواليس الساحة الدرامية بأنك على عداء مع الأعمال الدرامية وخصوصاً التراجيدية، ما تعليقك؟ أدرك أن الكثير من الناس يقولون لماذا هذا الرجل متمسك بالكوميديا رغم كل هذه الأعمال الدرامية التي تقدم للمشاهد، لكن القضية أنني أعشق الكوميديا، وكل الأعمال التي أجد نفسي فيها هي المسلسلات الكوميدية.وأعتقد أن العمل الذي أقدمه في العام يكفيني تماماً وسعيد بما أحققه منه، ولو أردت تقديم أكثر من ذلك لفعلت، لكن سيكون عن غير قناعة وشخصيا أرفض الظهور أمام المشاهدين والجمهور لمجرد الظهور فقط. مواجهة الانتقادات • الكثير من النقاد في الساحة الفنية يوجهون لك سيلا من الانتقادات بين فترة وأخرى ترى كيف تتعامل معها؟ الممثل والفنان الحقيقي عليه ان ينظر فقط إلى النقد الهادف وشخصيا لا اهتم بأي نقد لا يتوافق مع ما أقدمه من أعمال فنية خاصة إذا أصبح النقد شخصيا وأحاول دائما الابتعاد عن الرد أو التعليق على أي انتقادات فارغة لأني فعليا أرد عليها من خلال أعمالي وتواجدي بالشكل المرضي في الساحة يكفي للرد على مثل هؤلاء الفارغين. هبوط وصعود • هناك سمة مشتركة من حيث مستوى الممثل واللاعب فما يقدمانه معرض للهبوط والصعود في المستوى فما تعليقك على ذلك؟ هذا صحيح فالممثل واللاعب يشتركان في هذا الأمر والفن مثل البورصة يصعد ويهبط، وكثيراً ما تشاهد الأعمال على الورق لكنها قد تختلف بعد التصوير، ناهيك عن أن الكثير من الأعمال قد تواجهها ظروف خاصة، الأهم أنها ليست بالسوء التي تتحدث عنه، والدليل هذا الانتشار الكثير لها والمقاطع التي ملأت «يوتيوب»، وأي فنان ليس معصوماً عن الخطأ. الابتعاد عن المسرح • ما سر ابتعادك عن تقديم الأعمال المسرحية؟ وهل لديك نية لتقديم عمل مسرحي ذي طابع رياضي تماما كمسرحية «الكورة مدورة» والتي قدمتها مع مجموعة من نجوم الكوميديا الكويتية في التسعينات؟ لست على استعداد بأن أرتبط بعقد طوال العام في مسرحية، كما أن الأجر في المسرح ضعيف ولا يوازي الشروط المكتوبة في العقود من الالتزام بعد العمل في مكان آخر ولا أبالغ إذا قلت ان مسرحية «الكورة مدورة» من المسرحيات الهادفة التي لا يزال صداها إلى الان وكانت تعكس واقع معاناة الكرة الكويتية في ذلك الوقت ومثل هذه الأعمال لابد أن تصاغ وتقدم لأنها تخدم المجتمع بشكل عام ويمكن من خلالها تسليط الضوء على واقع الرياضة والكرة في أي مكان. مغامرة السينما • أنت متهم بعدم المغامرة كبقية زملائك في العمل بالسينما، ما قولك؟ قد يكون هذا الكلام صحيحاً، لكن لم يعرض عليّ عمل سينمائي جيد ورفضته، على العكس أنا من عشاق السينما ولكن أين هي وشخصيا سأرحب بالظهور بأي فيلم سينمائي ولكن أتمنى أن يكون ذلك من خلال عمل هادف يضيف الكثير لتاريخي كممثل ويقدمني للجمهور بصورة متميزة. مشروع زواج • لماذا أنت مضرب عن الزواج وإلى متى تؤخر مشروع دخولك للقفص الذهبي؟ ما زلت أبحث عن بنت الحلال، أعتقد أن الأمر قسمة ونصيب ولا أعرف متى يأتي نصيبي وأتمنى أن يكون ذلك في القريب العاجل وشخصيا اطمح الى الارتباط بإنسانة متفهمة ولديها القدرة على التعامل مع حياتي ووضعي كممثل. الفن والتجارة • قلة أعمالك الدرامية والمسرحية هل تدل على انك تعتمد على التجارة كمصدر دخل بعيدا عن الفن؟ لا، لا علاقة لي بالتجارة و»البزنس» نهائياً، فعقلي ليس تجاريا بل إنني أقضي وقتي في الانبساط والبحر، ولا أفكر في أي شيء آخر وشخصيا أقطع الكهرباء تماماً وأنسى الفن وما يحدث فيه عندما أكون في ألمانيا لكونها مقر إقامتي وأنا مرتاح في مثل هذا الوضع خاصة أنني بعيد عن ضجيج الساحة الفنية وما يحدث فيها.