كان خبرا مبشرا أن يتم تصنيف الشعب السعودي في المرتبة 26 عالميا والمرتبة الثانية بعد الشعب الإماراتي ضمن الشعوب الأكثر سعادة في العالم والذي أبرزه تقرير السعادة العالمي وتمّ إعداده بتكليف من الأممالمتحدة. لعله من الموجب ان نحتفل بهذا التقرير الإيجابي والذي يمثل «نصف الكأس المملؤ» فغالبا ما كانت القراءات والتحليلات في الآونة الأخيرة تنوء بحمال الإنتقادات للحالة الإقتصادية والإجتماعية في المملكة، ومن باب الإنصاف ان نشير إلى هذا المستوى من «السعادة» وعوامل تحقيقها لم تحققت بلاشك دون وجود تحولات إيجابية في المملكة خلال السنتين الماضيتين على المستويين الإقتصادي والشعبي الإجتماعي. ودعونا نبحث أيضا في حالة إيجابية متكررة ، فحين يقول قائل (المال وحده لا يبعث السعادة في النفس البشرية) يصبح من الطبيعي ان نتعرف على المعطيات التي اوصلت الشعب الدانماركي ليكون أسعد شعوب المعمورة علنا نستفيد من العبر والتجارب لنحدث تغييرا أكثر جرأة في مجتمعنا و»حالتنا السعودية» إذ يقول تقرير السعادة العالمي أن تصنيف الدانماركيين في صدارة الشعوب يعود لسبب بسيط يكمن بسبب الثقة والرضى العاليين بين الفرد العادي ومؤسسات الدولة, وكم هو غريب هنا ان نشير إلى أن كثيرا من شعوب الدول الصناعية تحتل مرتبة متأخرة. نعود مجددا للدانمرك (فرسان الفايكنغ) الذي تقاس سعادته أيضا من ناحية الرفاهية بتوفير الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية فهناك منظومة هائلة من الخدمات المتطورة جدا من الخدمات الشعبية ، والأمر الأكثر إثارة هو إختيار البلد الإسكندنافي نفسه في المرتبة الاولى في قلة الفساد إداريا والأمور التي تتعلق بشؤون الدولة ، إضافة لإختيار الدنمرك كثاني دولة في العالم بعد ايسلندا في توفير الأمان. وتعتبر رابع أعلى نسبة من حملة الشهادات الجامعية في العالم ، ولا تتجاوز نسبة البطالة هناك 2.7% وهي بطالة موسمية. لم تكن هذه المكانة الرائدة عالميا للدنمرك وليدة لحظة فارقة او من قبيل الصدفة بل أن هناك عملا مخلصا للأمة ومنهجا واضحا للإرتقاء وبرامج إنجاز وإرتقاء وإيمانا بمعنى المسئولية وحق الأمة في خدمة ومنتج عالي المواصفات،بعيد كل البعد عن معايير البروتكول والإستعراض ،حتى أنه بات من الطبيعي أن تشاهد وزير في الحكومي يباشر عمله مستقلا دراجة هوائية! سيطول الحديث عن البقعة الأكثر سعادة على مستوى العالم كونه دولة خدمات راقية استناداً إلى معايير الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم وبفضل سياساته التي وضعته أيضا ليسجل أفضل مناخ للأعمال في العالم. يقال: إن الشعب الدنماركي شعب مخلص ومكافح لبلده ويتسم بالصدق والإخلاص والأمانة، وكحالهم فإن السعوديين لا يقلّون إخلاصا وصدقا ومكافحة ويبقى الدور على مسئول لا يقل إخلاصه وأمانته ليكمل معادلة السعادة المزعومة ، لا نتوقع إطلاقا أن نرى وزيرا سعوديا يستقل «سيكل» أو حتى «توك توك» نريد فقط برامج إنجاز وصدق وعود وإحترام مسئوليات . [email protected]