العودة من جديد للحديث عن إستهلاك الطاقة في السعودية لا يجب أن تكون غير ذات جدوى في ظل فقدان مليوني برميل يوميا من الزيت لإنتاج الطاقة ما يعني فقدان 22 مليار ريال شهريا . ولا يجب أن يقف هذا التحدي الأخطر للدولة والإقتصاد ككل عند حالة التفاؤل الهائلة جراء معلومات أطلقها خبراء عالميين مؤخرا من أن صحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية تنتج كما هائلا من الأشعة الشمسية تكفي لإضاءة كوكبين كالأرض. يتضح لي أن المؤسسات الحكومية بدأت في أخذ هذا الأمر على محمل الجد من خلال إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، فإيجاد جهاز معني بوضع الإستراتيجيات والخطط والبرامج التنفيذية يختصر كثيرا من الجهد ويسهل الوصول لحلول ناجعة. يتضح لي أن المؤسسات الحكومية بدأت في أخذ هذا الأمر على محمل الجد من خلال إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، فإيجاد جهاز معني بوضع الإستراتيجيات والخطط والبرامج التنفيذية يختصر كثيرا من الجهد ويسهل الوصول لحلول ناجعة. لعل الرسالة باتت واضحة ، والمخاطر أوضح ، لكن تنسيق الجهود وتحديد الأدوار هو الأمر الذي يجب أن يكون أكثر وضوحا ، وشخصيا فإنني ألمس أن عددا من المؤسسات والشركات الكبرى والتي تعتمد على النفط في إنتاج الكهرباء والمياه تسعى لتحقيق «إنجاز شخصي» لهذه الجهة أو تلك من خلال تتبعي لمراحل إنجاز بعض مشاريع الطاقة الشمسية محطات التحليه أو أرامكو السعودية بل وهيئة المدن الصناعية أو حتى وزارة التعليم العالي من خلال المشروع العملاق لإنتاج الطاقة الشمسية في جامعة الأميرة نورة ، وعلى الرغم من وجود مركز تنسيقي وطني لإستهلاك الطاقة ، إلا أنه وللوهلة الأولى يبدوا للمتتبع أن بعض المؤسسات تبحث عن أمجاد «عنتريه». وبعيدا عن هذا وذاك فإن إشراك القطاع الخاص الوطني كشريك في مواجهة هذا التحدي خيار لا زال غائبا عن ذلك المشهد ،ومؤخرا لفت إنتباهي تشغيل شركة الزامل للإستثمار الصناعي محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 20 ميجاوات في ولاية غوجارات الهندية وبدأت بيع الطاقة على الحكومة وقطاع الأعمال ، فكلي أمل أن لا يمتد إعجاب البعض ب»الحمران» فنتناسى إبداعات»السمران»، فمن الجميل أن تنتقل التقنية للبلاد على يد أبناءها. وعلى الرغم من إزدياد عدد سكان السعودية وبشكل مخيف ليبلغ ثلاثة أضعاف خلال السنوات ال 34 الماضية، وزيادة إستهلاك السعودي للطاقة الكهربائية أكثر بأربعة أضعاف من معدّل الاستهلاك العالمي ،إلا أن ذلك المواطن في حقيقة الأمر لا يحدوه الطموح في أن تنير « تراب صحراءه» كوكبين سماويين قبل أن يشبع من «سناها». تويتر : @alyamik