أكد مستثمرون عقاريون أن السوق العقاري في المنطقة الشرقية أظهر تماسكا ملحوظا خلال الربع الأول من العام الجاري على الرغم من حالة الركود التي شهدتها المبيعات على مستوى المملكة. وقالوا إن المنطقة احتلت المرتبة الأولى كأكثر مناطق المملكة تنظيما للمزادات العقارية بإقامة ثمانية مزادات في 90 يوما فقط ، الأمر الذي يفند مقولة تحول السيولة إلى سوق الأسهم ، مستبعدين وجود تحركات للعقاريين للتخلص من مخططات بحوزتهم خلال الفترة الحالية. وقدروا قيمة المزادات والصفقات التي شهدتها «الشرقية» بنحو 4 مليارات ونصف المليار ريال خلال الربع الاول بينها مزاد «روفان» الذي حقق مبيعات بنحو 440 مليون ريال، بالاضافة الى صفقة عقارية بأكثر من 200 مليون ريال في مخطط مساهمة حي الشاطئ بالدمام، فيما حقق مزاد مخطط «الديوان 1» نحو 150 مليون ريال، ومزاد لشركة عجلان وإخوانه سجل مبيعات تجاوزت 400 مليون ريال، كما نظمت لجنة المساهمات العقارية المتعثرة في وزارة التجارة والصناعة المرحلة الأولى أول مزاد علني لتصفية مساهمة درة الخليج المتعثرة في مدينة الخبر حقق قيمة إجمالية وصلت إلى 158 مليونا، وكانت القفزة الكبيرة في مزاد مخطط القيروان الذي حقق مبيعات إجمالية بلغت مليارا و700 مليون ريال، كما حقق مزاد مخطط واحة الأعمال مبيعات بقيمة 200 مليون ريال، وهناك صفقة عقارية بقيمة مليار و300 مليون ريال. تضاعف عقود الإنشاء على مستوى المملكة في ظل تنفيذ مشروعات خادم الحرمين الشريفين للإسكان، حيث بلغت في الربع الأول من العام الماضي 49.7 مليار ريال، مقابل نحو 100 مليار ريال لذات الفترة من العام الجاري ولفت رجل الأعمال عبد الهادي الحقيط الى أن مبيعات وصفقات السوق العقاري تميزت نوعا وكما خلال الثلاثة أشهر الماضية رغم حالة الركود النسبية، فمن واقع المزادات التي تمت والصفقات التي أبرمت ارتفع حجم السوق على نحو لافت، مما اسهم في تحقيق معدل نمو متميز للقطاع. وأضاف الحقيط « هناك كثير من العوامل التي أسهمت في تجاوز حالة الركود الطفيفة التي شهدها السوق في الفترة الأخيرة في ظل انتعاش سوق الأسهم وإغرائه لأصحاب السيولة، ونجح في استقطاب كثير منهم، ولكن رغم ذلك فإن ما تحقق من نمو في المبيعات العقارية يؤكد قوة السوق وصلابته في مواجهة المتغيرات التي يمر بها، وللشرقية تقدم واضح على بقية المناطق الأخرى ولذلك نتوقع عاما عقاريا مميزا في 2012 فهناك مزيد من المشروعات التي يجري العمل على إطلاقها». من جانبه أكد رجل الأعمال والمستثمر عبد العزيز الجضعي ان الربع الأول من العام الجاري اتسم بمقاومة مميزة لعوامل الركود والتراجع في الأداء العقاري، حيث نشط التداول بصورة واسعة في تنفيذ عدد من المزادات الكبيرة وإبرام عدد من الصفقات التي دفعت بحجم السوق إلى مستويات قياسية مقدرا حجم المزادات على مستوى المملكة بنحو 8 مليارات ريال . وأشار الجضعي الى أن مشروعات خادم الحرمين الشريفين للإسكان تمثل قوة دفع كبيرة للمشروعات العقارية حيث توفر زخما مهما لإبقاء السوق نشطا وحيويا يتطلب المواكبة وابتكار الحلول العقارية. وقال « في ظل ما تم الإعلان عنه من مشروعات بنحو 500 مليار ريال فإن العمل على سد الفجوة بين الطلب والعرض ستتواصل، ولن يلبث السوق أن ينشط بعد هدوء واستيعاب المراحل، وليس متصورا أن يكون هناك ركود في ظل هذه الحالة، وبالنظر للنشاط في الربع الأول للعام الجاري مقارنة بنظيره من العام الماضي سواء في العقار أو الإنشاءات فإننا نلمس تطورا كبيرا من خلال فارق قد يصل الى 70 بالمائة لصالح الربع الأول الحالي». من جهته اعتبر رجل الأعمال عبد العزيز الموسى الربع الأول للعام الجاري بالفترة المتميزة كما ونوعا مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، مشيرا الى ان هناك كثيرا من الصفقات والمزادات التي تم تنظيمها وحققت مبالغ كبيرة في فترات وجيزة من واقع التنافسية الكبيرة بين المطورين، كما ان مشروعات الحكومة لعبت دورا مؤثرا في إحداث حراك مهم في السوق ما زاد من النشاط رغم الضغوط التي واجهها بسبب انتعاش سوق الأسهم وجذبه لسيولة مقدرة. واؤكد الموسى أن هناك دورا مهما لسوق الإنشاءات في رفع معدلات النشاط العقاري حيث تشير بعض الإحصائيات الى تضاعف عقود الإنشاء على مستوى المملكة خلال الربع الأول من العام الجاري في ظل تنفيذ مشروعات خادم الحرمين الشريفين للإسكان، حيث بلغت في الربع الأول من العام الماضي 49.7 مليار ريال، مقابل نحو 100 مليار ريال لذات الفترة من العام الجاري، وذلك رصيد مواز لقيمة السوق العقاري، الذي شهد تميزا استثنائيا في المنطقة الشرقية التي تقدمت على منطقتي الرياض ومكة المكرمة في هذه الفترة من واقع المشروعات التي أطلقت ما أسهم في نمو السوق على نحو أفضل.