أكد مستثمرون سعوديون في سوق الأسهم المحلية، أنهم قلقون من بعض الممارسات غير الشرعية في السوق، والتي تتركز في زيادة التلاعب بهم عن طريق استخدام المعلومات وبث الإشاعات ومن ثم التلاعب في تحريك أسعار الأسهم صعودا وهبوطا لتحقيق أرباح استثنائية وغير مشروعة. وقال هؤلاء ل«الرياض»، ان آفة تسريب المعلومات والشائعات انتشرت في سوق الأسهم السعودية، وسط عدم وجود عقوبات رادعة تمنع مسلسل هذه المخالفات الحادة التي تؤثر على اسهم العديد من الشركات سواء بالرفع أو الانخفاض، مؤكدين أن منتديات الإنترنت أصبحت مجالاً رحباً لبث الإشاعات المغلوطة التي غالباً ما يترجمها الكثيرون إلى قرار يضيع معها رأس المال. وبين وليد الشدوخي، أن عددا من مروجي الإشاعات استغلوا منافذ عدة منها منتديات الإنترنت، حيث يكتفون فقط ببث خبر مغلوط وتسريبه بطريقة أو بأخرى إلى هذه المنتديات، فترتفع أسعار سهم معين وبعدها يبيع المستفيد، كما قد يحدث تسريب شائعة أخرى تهوي بالسهم إلى سعر متدن فيشتري المستفيد. وأضاف الشدوخي «يحقق صاحب الشائعة المكاسب من وراء بعض المضاربين الذين يصدقون ما يسمعون أو يقرؤون، لافتاً إلى أن إخفاء المعلومات عن جميع المستثمرين وقصرها على عدد محدود منهم يعد تلاعبا غير شرعياً، حيث إن بعض الأسهم ترتفع دون مبرر، ثم يكتشف بعد فترة وجود صفقة بيع أو تحقيق أرباح عالية للشركات صاحبة هذه الأسهم، دون أن يكون قد تم الإعلان عن هذه المعلومات حيث تم الاكتفاء بإبلاغ مستثمرين معينين، وهؤلاء فقط هم الذين يتمكنون من تحقيق أرباح سريعة. وأكد أن من ضمن أولويات هيئة سوق المال السعودية القضاء على تفشي ظاهرة تسريب المعلومات المهمة، أو ما يسمى المعلومات الخفية، التي يحصل عليها كبار المضاربين في السوق، وذلك قبل الإعلان عنها لعامة المساهمين، والتي بدورها تتسبب في حدوث حالة من عدم العدالة والنزاهة في التعاملات التي تتم في داخل السوق، كما أنها تتسبب في الزيادة غير المنطقية وغير المبررة في أسعار الأسهم. وأوضح «من بين أولويات الهيئة أيضاً، ضرورة ضمان توفير مستوى معين من العدالة والكفاية والشفافية للمستثمرين والمتعاملين في السوق، بما في ذلك أعلى درجات الإفصاح عن التعاملات التي تتم في السوق، ومعاقبة المخالفين لنظام الإفصاح من الشركات التي لا تعلن عن قوائمها وبياناتهم المالية في الوقت المناسب». وقال ل«الرياض»، ان الحملة الإعلامية لتثقيف المستثمرين التي شرعت فيها هيئة السوق المالية مؤخراً تعتبر خطوة من الخطوات الإيجابية والفاعلة لنشر الوعي الاستثماري بين جمهور المتعاملين في السوق المالية بالشكل الذي يجنبهم من أن يكونوا عرضة للوقوع في الأخطاء الاستثمارية الفادحة التي تقضي على أموالهم وتتسبب في ضياع مدخراتهم. وكانت الهيئة قد أكدت في حملتها، ضرورة أن يبني المستثمر في سوق الأسهم قراره على معلومات وثيقة الصلة بمستقبل الأسهم، وأن يبحث عن تلك المعلومات ومصادرها. وقالت الهيئة: تتنوع المعلومات التي تهم المستثمرين حسب تنوع احتياجاتهم وتختلف هذه المصادر حسب نوع المعلومة التي يطلبها المستثمر وبشكل عام فهناك مصادر يستطيع المستثمر الحصول على المعلومة منها دون تكاليف كثيرة ومنها :الاتصال على الشركة نفسها والحصول على المعلومة من مصدرها، المواقع الرسمية المصرح لها بنشر المعلومات عن الشركات المدرجة ومنها موقع الهيئة وموقع تداول، موقع الشركة على الإنترنت وكذلك تقاريرها السنوية، القوائم المالية والأخبار الاقتصادية المنشورة في الصحف والمجلات المتخصصة، مكاتب خدمات الاستشارات المالية ومطبوعاتها، مطبوعات الوسطاء. إلى ذلك، أكد عبدالله العجمي أن المعلومات التي قد تؤثر على سعر السهم يجب أن يعرفها جميع المستثمرين في سوق الأسهم في وقت واحد وليس فقط الخاصة أو «الهوامير» كما يطلق عليهم داخل البلاد، مشدداً على ان نظام السوق يعاقب على تسريب المعلومات والاستفادة من اخبار محتملة في عقد صفقات بيع أو شراء. وذكر أن سوق الأسهم السعودية لا يوجد بها عدل في تقاسم المعلومة، حيث ان هناك فئة معينة مستفيدة وفئة محرومة تعيش على الإشاعات فقط، لافتاً إلى ضرورة الاستمرار في الإفصاح عن المعلومات لجميع المستثمرين دون تمييز، الأمر الذي من شأنه أن يزيد التفاؤل بإمكانية ترسيخ مبدأ الشفافية بشكل اكبر خلال المرحلة المقبلة. وقال عبدالله الحربي، ان أسعار الأسهم لم تعد تتأثر كثيرا بإفصاح الشركات عن بياناتها المالية وذلك نظرا لاستمرار ظاهرة تسرب المعلومات ووصولها إلى فئة محددة من المستثمرين قبل نشرها في السوق مما يجعلها عديمة الجدوى عند إعلانها بشكل رسمي، مشيرا إلى انه يجب معالجة ظاهرة تسرب المعلومات التي مازالت تؤثر سلبا خاصة على صغار المستثمرين. على ذات الصعيد، قال عثمان العثيم عضو جمعية الاقتصاد السعودية أن على الجهات الرقابية تشديد قبضتها على كل من يساهم في نشر الإشاعات، كما أن على المستثمرين الابتعاد عن الإشاعات الموجودة في السوق، وعدم الالتفاف إلى ما يكتب داخل منتديات الإنترنت والتي غالباً ما يكون الهدف منها تحقيق مصالح شخصية لكاتبها. وطالب العثيم، بضرورة عدم اتخاذ المستثمرين لأية إجراءات أو الاقدام على أي عملية بيع أو شراء بناء على خبر أو إشاعة قبل التأكد من صحتها، داعياً هيئة سوق المال إلى الاستمرار في حملتها الإعلامية وتثقيف المستثمرين ودحض أي إشاعات مخالفة للقوانين من خلال الآليات الفعالة لحماية المستثمر من مخاطر الخسارة.