نتابع اليوم الحديث عن مشكلة وحلول إعادة الثقة في السوق المالية السعودية. وأرى أن النقد البناء والموضوعي مهم، ويجب على المسئولين في هيئة سوق المال السعودية أن يدركوا ويتقبلوا النقد الذي يطور السوق المالية، خاصة أن هيئة سوق المال ليست على المستوى المأمول من المعرفة بإدارة وحوكمة السوق المالية بالرغم من قوة الاقتصاد السعودي لأن القائمين على إدارة الهيئة يفتقرون للمعرفة بالجانب النفسي في التداول، حيث لا يوجد في هيكل الهيئة متخصصون في علم النفس. الحقيقة أن الهيئة بحاجة للخبرة والدراية والمعرفة الكافية بإدارة سوق المالية السعودية التي تعتبر من اكبر الأسواق المالية في العالم، حيث لا تزال خبراتها في مرحلة حرجة أسميها مرحلة المحاولة والخطأ. خطوات الهيئة بطيئة وخبراتها قصيرة واخطاؤها كثيرة جعلت سوق الأسهم السعودية مخيفة وغير جاذبة سواء للمستثمرين الذين يصنعون السوق أو المضاربين خطوات الهيئة بطيئة وخبراتها قصيرة وأخطاؤها كثيرة جعلت سوق الأسهم السعودية مخيفة وغير جاذبة سواء للمستثمرين الذين يصنعون السوق أو المضاربين الذين تطاردهم بعد إيقاعهم بالفريسة لتغريمهم وتستحوذ على ما حصلوا عليه من مكاسب يفترض أخلاقياً وعملياً أن تعود إلى ضحايا المضاربين من صغار المستثمرين والمتداولين بدلاً من إيداعها في محفظة هيئة سوق المال. ألا ترون في ذلك تضارباً بين دور الهيئة كمنظم لسوق المال من خلال حوكمته ودورها كمغرم للمخالفين ومحصل للغرامات من الشركات في حال تجاوزها الأنظمة واللوائح؟ أرى التضارب الواضح وغير الاخلاقي في تحديد وتحصيل وجني الغرامات من المضاربين والشركات لتكون من نصيب الهيئة بينما المتضرر الحقيقي هو المستثمر أو المضارب النظامي. واغلب المتأثرين من الإجراءات غير العادلة للهيئة هم من ذوي الدخول المحدودة من الطبقة الوسطى التي تتراجع دخولها يوما بعد يوم لأسباب أكبرها الخسائر الكبيرة في سوق الأسهم. وقد سبق أن أشرت إلى تراجع دخول الطبقة الوسطى في المملكة بسبب الخسائر الفادحة والمؤلمة في سوق الأسهم السعودية. وقد كانت الطبقة الوسطى في المملكة تمثل نسبة متوازنة في التعداد السكاني، لكنها اليوم تتلاشى بنسبة كبيرة قد يدركها أو لا يدركها المسئولون عن المالية والاقتصاد والتخطيط وتنمية الموارد البشرية مما يستوجب دراسة النواحي النفسية التي ساهمت في تراجع تداول الأسهم بالمملكة لتغيير الانطباع السلبي لدى كبار المتداولين الذين أحجموا عن التداول لخوفهم من انتكاسة وانهيار سوق الأسهم كما حدث في مارس 2006م . وكبار المتداولين هم من استفاد من انهيار سوق الأسهم السعودية قبل ستة أعوام. وسيكون لنا لقاء في العدد الأخير من إعادة الثقة بسوق الأسهم السعودية. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]