وجهة نظر عبدالله بن مساعد التي نشرت في صحيفة الوطن الأسبوع الماضي حول وضع الرياضة السعودية ومستقبلها بحاجة إلى قراءة متأنية من قبل المسئولين والمهتمين والعاملين في المجال الرياضي، حيث يلخص واقع الرياضة السعودية في عبارات كتبت كثيرًا بأقلام النقاد والكتاب العارفين ببواطن الأمور، لكنه يلخصها للقارىء من خلال تجربته الشخصية حيث يؤكد أن الرياضة السعودية بحاجة إلى نقلة نوعية نحو التخصص في العمل برعاية الشباب واللجنة الأولمبية وإدارات الاتحادات والأندية الرياضية عبر كفاءات وطنية شابة متخصصة مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية كلما تطلب الأمر ذلك. يعقب بن مساعد في لقائه أيضًا حول طريقة العمل أن «معضلتنا الأساسية أننا نحاول التوصل إلى حل مشكلاتنا بطريقة التجربة والخط» «لكننا بهذا الشكل لن نتغير إذ لا بد أن نستفيد من تجارب الآخرين». وهذا يتناغم مع ما يقوم عليه فلسفة إدارة العمل الرياضي بمختلف إدارته، وكذلك فلسفة التعليم التقليدي في المجتمع السعودي من خلال الاعتماد على نظريات التعلم، حيث إن معظم تلك الأفكار والنظريات طبقت من خلال دراسة السلوك الحيواني، وبالتالي لا يمكن أن يعمم ذلك على الإنسان لأن التفكير الحيواني لا يعتمد على الخبرات السابقة ومن ثم تصبح العملية اجتهادية قابلة للصح والخطأ. بينما بالإمكان أن نبدأ بما انتهى إليه الآخرون، كما فعلت اليابان على سبيل المثال بعد أن كانت تحبو في المدرسة الخليجية، أصبحت الآن سيدة الكرة الآسيوية الجميلة. نؤكد على أهمية التخصيص في التطوير الرياضي وفصل رياضة الهواة وإدارتها، الذي يمكن أن يفتح آفاقًا كبيرة للرياضة السعودية، والاحتراف الخارجي للاعب، وتحقيق الانجازات الرياضيةكما أعادنا مقابلة بن مساعد أيضًا إلى عمل اللجنة العليا للإشراف على فرق تطوير الرياضة والشباب في المملكة –حيث أكد أنه لم يؤخذ إلا ببعض التوصيات خصوصًا فيما يتعلق بكرة القدم بينما وضعت التوصيات الأخرى حبيسة الأدراج حتى تاريخه، لقد أهملت تلك التوصيات التطويرية المقترحة بتشجيع من بعض ممثلي الرئاسة في تلك اللجان، حيث كانوا ينظرون إلى كل تلك التوصيات والأفكار على أنها غريبة وغير منطقية بل (إحلالية من وجهة نظرهم) أي أنها تتطلب استقطاب خبرات متخصصة ومؤهلة كي تقوم بعملية التطوير وهذا لا ينسجم مع تطلعاتهم حيث إنهم يؤمنون بنظام الرجل الواحد. فهل الظروف تغيرت ونحن نعيش مرحلة التجديد والتغيير برئاسة الشاب الطموح الذي يمثل حوالي 60% من شباب المجتمع السعودي. وأخيرًا يقول بن مساعد «إذا تواجدت الخصخصة في الأندية أعتقد أنني سأكون مالكًا للنادي» وهنا نؤكد على أهمية التخصيص في التطوير الرياضي وفصل رياضة الهواة وإدارتها، الذي يمكن أن يفتح آفاقًا كبيرة للرياضة السعودية، والاحتراف الخارجي للاعب، وتحقيق الانجازات الرياضية، وأخيرًا زيادة الدخل فالمطلوب هو وضع تصور للتطوير ككل من خلال مراحل زمنية، ولا ضير من الاستعانة بتجربة العديد من الدول التي سبقتنا وتطبيقها بما يتناسب ظروفنا. [email protected]