شيعت جنازة فقيد المال والأعمال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن صالح الراجحي رجل الأعمال المعروف وأحد رواد الحركة المصرفية والتجارية في المملكة الاحد وصلي عليه في جامع الراجحي مخرج 15 في الدائري الشرقي بعد صلاة عصر الأحد. جموع المشيعين في جنازة الشيخ صالح الراجحي وكان الفقيد, الذي غيبه الموت السبت إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 88 عاماً, قد ولد عام 1344ه في محافظة البكيرية في القصيم، وقد انتقل مع والده إلى الرياض لطلب العلم والرزق حيث درس على يد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي المملكة آنذاك، والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، حيث كان يقرأ عليهم في منزلهم، وكان محبوباً بين مشايخه وأقرانه. وممن زاملهم الشيخ عبدالله السديس، والشيخ عبدالله الوابل. وبدأ صالح الراجحي بأعمال بسيطة فعمل في الصرافة على بساط «سجادة» في سوق الديرة في الرياض. وقد كافح كما كان يكافح أبناء جيله طلباً للرزق الحلال حتى وفقه الله عام 1366ه، بافتتاح أول محل تجاري له في الديرة للصرافة التي نمت وتطورت. وكان من ذلك استمراره في عالم التجارة المصرفية وبنى بنفسه الاسم التجاري لاسم «الراجحي» التي أصبحت صرحاً عظيماً من صروح الاقتصاد، واستطاع معها أن يؤسس أول مصرفية إسلامية استمرت حتى تحولت إلى «مصرف الراجحي» أول مصرف إسلامي وتوسعت أعمال الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي حتى لم يترك مجالاً من المجالات التجارية والعقارية والزراعية إلا وضرب فيها بسهم وكان التوفيق والنجاح حليفه أينما توجه وكانت الأيادي البيضاء التي يضعها في كل مكان سبباً للبركة والسعة في الرزق وكان يقول: والله ما أنفقت يوماً للزكاة مليوناً إلا عوضني الله سبحانه بمليونين. أما صفاته الشخصية التي اشتهر بها فقد عرف بالكرم، حيث كان منزله مقراً للقادمين من أقاربه وجماعته للرياض، وذلك منذ انتقاله للرياض رغم قلة ذات اليد في بداياته، إلا أن الخصال التي تربى عليها كان لها أكبر الأثر والدافع لاستمراره على ذلك المنحى، حيث كان بيته عامراً بالضيوف دائماً، كما عرف عنه حبه لبذل الصدقة، والخلق الحسن والتواضع التي يشهد بها كل من عايشه, وأسهم رحمه الله بالكثير من الأعمال الخيرية في المملكة وخارجها، وأسهم ببناء مئات المساجد، ودعم جمعيات البر الخيرية، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وجمعيات مساعدة الشباب على الزواج، وجمعيات أصدقاء المرضى، وأقام رحمه الله مؤسسة وقفية كبرى تقدر أصولها بعدة مليارات. قام الشيخ صالح الراجحي في عام 1417ه بتخصيص بعض ممتلكاته كوقف خيري منجز يصرف ريعه على المصارف المحددة بصك الوقفية، وهي اثنا عشر مصرفا وتم تأسيس إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي، وذلك لتحقيق الأهداف التالية: رعاية العقارات والمزارع التي أوقفها الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي والمحافظة عليها بعمل الأصلح في ذلك من نقل وإصلاح المتعطل منها وغير ذلك استثمار الجزء المحدد للاستثمار بما يعود على الوقف بالزيادة والنماء، صيانة الأوقاف القائمة مما قد يقع من خلل، صرف عائد تلك الأوقاف في المصارف التي حددها الواقف والإشراف عليها. أوقف الفقيد صالح الراجحي بعض أملاكه وعقاراته ومزارعه لتكون هذه الأوقاف صدقة جارية في سبيل الله تصرف على أعمال البر والإحسان المتنوع وفق حاجات المستفيدين داخل المملكة وخارجها، وبعد الإعلان عن الوقف الخيري تسابق التجار والمحسنون في المملكة في تخصيص جزء من ممتلكاتهم للأوقاف، فكان لصالح الراجحي دوره الكبير بعد فضل الله في إعادة الاهتمام بالأوقاف التي غفل الناس عنها لسنوات طويلة في بلادنا، وقد بلغ مجموع الأموال التي أنفقت من خلال ريع هذه الأوقاف وعوائدها منذ بداية نشاطها الفعلي عام 1418ه وحتى نهاية عام 1431ه أكثر من 400 مليون ريال، لتنفيذ عدد من البرامج والمشاريع الخيرية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وشارك في تأسيس ورئاسة وعضوية مجالس إدارة العديد من الشركات منها شركة الأسمنت السعودية تأسست سنة 1955, الجبس الأهلية تأسست سنة 1959م, أسمنت اليمامة وتأسست سنة 1961م, الخزف السعودي وتأسست سنة 1977م, الراجحي المصرفية للاستثمار تأسست سنة 1987م, إضافة الى انه عضو ومؤسس للغرفة التجارية الصناعية بالرياض.