أحلامها لا تكبر ولا تهرم ولا تموت ، وحياتها المدهشة موهوبة دوماً للطارئ المفاجيء ، لم تكن أبداً لتقبل الإمضاء على ورقة استقالة أحلامها ، وما ذلك إلا لأنها « شاعرة « تثيرها التفاصيل الدقيقة الخافية ، وتلوّعها الأفكار الغريبة المراوغة ، ويتمخض يومها الجديد عن نضج إنساني إنها « أضواء صالح « الشاعرة السعودية الشابة ، التي صدر ديوانها الأول « طائر غريب يهيم فوق رؤوسهم « خلال الأيام القليلة الماضية عن دار « الغاوون « للنشر ببيروت لبنان ، .. « اليوم» التقت الشاعرة وحاورتها حول إبداعاتها الشعرية .. ماذا عن بداياتك الشعرية ، وعلاقاتك بالوسط الثقافي السعودي ؟ بدايتي الشعرية من ثماني سنوات ، حينما شاركت في منتديات ثقافية وأدبية , مثل منتدى « جسد الثقافة « هذا المنتدى الآسر ، الضاج بمئات المواهب الشابة . كنت أتعاطى الكتابة وأتدرب عليها من خلاله . فكان له كبير الفضل في صقل موهبتي ، ورسم ملامحي . بعد ذلك انتابتي رغبة حادة في جمع نصوصي وتوثيقها في كتاب . راسلت دار نشر « الغاوون «وفعلا رحبوا بتجربتي الشعرية وأخذوا بيدي ، أما علاقاتي بالوسط الثقافي فمحدودة نظراً لطبيعة شخصيتي المولعة بالخصوصية . ما الرسالة التي ترغبين في ايصالها لقارئ ديوانك الجديد « طائر غريب « ؟ في هذا الديوان اعتمدت على ثيمة الموت والحب . فكلما فزعنا من الموت وفكرة الفناء ، هربنا إلى الحب الذي نرى فيه خلودنا ، ذلك الحب الذي يمثل سكرة العقل ومتعة الحواس . حيث التغييب الجميل عن كل حقيقة قبيحة تؤذي مشاعرنا . أيضا في هذا الديوان رسائل لكل عشق مقهور يحلم أن يكتمل . ما رأيك في الوسط الشعري والأدبي في المملكة ؟ بحسب رأيي المتواضع نحن نعيش عصر الرواية ، والتي قفزت بدورها في السنوات الاخيرة - لمراحل متقدمة . أما الشعر باستثناء « النبطي « فلازال متأخراً ولا زال متذوقوه ومتعاطوه قلة . أما من ناحية المرأة ، فقد بدأت تأخذ حقها في عالم الإبداع . طائر غريب يهيم فوق رؤوسهم « ... ما دلالة هذا الاسم في ديوانك الشعري ؟ وعلى أى أساس اخترته اسماً لهذه المجموعة ؟ من يقرأ ديواني سيلحظ تلك الغربة الصارخة كغربة الطائر الوحيد الذي يهيم في كل الدروب ، ويتحلق الرؤوس دونما رفيق يؤنس وحدته . هكذا ترتسم الغربة الإنسانية بداخلي تماماً كما يرمز إليها هذا الطائر المتفرد . إلى أى أجناس الشعر تصنفين مجموعة هذا الديوان ؟ وهل تنتمين لمدرسة شعرية ما ؟ ما أكتبه وجدانيات وقصائد نثرية على حد زعمي . لا أنتمي إلى أي مدرسة , فأنا مزيج من هذا وذاك . إضافة إلى أن تجربتي الشعرية لم تنضج بعد . تعددت أسماء الشهور في قصائد هذه المجموعة ... فهل لهذا التعدد دلالة خاصة عندك ؟ ولم ربطت بين الشهور وبين الرجل ؟ هذا النص يعكس أنواع الرجال وقد صنفتهم إلى أربعة أصناف . رجل الشتاء « آذار « تكسوه الجاذبية ، ويغريه الصد . رجل الخريف « تشرين « المعروف بالوقار والتقليدية . رجل الصيف « آب « متهور وطائش ويدخل في علاقات متعددة . رجل الربيع « آيار « زاهٍ ومتفتح وعاشق للحياة ، وهو تصنيف يتفق بالتأكيد مع عالمي الشعري الخاص. ما تطلعاتك المستقبلية في عالم الشعر ؟ وهل يمكن أن تنسحبي من الشعر إلى الرواية يوماً ما ؟ أحلم أن أترك بصمة شعرية خاصة ، ورائحة فريدة تميزني كأضواء في حديقة الروائح الشعرية . أما الرواية فهي هاجس قديم يسكن صدري , جنس أدبي يدغدغ مشاعري . أحلم بمؤلف روائي يعكس أفكارا فلسفية حياتية قد لا تحتملها القصيدة بحكم جنوحها للاختزال والكثافة ، وإن حدث وكتبت فستكون رواية بنكهة الشعر .