يتميز المجتمع السعودي بأنه مجتمع محافظ، هذا المجتمع الذي كان ولا زال محافظاً على التشريعات الإسلامية كأساس كل المعاملات التي تحكمه، ورغم دخول المملكة لمنظمة التجارة العالمية وتوقيعها ومصادقتها على كثير من المعاهدات إلا أن كل هذا كان يخضع لأسس إسلامية تنطلق منها المملكة، ومع دخول العالم مرحلة «القرية» التي ترتبط فيما بينها بشبكة معلوماتية هائلة هي الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» دخل المجتمع السعودي كأحد شعوب العالم إلى العالمية وانفتح على كل الثقافات العالمية، لكن الملاحظ على الإنترنت في السعودية أنها تخضع لرقابة فكل ما يخالف الشريعة الإسلامية ليس له مكان في عالم الإنترنت في السعودية. كما أن المجتمع السعودي دخل في بداية دخول الانترنت حالة ما بين الرفض والقبول لهذا الكائن الغريب على المجتمع، استمرت هذه الحالة حتى وضحت الصورة لغالبية المجتمع حيث اتضح أن لهذه الشبكة منافعها الكثيرة. ويأتي كتاب «الرفض والقبول» سيرة تعامل المجتمع السعودي مع تقنيات الاتصال من البرقية إلى الإنترنت، لمؤلفه سمو الأمير محمد بن سعود بن خالد آل سعود، وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية، وهو كتاب متوسط الحجم، بلغ عدد صفحاته ثلاثمائة وثلاث عشرة صفحة، وقدم للكتاب سعادة الأستاذ عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه. يؤكد المؤلف في مقدمة كتابه على أهمية تقنيات الاتصال حيث يقول: «ولقد اعتبرت تقنيات الاتصال أحد أهم المنتجات الابتكارات أو المخترعات التي أفرزتها قوة عقل الإنسان وغيرت بشكل واضح أساليب الاتصال بين البشر، لذلك لم يكن من المتوقع أن يتم قبولها في المجتمعات البشرية بسهولة». قسم سمو الأمير الكتاب إلى خمسة أجزاء، جاء الجزء الأول تحت عنوان «المجتمعات ومستحدثات تقنيات الاتصال» تحدث ضمن هذا الجزء عن خمسة موضوعات هي: قبول المجتمعات لمستحدثات تقنية الاتصال، ثم تحدث عن الثقافة والدين والمستحدثات، بعدها أسهب في الحديث عن حالة التغير والتغيير في المجتمع السعودي. أما في الجزء الثاني فعنونه ب «تجربة المملكة مع تقنيات الاتصال الحديثة» والذي تحدث فيه عن اللاسلكي والهاتف وعن المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون والفيديو وأخيراً عن القنوات التلفزيونية الفضائية. أما الجزء الثالث فقد خصصه المؤلف للحديث عن «وسائل الاتصال الحديثة» حيث فصل في هذا الجزء الحديث عن تقنيات الاتصال الفردية الحديثة، والهاتف الثابت، والهاتف السيار، والنداء الآلي اللاسلكي البيجر، وهاتف الجوال، ووسائل الاتصال والإعلام الجديد، والإنترنت في المملكة، وأجيال الهاتف الجوال، وخدمات التواصل الفردي، وشبكات التواصل الاجتماعي. في حين جاء الجزء الرابع كحلقة نقاش تحت عنوان «تقنية الاتصال الحديثة بين القبول والمقاومة المملكة العربية السعودية نموذجاً» فعرض لمشكلة البحث والهدف والمنهج العلمي والأسئلة البحثية والمصطلحات العلمية والإطار النظري ونظرية روجر ونظرية ماكلوهاين وجاءت النتائج ضمن أربعة محاور هي العوامل الاجتماعية والفكر الديني والعامل الاقتصادي دور الحكومة ثم عرض للمناقشة وأخيراً للتوصيات. أما في الجزء الخامس والأخير فقد وثق فيه حلقة النقاش، ثم وثق المراجع والتي جاء عددها مائة وثمانية مراجع ما بين مراجع عربية وأجنبية كتب ومجلات ودراسات وغيرها، وأخيراً ختم الكتاب بستة ملاحق هي نظام الإذاعة الأساسي، ونظام الاتصالات، ونظام هيئة الاتصالات، ونظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، واللائحة التنفيذية لنظام النشر الإلكتروني، ونظام التعاملات الإلكترونية.