تجمع مئات الآلاف من المصريين أمس، في مظاهرات عارمة، في أماكن متفرقة بالبلاد، للمشاركة في مليونية " حماية الثورة ، او تقرير المصير"، وتشارك جماعة الإخوان المسلمين وعدد من التيارات الإسلامية بأعداد كبيرة احتجاجاً على الأحداث الأخيرة، التي جرت في ميدان العباسية قبل أيام وسقط فيها قتلى وجرحى، وهتف المشاركون بسقوط ما سموه "حكم العسكر".. وسط توتّرٍ أمني شديد واتهامات للشرطة والجيش بقتل المتظاهرين، في واقعة أعادت للأذهان ما حدث قبل عام فيما عرف إعلامياً بمعركة الجمل. التحرير وفي ميدان التحرير، قال خطيب الجمعة الشيخ جمعة محمد علي: "لن نقبل بغير حكم الله، لن نقبل مبارك ونظامه، نرفض حكم العسكر، وديننا دين طهارة، ونحن نريد تطهير البلاد من حكم الفساد، ننفذ أحكام الله دون تشدد وتعدٍ، ونكفل الأمن لإخواننا المسيحيين". وأضاف: "اللهم نجِّنا من المجلس العسكري، الذى يريد أن يدفع مصر إلي حرب أهلية، ونحن في حاجة مُلحّة إلى توحيد الصف، وكلنا مصريون، و يجب ألا نحارب اليساري أو الإخوانى أو السلفي، فمصر تنادينا وتقول أين أبنائي؟ والمجلس العسكري يدفعنا لأن نشك في بعضنا البعض". ودعا خطيب الجمعة المجلس العسكري إلى ترك السلطة حقناً للدماء. فى غضون ذلك، حضر المستشار محمود الخضيرى، عضو مجلس الشعب وسط حراسة من شباب الإخوان الذين منعوا عنه أيَّ أحاديث مع الصحفيين بدعوى أن الإعلاميين يُغيِّرون الحقيقية. وقام المتظاهرون بطرد كاميرات التليفزيون المصرى " النيل للأخبار" من الميدان وظلوا يرددون "الإعلام الفاسد أهُه" وحذروا من تواجد أيِّ قنوات خاصة بالتليفزيون المصري معتبرين أنه ينقل الصورة خاطئة للشعب. وفي ميدان التحرير، قال خطيب الجمعة الشيخ جمعة محمد على: «لن نقبل بغير حكم الله، لن نقبل مبارك ونظامه، نرفض حكم العسكر، وديننا دين طهارة، ونحن نريد تطهير البلاد من حكم الفساد، ننفذ أحكام الله دون تشدد وتعدٍ، ونكفل الأمن لإخواننا المسيحيين». اشتباكات أما في ميدان العباسية، فقد حدثت اشتباكات في محيط وزارة الدفاع مع المتظاهرين، وعدد من الباعة الجائلين، بالإضافة إلى اشتباكات أخرى بين المتظاهرين أنفسهم ؛ بسبب اعتراض البعض على وجود عدد كبير من الأسلحة البيضاء مع المعتصمين بمحيط وزارة الدفاع. وقد اعترض عدد منهم على تسليح المتظاهرين السِّلميين، وتفاقمت الأمور بعد العثور بأحد الخيام التي تزايد عددها منذ الليلة قبل الماضية على عدد من النبال الكبيرة ''المقلاع'' التي تستخدم في قذف الحجارة لمسافة بعيدة، ومن الممكن أن تستخدم أيضا في رمي المولوتوف على حد قول عدد كبير من المتضامنين معهم. وبعد هدوء الاشتباكات بسبب التحضير لصلاة الجمعة، طالب خطيب العباسية بتقديم بعض ''المشايخ'' الذين أصدروا الفتاوى ضد المتظاهرين، مطالباً بحل لجنة الفتاوى بالأزهر، وإقالة المفتي وتقديمه للمحاكمة. ومن جانبه صبَّ جمال صابر، منسق حملة ابو اسماعيل، غضبه على القوى التي اختارت التحرير مكاناً للتظاهر، مطالباً بنقل مكان التظاهر إلى العباسية للتضامن معهم .. وحملت اللافتات مطالب المتظاهرين التي تمثلت في لافتة كبيرة لجبهة '' ثوار بلا تيار'' حملت شعار ''لا تفاوض قبل الرحيل''. وعددت المطالب التي تمثلت في إنهاء حكم العسكر وتسليم السلطة لحكومة مدنية لحين الانتهاء من الانتخابات، وتنحية اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، والقصاص للشهداء وردد المتظاهرون بالعباسية شعارات مثل: '' نثور.. ننتصر أو نموت''، و''يسقط حكم العسكر''، مرددين أن اليوم هو ''جمعة نهاية الوصاية العسكرية على مصر.'' وكانت القوى المتضامنة في تظاهرة العباسية كلاً من حركة 6 إبريل، وثوار بلا تيار، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، فضلا عن أنصار الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل وعدد من أنصار الجبهة السلفية. توتر وارتباك من جهته، أذاع التليفزيون المصري أنه كانت هناك محاولات من البعض في الصباح الباكر لإزالة الاسلاك الشائكة الفاصلة بين المتظاهرين وقوات الأمن ، إلا ان القوات نجحت في إعادته لموضعه مع التزامها بأقصى درجات ضبط النفس. وشدد المعتصمون من إجراءات التأمين على البوابات التي نصبوها بالحواجز الحديدية على المداخل المؤدية للاعتصام تحسُّباً لدخول مسلحين أو مثيري شغب وإندساسهم وسط المتظاهرين.