اعتبر مختصون أن استمرار تحسين الخدمات ومحاربة الفقر أهل المملكة للانضمام إلى قائمة الدول الأكثر سعادة. وقالوا ل «عكاظ» تعليقا على ما أورده معهد جالوب العالمي للدراسات أن المملكة تتبوأ المرتبة 58 في قائمة السعادة بين 155 دولة شملتها الدراسة، إن مواصلة الحكومة برنامجها الإصلاحي في هذا الشأن سيدفع بشعب المملكة إلى مكانة متقدمة على خريطة الشعوب الأكثر سعادة في العالم. وأكد المختص في الشؤون الاقتصادية الدكتور محمد القحطاني أن معايير الحياة الكريمة المتعلقة بالسكن والخدمات العامة هي أبرز مؤشرات السعادة، داعيا إلى الاهتمام بالخدمات الصحية والتعليم لنيل المملكة مرتبة متقدمة في تصنيف الدول الأكثر سعادة في السنوات المقبلة، باعتبار هذه العوامل هي الأساسية لأي مجتمع ولا بد من الاهتمام بها وتحسينها وتوفير الحياة الطيبة للسكان، ليكونوا سعداء في هذه الحياة ومقتنعين بها، ما ينعكس على إنتاجيتهم من معدل عملهم. الاستقرار اقتصاديا وأمنيا وقال الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة إن الاستقرار الاقتصادي هو الأهم بجانب الاستقرار الأمني لتوفير السعادة ورفع مستوى الفرد معيشيا، وتحقيق الطموحات والترفيه للجميع، خصوصا أن التطور الحاصل في المملكة الآن من اتساع المدن وانتقال الأشخاص من القرى والهجر للمدن الجديدة جعل الحياة أكثر صعوبة، لذا لا بد من تحسين الظروف الاقتصادية لهؤلاء. تطويق البطالة وقالت الخبيرة الاقتصادية الدكتورة انتصار القحطاني إن القضاء على البطالة ومحاربة الفقر والحاجة هي أبرز القضايا التي ستسعد المجتمع وتوفر لمجتمعنا الحياة الكريمة السعيدة، لأن هذه الآفات المجتمعية تقلق الجميع، وبالتالي فإن من تحقيق الآمال التي يتطلع إليها الجميع من جميع الجوانب الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. تنمية الخدمات ووصف عضو جمعية الاقتصاد السعودي، كبير أخصائي تخطيط التسويق عصام مصطفى خليفة، التقرير الذي أعده مركز جالوب للدراسات بأن «دولة الرفاهية هي التي تقدم إلى أفراد المجتمع خدمات وتأمينات ومعونات، وذلك إما لتحقيق ارتفاع مستوى المعيشة ولضمان حد أدنى للمعيشة، ولا يستغرب أن تحتل المملكة مرتبة متقدمة في قائمة الدول الأكثر سعادة وأن يأتي المواطن السعودي ضمن العشرة الأقل معاناة في الدراسة التي نفذها معهد «جالوب» العالمي. وأظهرت هذه النتائج نتيجة التزام المملكة بتقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والتأمينات والمعونات إلى كل مواطن، انطلاقا من قناعتها أنه من حق كل مواطن أن يعيش حياة كريمة. وقال «لقد لمسنا جميعا حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على راحة المواطن ورفاهيته وذلك من خلال قرارات الخير الصادرة منه والتي تلتمس حاجة الناس، ويؤكد أنه لا فرق بين كبير أو صغير بعدله وإحسانه وكرم أخلاقه وطيب قلبه. ففي فترة وجيزة، لم تتجاوز عدة أعوام، أنجز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكثير من الإنجازات التي انعكست إيجابا على رفاهية المواطن السعودي ومنها: تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد وضع قواعد المدن التقنية والاقتصادية، موزعة على مناطق المملكة، كاستراتيجية جديدة تضمن التوزيع العادل للثروة، والتنمية، ودعم المناطق التي لم تستفد من الطفرات الاقتصادية الماضية، وهو أسلوب إداري متقدم سيحقق للبلاد والعباد الخير، كما أبدى خادم الحرمين الشريفين اهتمامه بقطاع التعليم حتى تضاعف في عهده الميمون عدد المدارس والجامعات لتغطي احتياجات الأجيال المقبلة من معين العلم والمعرفة، وتحظى ميزانية التعليم على أعلى نسبة في موازنة الدولة. تطوير التعليم والقضاء ومن جهته أشار المحلل الاقتصادي فضل البوعينين إلى أننا : «كمواطنين سعداء بهذا التقرير، ولكن سعادتنا الأكبر تكمن في تحقيق مجهود أكبر يتعاون فيها الجميع حكومة وشعبا لتحقيق مراكز متقدمة نضاهي بها الدول التي هي على رأس القائمة. فالسعادة التي تبنى على الحياة المعيشية يجب أن تتوافر فيها الخدمات الأساسية التي تخدم المواطن بشكل عام، وكل ما ارتقى مستوى الخدمات ينعم المواطن بمستوى عال من الرفاهية. ولذلك علينا أن نبذل الجهد للارتقاء بمستوى الخدمات التي تمس المواطن بشكل مباشر حتى نتساوى مع مستوى الخدمات التي تقدمها الدول المتقدمة لمواطنيها ونحن لدينا المقدرة على بناء خدمات راقية نصل بها إلى رضا الناس. وهناك أيضا الجانب التعليمي، فالإنسان المتعلم يسعى دائما إلى تحقيق مكاسب معيشية أفضل. فعلينا أن نسعى إلى تطوير مستوى التعليم وخلق أجيال قادرة على الإبداع في المجالات العلمية والاجتماعية المختلفة وتنظيم عملية مخرجات التعليم بما يتوافق مع حاجة البلاد والعمل على خلق وظائف مناسبة بأجور كافية تضمن عيشا كافيا. ولا ننسى أن من المهم جدا لسعادة المواطن العمل على تطوير القضاء ومبدأ العدالة الاجتماعية من حيث أن يكون الفرد على علم بحقوقه كاملة.