ليس مستغرباً أن تبقى خفافيش الإرهاب، وحدها من تلجأ للظلام لتحقيق مآربها القذرة. وقد رأينا جميعاً ما فعلته عناصر الإرهاب من القاعدة وطيور الظلام، ليس في مجتمعنا فقط، ولكن في مناطق عديدة من العالم، متسترة بالدين، ومتحالفة مع الشيطان بشكل مخزٍ يندى له جبين كل مسلم. ما ذنب رجل دبلوماسي، مسالم، يؤدي عمله وفق الأعراف والمعاهدات الدولية المتفق عليها ليكون ضحية لابتزاز غير مشروع؟! وبأي حق تتعرض حياته للخطر؟! وفي أي دين أو أي شرع؟ وبأي ذريعة تستطيع مافيا القاعدة أن تبرر لنا، مثل هذه الأفعال الإجرامية القذرة؟ القاعدة، وعملاؤها، نجحوا في الإساءة لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية، واستحلالهم دماء الأبرياء، جلب العار لكل من يفكر بهذه الطريقة الوقحة، التي تثبت إفلاس هذا التنظيم تماماً، وأنه لم يعد لديه أي شيء يقدّمه سوى الخزي والعار في الدنيا والآخرة. أن يختطف عملاء القاعدة دبلوماسيا سعودياً في اليمن، يحاولون عبر استخدامه ابتزاز المملكة لإطلاق سجناء نالوا أحكامهم الشرعية، فهذا وحده قمة في الانقلاب على الشرع، وتعدٍّ على القانون، وهم بسلوكهم هذا استحقوا لفظ الفئة الخارجة بكل معانيها. إذ كيف يرى هؤلاء أن يتم التفكير في السماح بإطلاق مجرمين أدينوا شرعاً؟، وهل هناك من يقبل أن يتحوّل العالم إلى ساحة إجرام يبقى فيها المجرم دون عقاب؟ بالطبع لا.. نحن هنا في المملكة لا يمكن أن نسمح بالقفز على شرع الله، مهما كانت التضحيات، ولا نقبل أبداً وتحت أي ظرف، التجاوز على الحقوق التي كفلها الدين، والأخلاق والقيم الاجتماعية.. ولا يمكن أن نستجيب لأي ابتزاز مادي أو معنوي، خاصة إذا كان المبتزون أمثال هؤلاء الضالين الهاربين من العدالة، ولا مكان لهم سوى الجحور والأنفاق والكهوف. إذا كانت هذه العصابة، تعتقد أننا سنرضخ لتهديدها، فهي واهمة، وإذا كان هؤلاء القتلة قد توهموا أن بإمكانهم أن يستحلّوا دم مواطننا عبد الله الخالدي، فليتحملوا وزره أمام الله الذي سيقفون يوماً أمامه ليقتصّ منهم. كل الحركات الإجرامية، تلجأ بين الحين والآخر، للفت الانتباه، وجذب الأضواء، ولو بحركات مسرحية، تعتقد أنها يمكن أن تحقّق انتصاراً ما، بعد أن تأكدت أن لا مكان لها تحت الشمس، ولكن سيخيب ظنُ كلّ هؤلاء، الذين ظنوا أن بإمكانهم مساومتنا وجعلنا نرضخ. فالمجتمع السعودي بكل أطيافه وشرائحه، من مواطنين ورجال أمن، الذي تصدّى لهم حتى ردهم الله خائبين، لن يتراجع عن حربه ضدهم واستئصالهم نهائياً. والشعب الذي قدم التضحيات، لن يتردد أبداً في الوقوف بوجه هذه العصابة التي أفسدت في الأرض، وأساءت إلى الدين والأخلاق الكريمة، مهما كان الثمن.. {وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون} صدق الله العظيم