اختلف بعض الكتاب والمثقفين السعوديين حول النظرة الخارجية للمثقف والثقافة السعودية فالبعض يري أنها مازالت تراوح مكانها وأن ثمة غياب للتشكيل والمسرح والسينما ،وأن المثقف السعودي لم يستطع تصدير أي شيء للخارج رغم المشاركات الرسمية والشخصية في الخارج سواء كانت في ملتقيات أو مهرجانات شعرية أو نقدية أو قصصية.و السبب هو تقوقع المثقف السعودي على ذاته.. في حين يرى آخرون أن أي شخص منشغل بالأدب والثقافة والنقد لا يمكن أن يتجاهل أسماء كبيرة لها إنجازاتها الفكرية والثقافية سواء كانت على مستوى المملكة أو الوطن العربي.وأن للملكة حضورها الثقافي الذي لايمكن تجاهله.. جوائز متقدّمة في البداية يتحدث الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن عن فحوى النظرة للثقافة والمثقف السعودي قائلا: منذ زمن ونحن نحلق بين عواصم العالم ، نشارك بمجهوداتنا الذاتية رغبة منا في تعريف العالم بفنوننا وثقافتنا وكتابنا وشعرائنا ، وما أن نشارك في أي ملتقى ثقافي خارج الوطن ، وبالتحديد في بعض الدول العربية ، والسؤال يتكرر منذ زمن طويل: هل لديكم فن ؟ هل لديكم مسرحيون ؟ هل ؟ وهل ؟ ويتابع الضامن: هل نحن نختلف عن العالم ، أم العالم يختلف عنا ، نتحاور مع الجميع ، ونشارك الجميع في المعارض والمهرجانات والملتقيات الدولية ، ونحصد جوائز متقدمة ، رغم إعلامنا المقصر في نشر فنوننا للعالم إلا أننا لم نتوقف عن المشاركات والمبادرات التي من شأنها تُعرف المجتمعات بفنوننا ، ونطمح من صحافتنا ألا تكتفي بخبر افتتاح معرض هنا أو هناك ، بل تقدم قراءة نقدية باهتمام بالغ ، لذا يبقى الجهل بفنوننا قاصرا للعالم ، ومن هنا يجب أن نهتم بمشاركة الفعاليات في جميع دول العالم للتعريف بثقافتنا المحلية. مجاف للحقيقة فيما يرى الكاتب عبدالله الدوسي: أن من يقول إن السعودية لا يوجد فيها ثقافة ومثقفون مجاف للحقيقة تماما فلقد وصل أدباؤنا ونقادنا إلى العالمية وحصدوا الجوائز الأدبية الصورة المختزلة في ذهنية الآخر عن مشهدنا كانت لا تتعدى مفهوم الصحراء والبترول , أما الآن وبعد أن اتضحت الرؤية وتوسعت مساحة الثقافة بفضل وسائل الاتصال وزادت المشاركات الخارجية أصبح ينظر لنا كشعب مثقف جدير باحترام ثقافته.ويؤكد الدوسي: لا أعتقد أن مشتغلا على النقد يجهل عبد الله الغذامي وسعد البازعي وعالي القرشي ومعجب الزهراني على سبيل المثال لا الحصر ولا أعتقد أن مشتغلا على فن القصة والرواية يجهل يوسف المحيميد ورجاء عالم وغيرهم أما الشعر بفنونه فلا شك أن شعراءنا شرقوا وغربوا ولن أزيد على أربعة هم أحمد قران وعبد الله الصيخان والمرحوم محمد الثبيتي وعبد الله الزيد. يضاف لهؤلاء المبدعين الوزير المثقف الشاعر د. عبد العزيز بن محيي الدين خوجة الذي يعتبره جميع المثقفين صديقا وأخا لكل واحد منهم . كذلك الحراك الثقافي الذي نشهده من خلال الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والصوالين الأدبية. النظرة اختلفت فيما يختلف القاص طاهر الزارعي ويؤكِّد أن النظرة اختلفت: بعد أن تحقق الوعي بمفهوم الثقافة محليا ,. أصبحت نظرة الآخرين مغايرة تماما عما كانت عليه سابقا فالصورة المختزلة في ذهنية الآخر عن مشهدنا كانت لا تتعدى مفهوم الصحراء والبترول , أما الآن وبعد أن اتضحت الرؤية وتوسعت مساحة الثقافة بفضل وسائل الاتصال وزادت المشاركات الخارجية أصبح ينظر لنا كشعب مثقف جدير باحترام ثقافته. ويضيف الزارعي: كان هاجسنا كمثقفين هو تغيير النمط الذي أصاب الآخر بالعمى الثقافي تجاهنا ,. وقد تحقق جزء كبير فيما يخص هذا الجانب حتى أصبحنا نمتلك رصيدا ثقافيا في كثير من المعارف والعلوم والآداب , ومن خلال مشاركتي في أكثر من ملتقى ثقافي اتضح لي بأن الأدب السعودي يمتلك قيمة مدلولية يطمح الآخر في تناوله دراسة ونقدا ,. وحتما تتابع السنوات كفيل بنتاج أدبي سيحقق مرحلة انتقالية ويستطيع أن يسجل اسمه في الذاكرة الثقافية. نحن السبب فيما يعتقد الروائي محمد العرفج (كما يقول) أن سبب نظرة العرب للمثقفين السعوديين تلك النظرة الدونية هو بسببنا نحن لا بسببهم ، فهم لا ينظرون تلك النظرة إلى الكويتيين مثلا ، والسبب يكمن في أن الكويت تعرف كيف تسوق ثقافتها عن طريق مثقفيها حتى أولئك من فئة البدون الذين لم يصلوا الأمصار العربية فحسب بل حتى العالمية ، إن تركيزنا على بعث الأكاديميين فقط دون المثقفين يظهر ذلك النقص في عدم ثقة الجهات الرسمية بالمثقفين الحقيقيين ، و مانبعثه وما نهتم به هو الثقافة المظهرية وهذا ما سبب نظرة دونية مع الأسف الشديد تجاه الثقافة السعودية ، حتى إن الجهات الرسمية تكاد تعتمد اعتماداً كلياً على الأكاديميين وأصحاب الثقافة الفوقية وهذان لا يلقيان قبولا من الثقافة كمحتوى يعجز عن استيعابهما ومن المثقفين كفريق مكتمل النضج ما لم يندمجا في معيّتهما اندماجاً في التحصيل الذي يحظى ويتميّز به هذا الفريق صاحب الشأن. ويختم العرفج: ، ما لم يدعم الحراك الثقافي الخارجي من جهات عليا لتكون أكثر جدية ، وبحيث تبعث ممن هو صالح لهذا الحراك الثقافي أو التغيير ، ستبقى النظرة الخارجية للسعوديين نظرة صحيحة في أن السعوديين مازالوا متقوقعين على أنفسهم ، لم يخرج منهم من قوقعته إلا ثلة قليلة جداً.. وهذا لا يعد تغييراً أو انفتاحاً أو ما يبشر بخير.. لأن الدوافع ذاتيه فقط!.