إن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال وهكذا هي سنة الحياة في اقتران الرجال بالنساء ومع كل هذا الإقتران وحتميته إلا أننا نضع لأنفسنا عوائق وعثرات في طريقنا إليه علما بأن هذه العوائق قد وضعها المجتمع نفسه ولكننا في حالة تجاوز هذه المعوقات تبقى ثقافة الحياة الزوجية حجر عثرة أمام الشباب لإكمال هذه المسيرة التي قد تمر بتجارب ربما تكون ضحيتها الأسرة الوليدة لتبدأ مسيره نتائج الطلاق والذي تواجه بها المرأة المطلقة في مجتمعاتنا تجارب قاسية، ومحناً أشدَّ من محنة طلاقها فهي لم تكن تعتقد بأنَّ طلاقها أعظم من خسارة رجل، كانت تحلم بأن تعيش معه حياةً زوجيَّةً سعيدة، وأنَّها ارتكبت جريمة تُعاقِب عليها محكمة المجتمع، وعليها أن تتطهَّر منها ما تبقّى لها من سنوات عمرها، وتضمِّد جِراحٍَها فلا تَزال تنزِفُ حتّى تَنْزِح عروقُها من دمائِها، كما تنزح البئر من مائِها، وتُلَمْلِمُ أوراق ذكرياتِها، فلا تستريحُ نَفْسُها من زََفَراتِِها وأوجاعها وأحزانها فهناك من حَكَم عليها بأن تعيش النِّهاية وتَشْهَََد غروبَها، أيّاماً تُداوِلُها كئيبة، تراودها الخواطر كأَّنها كوابيس أحلامٍ مزعجة، تصيبها بالقلق والاكتئاب النَّفسي، فتفقد نشاطَها وحيويَّتَها وطاقَتها، وتفقد ملامِحُها وتصير شاحبةً كشحوب أوراق الخريف قبل أوان الخريف، تتوهَّم أنَّ دورة حياتِها انقَضَت أيّامُها وساعاتُها، فتظلُّ تلهث بين آمالِها وآلامِها، تصارع لكي تعيش فلا تنسلَّ روحها من ضعفها ، وليس الأرملة أفضل حالاً من أختها المطلقة ولا أقل ألماً منها فربما يحكم عليها أقرب الناس بالبقاء في بيتها من غير زواج متجاهلاً سنة الحياة معللاً ذلك ببقائها لتربية أبنائها فربما يكون الزواج عونا لها في تربية أبنائها.. أما العوانس اللواتي حكم عليهن ربما وليهن بحالهن فهن أشد حزنا وألماً لما تألو إليه مسيرة حياتها فربما يكون سبب عنوستها إما التعليم أو العمل أو الراتب أو العادات الجاهلية البغيضة أو غلاء المهور وغيرها كثير مما لا يجهله عاقل مما كان سببا رئيسيا في تكدس النساء بالبيوت ،لكن الحل القاطع هو شرع الله في التعدد والذي ينبغي على المتعدد معرفة الأحكام الخاصة وتثقيف نفسه في كيفية التعامل مع الزوجات علماً بأن النساء عامة ترى أن زواج شريك حياتها من أخرى مصيبة كبيرة، وتعتبره كابوساً ينغص عليها سعادتها، ويظل هاجسًا بغيضًا تحاول التخلص من مجرد التفكير فيه. ولعل بعض الرجال يستغربون عظيم قلق المرأة، وشديد رغبتها في استفرادها بزوجها، ورد فعلها العنيف أحياناً عند علمها بمجرد عزم زوجها على التعدد وهذا دليل على غياب الثقافة الزوجية والتي يجب أن تدرج في مناهجنا ويفصح عنها على المنابر والإعلام جاسر عبدالله الشميسي - العيص